اعتبر تقرير لمجلة "فورين بوليسي"، أن محاكمة اثنين من مسؤولي نظام الأسد في ألمانيا تقضي على آمال "بشار الأسد" بتطبيع العلاقات بين نظامه وأوروبا، لافتة إلى أن تلك المحاكمات قد لا تحاكمه على ما اقترفت يداه من جـ.ـرائم بحق السوريين بسبب حمايته من طرف روسيا.
وتقول المجلة إن محاكمة مسؤولين سابقين في أجهزة الاستخبارات السورية لاجئين في ألمانيا، أمام محكمة كوبلنتس بتهمة ارتكاب جـ.ـرائم ضد الإنسانية تمنح ملايين اللاجئين السوريين في ألمانيا، الذين عاشوا تحت الخوف من أنهم قد يضطرون إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية، الأمل في أن يفهم مضيفيهم أخيراً ضعفهم.
ولفت تقرير المجلة إلى أن شهادات الناجين أثناء المحاكمة وأقارب من قُتلوا، والخبراء، والمطلعين على النظام، أظهرت مدى وحشـ.ـية الجـ.ـرائم التي يرتكبها النظام ضد الإنسانية، وللمرة الأولى، تقول المجلة، يمكن للأجانب أن يدركوا كيف أصبحت الفـ.ـظائع، تحت قيادة الأسد، طريقة روتينية للحياة.
ونقل التقرير عن باتريك كروكر، المحامي الذي ينوب عن 16 سوريا، وكبير المستشارين القانونيين حول سوريا في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، قوله إن الأهمية القانونية للمحاكمة وما كشفته الشهادات، والأدلة تكمن في أنها ستسهل المحاكمات المستقبلية ضد مسؤولي النظام إذا تم القبض عليهم وهم يسافرون إلى أوروبا".
ويضيف ل"فورين بوليسي"، أن "المحاكمة ستؤثر على السياسة الأوروبية الأوسع بشأن سوريا". على سبيل المثال، يوضح كروكر أنه حتى التفكير في فكرة تطبيع العلاقات مع مثل هذا النظام أمر مثير للاشمئزاز. ويتابع: "يقدم أحدهم دليلاً على أن المقابر الجماعية كانت لا تزال قيد الحفر حتى عام 2017 على الأقل.. هذا هو نوع الحكومة والنظام الذي لا تقيم معه علاقات".
وأشار التقرير إلى أنه في نهاية المحاكمة، وحتى لو كان الفوز رمزيا ولم تتم إدانة سوى اثنين من مسؤولي النظام من ذوي الرتب المتوسطة، يعتقد الخبراء أن ذلك سيؤثر على سياسة اللاجئين في ألمانيا، وقالت المجلة إنه في ضوء هذه الشهادات، من الصعب على الشعبويين المطالبة بعودة اللاجئين إلى سوريا.
وقالت بنتي شيلر، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة هاينريش بول، إن وزراء داخلية الولايات الاتحادية في ألمانيا يناقشون كل ستة أشهر إمكانية إعادة اللاجئين، لكن مما نسمعه في المحاكمات حول كل ما يحدث في سوريا، من المستحيل على الإطلاق ترحيلهم".
وأضافت أن هناك أملا في أن تخفف المحاكمة من المواقف الألمانية تجاه اللاجئين، ومنذ نهاية أبريل 2020، يحاكم مسؤولين سابقين في أجهزة الاستخبارات السورية هما أنور رسلان المقدم على أنه عقيد سابق بأمن الدولة، وعضو سابق آخر في المخابرات هو إياد الغريب.
ومنذ العام 2017، تضاعفت الشكاوى التي رفعها سوريون في ألمانيا يقولون إنهم تعرضوا للتعذيب في سجون نظام الأسد، واهتم النظام القضائي بمتابعة انتهاكات وثقتها منظمات غير حكومية وشهادات ناجين لجأوا إلى الخارج.