يرى معهد واشنطن للدراسات أنه يتوجب على واشنطن في سبيل مكافحة آثار أنشطة نظام الأسد المزعزعة للاستقرار في شرق سوريا، لابد من التركيز على دعم القبائل العربية المحلية.
ويقول المعهد في دراسة حديثة، إن الفاعلين في شرق سوريا يواصلون استخدام القتال ضد “داعش” لتبرير وجود قواتهم وإخفاء أعمالهم العنيفة ضد السكان المحليين؛ وعلى وجه الخصوص واصل نظام الأسد تسليط الضوء على ما يصفه بهجمات “داعش” كطريقة لإخفاء أفعاله الوحشية ودفع المجتمع الدولي نحو حل سياسي في شرق سوريا لصالحه.
ويؤكد المعهد أنه في محاربة هذه الأنشطة التي تُبرر كتدابير لمواجهة داعش، يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ في دعم القبائل العربية المحلية وهي مجموعة كبيرة من السكان في شرق سوريا.
ولفتت الدراسة إلى إن الأنشطة العسكرية لنظام الأسد التي تهدف ظاهريا إلى مواجهة “داعش” لا تخدم غرضها المفترض؛ في الواقع أشار بعض المحللين إلى أن التكتيكات العسكرية للنظام ستحافظ على وجود “داعش” في منطقة البادية دون تغيير في نطاقها.
وتضيف: “على هذا النحو، بدلا من إضعاف “داعش”، تخدم جهود النظام أهدافا اقتصادية وسياسية مهمة لا علاقة لها بمكافحة الإرهاب، وذلك من خلال “تركز هجمات النظام ضد “داعش” على الاحتفاظ بطرق إمداد مهمة تدعم الاقتصاد السوري المحاصر الذي يسيطر عليه النظام”.
وتقول الدراسة إن نظام الأسد الذي يجيد تقديم أعداء زائفين لتعزيز مصالحه، يسعى إلى استغلال قضية داعش لتخليص نفسه من المنتقدين الدوليين وممارسة الضغط من أجل الرضوخ الدولي لـ “الحل السياسي” في سوريا، وترى أن هذا الحل الذي روجته روسيا باستمرار من شأنه أن يساعد في الحفاظ على سيطرة النظام على البلاد.
وشدد المعهد على أن شرق سوريا يواجه حالة صراع مترسخة ومعقدة، وأن تعدد اللاعبين والطبيعة المعقدة للصراع في شرق سوريا، أنتج ديناميكية تشبه إلى حد كبير الحروب بالوكالة خلال الحرب الباردة، حيث تدعم روسيا والولايات المتحدة القوات المحلية بينما تشارك في بعض الأحيان بشكل مباشر فقط.
وبحسب المصدر، حتى يتم التوصل إلى حل سياسي ملائم، يمكن لنظام الأسد الاستفادة من استمرار عدم الاستقرار والصراع في شرق سوريا، ولهذا السبب فهو يؤجج نار الخلاف بين مكونات السكان من أجل منع استقرار المنطقة، وغالبا ما يستخدم “داعش” لتبرير أنشطته المزعزعة للاستقرار.
وأشار إلى أن النظام وكجزء من تلك الاستراتيجية، يستغل عدم وجود دعم أمريكي للقبائل العربية المحلية التي تشكل أكبر مكوّن في منطقة دير الزور في الشرق؛ هذه العشائر بحاجة ماسة إلى الدعم الدولي والأمريكي لمحاربة “داعش” الذي شردهم من ديارهم، ومقاومة الاختراق الإيراني والوقوف في وجه الأطماع الروسية وقوات النظام.
ويقول المعهد في دراسته إنه يمكن للولايات المتحدة أن تدعم القبائل العربية في المنطقة كوسيلة لمحاربة الأنشطة المزعزعة لاستقرار النظام في شرق سوريا، مع منعهم من الانصياع لروسيا أو إيران، وأن ذلك سوف يساعد أيضا في منع أي اتفاق من قبل الجماعات المحلية على حل سياسي يخدم مصالح النظام.