أعلن رئيس هيئة الطب الشرعي في سوريا “زاهر حجو” عن استعداد الهيئة لتأمين جثـ.ـث للجامعات بشـرط موافقة القضـ.ـاء، على أن يشمل الأمر الجثـ.ث مجهولة الهوية، معتبراً أن طـالب الطب لا يسـتطيع التعلم إلا إذا رأى بعينه وعمل بيده.
وقال “حجو” في تصريح لصحيفة “الوطن” المواليه، إنه لا توجد جثث مجهولة الهوية، لكن هناك تفكيراً جدياً بموضوع التركيز على تدريب طلبة الجامعات، مضيفاً: “التعليم العالي خاطبنا بضرورة وجود تعاون علمي بين الجهتين بما ينعكس إيجاباً على الطلبة وتدريبهم في المشارح”.
وأشار إلى أنه يتم الاحتفاظ بالجثث مجهولة الهوية لفترة يحددها القانون، وفي حال لم يستلمها أحد خلال فترة زمنية محددة، تتم مخاطبة القضاء حول هذا الموضوع، علماً أن القرار النهائي للقضاء.
وأضاف: “بمجرد توافر جثث مجهولة الهوية لدى الهيئة ستتم المباشرة بالإجراءات ومراسلة (التعليم العالي) والقضاء للحصول على موافقتهما، منوهاً بأن الجانب العملي التدريبي مهم جداً بالنسبة لطلبة الجامعات.
كما أكد “حجو” الاستعداد لتدريب الطلاب واستقبال أي طالب يرغب في زيادة تعليمه وذلك بعد التنسيق مع كليته طبعاً، الأمر الذي ينعكس على رؤيتهم جثثاً حقيقية.
وفي حين لم يذكر “حجو” أي معلومات عن مصادر الجثث “مجهولة الهوية”، إلا أن من المعروف أن هذا المصطلح “جثة مجهولة الهوية” صار مألوفا منذ انطلاق الثورة في سوريا وارتكاب جيش الأسد ومخابراته وميليشياته مجازر بحق السوريين.
كما اعتقل نظام الأسد عشرات آلاف الشبان ومازال مصيرهم مجهولا، في ظل تسريب بين الحين والآخر لأسماء معتقلين قتلوا في معتقلات الأسد تحت التعذيب، بحسب تقارير إعلامية وحقوقية.
مصدر آخر لـ”الجثث مجهولة الهوية” أيضا، يكشف عنها ناشطون، وهو قتلى المعارك من جنود النظام الذين يحاول التعتيم على ظروف مقتلهم سواء على الجبهات، أو في أماكن أخرى.
وكانت صحيفة “الوطن” الموالية قد نقلت عن عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق الدكتور “رائد أبو حرب” معلومات عن وجود نقص واضح في “الجثث” المستخدمة للجانب العملي لتدريب الطلبة في الكلية في السنتين الأولى والثانية، الأمر الذي يتسبب في غياب التدريب الكامل والواضح للطلبة على الجوانب التشريحية.
ولم يخفِ “أبو حرب”، في حديث للصحيفة الموالية، وجود صعوبة كبيرة في تأمين الجثث، كاشفاً عن محاولات ومساعٍ قائمة للحصول على الجثث البلاستيكية الخاصة بالتشريح أو الإلكتروني (الرقمي)، والخاصة بالتدريب العملي للطلاب، إلا أن الأمر تعثر نظراً للغلاء الفاحش في أسعارها.
وبيّن عميد كلية الطب البشري أن هناك أسعاراً خيالية سجلتها الجثث (الدمى) البلاستيكية للتدريب على التشريح، والتي وصلت تكلفتها إلى 80 ألف دولار، كما بلغ سعر الجثث الرقمية الإلكترونية إلى 100 ألف دولار، وهو خارج الإمكانيات الحالية في ظل الارتفاعات غير المعقولة.
وأكد أنه يتم بشكل سنوي تأمين بحدود جثة أو اثنتين ليس أكثر، وذلك عبر قنوات نظامية، مشيرا إلى أن هناك صعوبة في مسألة التدريب السريري العملي لطلاب السنتين الأولى والثانية البالغ عددهم 5 آلاف طالب وطالبة، مبيناً أن عدة طلاب في الكلية أو مجموعة من الفئات يطلعون على التشريح لمرة واحدة فقط، لكن الممارسة اليدوية العملية تكون أقل بكثير وسط عدم وجود عدد كاف من الجثث على مدار العام، علماً أن عدد الطلبة في السنة الأولى يصل إلى 3800 طالب في السنة التحضيرية، وفي السنة الثانية 1200 طالب.
ولفت “أبو حرب” إلى أن المحاولات كانت قائمة للحصول على المجسمات الإلكترونية، مضيفاً: “كنا بصدد البحث عن الأسعار المطروحة، وفوجئنا بوجود أسعار خيالية جداً في المجسمات ثلاثية الأبعاد التي تستخدم في التعليم الرقمي الطبي”. وقال: “مهما كانت إمكانية الطالب فهو سيعاني من الحصول على المجسم الإلكتروني بمقدار 100 ألف دولار، علماً أن الطروحات الأخرى كانت بالحصول على الجثث البلاستيكية (الدمى)، لكن تعثر الأمر”.
بينما أكد عميد كلية الطب البشري في جامعة تشرين “أكثم قنجراوي” لـ”الوطن” عدم وجود أي جثة (حقيقية)، مشيراً إلى الاعتماد على المجسم الإلكتروني الذي يبقى 40 سنة، منوهاً بأن الجثث كانت تؤمن للكلية بعد الحصول على الموافقات اللازمة لكن فترة الجثة الطبيعية تصل لسنتين فقط لاستخدامها في التشريح لطلبة السنتين الأولى والثانية البالغ عددهم 2800 طالب وطالبة.
المصدر: زمان الوصل