كتب مراسل الشرق الأوسط في الغارديان (The Guardian) أن الاقتصاد السوري في حالة خراب، وأن الصين تتحين الفرصة. وعلق مارتن شولوف في تحليله بأن الحرب ربما بدأت تتلاشى، لكن مع وجود الأسد في منصبه 7 سنوات أخرى فإن البلاد ستظل منقسمة.
وأشار المراسل إلى إعلان بشار الأسد بعد أداء اليمين أنه الرجل الوحيد الذي يمكنه إعادة بناء سوريا. وبدا أن ضيفه الأجنبي الأول وزير خارجية الصين وانغ يي، يعزز زعمه، مؤيدا فوز الرئيس في انتخابات مايو/أيار التي وصفتها بريطانيا والاتحاد الأوروبي بأنها “غير حرة ولا نزيهة”، ومشيرا بالمساعدة في إنجاز مهمة إعادة إعمار سوريا.
وألمح شولوف إلى أن دور الصين البارز في سوريا ما بعد الحرب مستوحى مباشرة من قواعد اللعبة التي تمارسها في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، وكذلك في آسيا وأفريقيا، والتي تقوم على استثمارات استثنائية في مقابل إيجاد فرص محلية وغطاء عالمي.
ومع ذلك، أشار إلى ما يقوله محللون ودبلوماسيون من أنه حتى في ظل الهدوء النسبي، فإن سوريا ستقدم عوائد ضعيفة لسنوات قادمة.
فمع انتهاء الحرب في معظم أنحاء البلاد، أصبح اقتصادها الخاضع للعقوبات الشديدة في حالة دمار أكبر حتى من مدنها وبلداتها، خصوصا مع تمزق مكانتها العالمية بسبب عقد قاس من الصراع.
ويرى هؤلاء المحللون والدبلوماسيون أن الأمل في تحقيق اختراق سياسي يتوقف على الإطاحة بالزعيم ذاته الذي أعيد انتخابه للتو لمدة 7 سنوات أخرى.
وذكر المراسل أن إعادة الإعمار كانت أساسية في خطط حليفتي النظام: روسيا وإيران، والآن الصين التي حافظت على سياسة أقل تورطا طوال القتال، وهي تتحين الفرصة.
إذ إن نجاحاتها في الشرق الأوسط ثابتة وحذرة، وامتدت إلى الاستحواذ على حصص في حقول النفط العراقية وفي البنية التحتية الحيوية للإمارات.
وبينما تغادر الولايات المتحدة أفغانستان وتستعد لمغادرة العراق بعد أن تخلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فجأة عن شمال شرق سوريا قبل 18 شهرا، بدت بقية البلاد وكأنها انتصار سريع للدبلوماسيين الصينيين. كما قال دبلوماسي بريطاني سابق له خبرة في بكين والشرق الأوسط “إنهم يعرفون الفراغ عندما يرونه، وخاصة إذا كان ذلك ينطوي على الاستفادة من أخطاء الولايات المتحدة”.
ومع ذلك، قال دبلوماسي شرق أوسطي “يجب على الصين أن تنظر حولها. فهي تعتقد أن هذا امتداد لطريق الحرير الجديد، لكن هذا مجرد وهم، وسوريا استثمار ضعيف بالنسبة لها”.
واختتم المراسل بما قاله مبعوث أوروبي لسوريا من أن إعادة الإعمار من المرجح أن تظل غير واقعية على الرغم من حماسة الصين.
وأضاف “لا أحد يأتي لاستثمار مئات المليارات من اليوروات والدولارات -أو الروبلات والرنمينبيات- اللازمة لإعادة أعمار البلاد في ظل هذه الظروف المروعة. إذ يحتاج المستثمرون في المقام الأول إلى طمأنتهم إلى أن استثماراتهم ستكون آمنة، وهذا لا علاقة له بفرض القيم أو الشروط الغربية، إنه مجرد منطق تجاري عام أينما ذهبت، وقد بذل هذا النظام جهودا استثنائية لإقناع العالم بأسره بأن سوريا ليست سوى مشروع تجاري سيئ”.
الجزيرة – غارديان