اكتشف علماء الآثار هيكلا عظميا محفوظا جيدا في موقع دفن في بومبي، ما سلط الضوء من جديد على طقوس الجنازة والأنشطة الثقافية في المدينة الرومانية القديمة المنكوبة.
وعثر على جثة الرجل، الذي يعتقد أنه في الستينات من عمره، بمقبرة بورتا سارنو، والتي كانت واحدة من بوابات الدخول الرئيسية إلى المدينة، ويُعتقد أن القبر يعود تاريخه إلى عقود سبقت تدمير بومبي بسبب ثوران بركان جبل فيزوف في عام 79 م.
ووفقا للنقوش الموجودة على القبر، كان الرجل يدعى ماركوس فينيريوس سيكونديو، وكان في الستينات من عمره عندما توفي، بالإضافة إلى أنه كان في مرحلة ما مستعبدا. وفي وقت لاحق من حياته، بعد أن حُرّر، أصبح سيكونديو كاهنا ثريا، كان يمارس طقوسا باللغتين اللاتينية واليونانية.
ويعد نقش القبر الذي يشير إلى هذه الطقوس اليونانية أول دليل مباشر على العروض المسرحية اليونانية التي أقيمت في المدينة الإيطالية القديمة باليونانية واللاتينية.
À #Pompeï, découverte d’une tombe d’une momie #romaine : il s’agit d’un riche affranchi, Marcus Venerius Secundio, gardien du Temple de Vénus , puis Augustale (prêtre du culte imperial. Il était bilingue grec/latin et agé de 60 ans environ. https://t.co/lEhAf5LHau pic.twitter.com/QkscJBqyvW
— Lucius Gellius Publicola 🏺🪔 (@Lucius_Gellius) August 17, 2021
وقال غابرييل زوشتريغل، مدير متنزه بومبي الأثري: “تنظيم العروض باللغة اليونانية هو دليل على المناخ الثقافي المفعم بالحيوية والمفتوح الذي ميّز بومبي القديمة”.
واستقرت بقايا سيكونديو في مقبرة حجرية مستطيلة كانت مطلية ذات يوم بصور لنباتات خضراء على خلفية زرقاء، ولا تزال آثار هذا الطلاء تزين الجدران الخارجية للمقبرة.
التحنيط
وكان الجسد المحنط جزئيا مطويا في تجويف مغلق في القبر بسقف مقوس. وما يزال الشعر المقطوع والأذن مرئيين على الجمجمة. كما عثر علماء الآثار على قصاصات من القماش وزجاجتين من زجاج يسمى Unguentaria في قبر سيكونديو.
وغالبا ما توجد زجاجات Unguentaria في المقابر الرومانية واليونانية وقد تحتوي على زيوت أو عطور لطقوس القبور.
واحتوت المقبرة أيضا على جرّتين جنائزيتين، بما في ذلك جرة زجاجية زرقاء جميلة تعود لامرأة سُجل اسمها على أنها “نوفيا أمابيليس” (الزوجة الطيبة).
وكان حرق الجثث هو الطريقة الأكثر شيوعا لدفن سكان بومبي خلال الفترة الرومانية، ووفقا لعلماء الآثار ليس من الواضح لماذا لم يتم حرق رفات سيكونديو، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان جسده محنطا بشكل طبيعي أو ما إذا وقع علاجه لمنع التحلل.
وقال عالم الآثار بجامعة فالنسيا لورينتش ألابونت في البيان: “ما زلنا بحاجة إلى فهم ما إذا كان التحنيط الجزئي للمتوفى ناتجا عن علاج مقصود أم لا”.
ويظهر اسم ماركوس فينيريوس سيكونديو في أرشيف آخر بالمدينة، والذي حدده باعتباره عبدا عاما وأمينا لمعبد فينوس. ووقع تحريره لاحقا، ويشير قبره المهيب إلى أنه وصل إلى وضع اجتماعي واقتصادي معين قبل وفاته.
الموقع
ويقع القبر في Porta Sarno Necropolis، التي تقع خارج أسوار المدينة بجوار بوابة Porta di Nola. ووقع دفن عدد من الأعيان في المقبرة، بما في ذلك مدير المدينة ماركوس أوبيليوس فيرموس، الذي عاش في عهد الإمبراطور نيرو (بين 54 و68 بعد الميلاد)، وفقا لـ ArchaeoSpain، وهي مدرسة ميدانية تنسق فترات التدريب في بومبي ومواقع أخرى.
موقع الدفن غير متاح حاليا للزوار ويقع خارج حدود المدينة. قال مسؤولو بومبي إنهم يبحثون في كيفية فتح المنطقة للجمهور.
ويشار إلى أن بومبي، التي تقع على بعد 23 كيلومترا (14 ميلا) جنوب شرق نابولي، كانت موطنا لنحو 13 ألف شخص عندما دفنها الثوران البركاني تحت الرماد والحصى والغبار.
ولم يتم اكتشاف الموقع حتى القرن السادس عشر وبدأت أعمال التنقيب المنظمة في عام 1750. ومكّنت موجة حديثة من النشاط الأثري العلماء من اكتشاف المناطق التي ظلت مدفونة سابقا تحت الأنقاض البركانية.
المصدر: لايف ساينس