كشف علماء آثار عن حجرة في فيلا خارج مدينة بومباي الإيطالية مباشرة تضم أسرّة نوم وأشياء أخرى تلقي الضوء على الأوضاع المعيشية للعبيد في المدينة الرومانية القديمة التي دفنها ثوران بركان.
وتحتوي الحجرة، التي عثر عليها بحالة ممتازة من الحفظ، على ثلاثة أسرّة من الخشب وسلسلة من الأشياء الأخرى من بينها قوارير وأباريق خزفية وإناء.
وفي هذا الإطار، قال وزير الثقافة الإيطالي داريو فرانشسكيني: “يثري هذا الكشف الجديد المهم فهمنا للحياة اليومية لسكان بومباي القديمة، خاصة تلك الطبقة في المجتمع التي ما زال القليل معروفًا عنها”.
وبموجب القانون الروماني اعتُبر الخدم ضمن الممتلكات وليس لهم هوية شخصية.
و”حجرة العبيد” قريبة من المكان الذي اكتُشفت فيه عربة احتفالات في وقت سابق من العام الجاري بالقرب من إصطبلات فيلا قديمة في تشيفيتا جيوليانا على بعد 700 متر من أسوار بومباي.
وفي أعلى الأسرّة عثر علماء الآثار على سحارة من الخشب تحتوي على أشياء من المعادن يمكن أن تكون جزءًا من سروج الخيول، بينما عثر على رافعة عربة على أحد الأسرّة.
وقالت وزارة الثقافة: إنّ طول كل من اثنين من الأسرّة 1.7 متر بينما طول الثالث 1.4 متر مما يشير إلى أن الحجرة خاصة بأسرة صغيرة من العبيد.
من جابنه، قال غابريل زوكتريغل مدير متنزه بومبي الأثري: “يمكننا تخيل الخدم هنا، والعبيد الذين كانوا يعملون في هذه المنطقة، ويأتون للنوم هنا ليلا”.
وكان عدد سكان بومباي، التي تبعد عن نابولي 23 كيلومترًا نحو 13 ألف شخص عندما دفنها الرماد والحصى الخفيف والتراب بعدما تعرضت عام 79 بعد الميلاد لقوة ثوران تعادل عددًا كبيرًا من القنابل الذرية.
رويترز – متابعات
اقرأ أيضاً: مصر.. اكتشاف مقبرة فرعونية تعود إلى عهد رمسيس الثاني
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية (السبت) اكتشاف مقبرة “بتاح م ويا” رئيس الخزانة في عهد الملك الفرعوني رمسيس الثاني، الذي حكم البلاد في العام 1279 قبل الميلاد.
وذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري في بيان أن “بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة، برئاسة الدكتورة علا العجيزي، نجحت في الكشف عن مقبرة (بتاح م ويا) الذي كان يشغل منصب رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها البعثة في منطقة سقارة جنوب الطريق الصاعد للملك أوناس”.
وأوضح وزيري أن “موقع الكشف يضم مقابر كبار رجال الدولة الحديثة من عصر الأسرة التاسعة عشر والمكمل لموقع مقابر الأسرة الثامنة عشر، والتي من أهمها موقع القائد العسكري حور محب”.
أهمية الاكتشاف
وأرجع أهمية اكتشاف هذه المقبرة إلى المناصب التي شغلها صاحبها باعتباره الكاتب الملكي ورئيس الخزانة وكبير المشرفين على المواشي والمسؤول عن القرابين الإلهية في معبد رمسيس الثاني.
وينتمي الملك رمسيس الثاني للأسرة التاسعة عشر في مصر القديمة حيث امتد حكمه بين عامي 1279 و1212 قبل الميلاد.
بدوره، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة إن “هذا الاكتشاف الأثري المهم ينضم إلى مجموعة الاكتشافات التي قامت بها بعثة حفائر جامعة القاهرة مثل مقبرة عمدة منف بتاح- مس، والسفير الملكي للبلاد الأجنبية باسر، والقائد الأعلى للجيش إيورخي في منطقة سقارة”.
بينما رأت الدكتورة علا العجيزي رئيسة البعثة الأثرية أن “المقبرة تعود إلى الطراز المميز به هذا الموقع، والذي يطلق عليه (المقبرة-المعبد)، حيث يتكون من مدخل على هيئة صرح يليه فناء أو أكثر، وتنتهي المقبرة في جهة الغرب بالمقاصير للمعبودات يعلوها هريم”.
وتابعت أنه “ما تم الكشف عنه حاليا من المقبرة هو مدخلها المشيد من الحجر المنقوش بالمناظر لصاحب المقبرة، ويؤدي هذا المدخل إلى صالة أولى ذات جدران مرسومة وملونة على الجص، ومن أهم هذه المناظر تلك التي تصور موكب حمل القرابين والذي ينتهي بمنظر ذبح للعجل”.
وتم العثور على العديد من الكتل الحجرية المنقوشة تحت الرمال وكذلك العديد من الأعمدة الأوزيرية بعضها ملقى في الرمال والبعض الآخر قائم في مكانه الأصلي.
ووفقا للبيان، سوف يتم دراسة كل هذه القطع لإعادة وضعها في أماكنها الأصلية في المقبرة.
يشار إلى أن مصر تشهد من وقت لآخر، إعلان اكتشافات أثرية، وتزخر البلاد بآثار تعود لعهد قدماء المصريين الذين بنوا الأهرام إحدى عجائب الدنيا السبع.
اقرأ أيضاً: أدلة جديدة تعيد كتابة التاريخ.. ظهور نتائج تحليل مومياء قاض مصري
كشفت أدلة جديدة أن المصريين القدماء عرفوا التحنيط منذ حوالي 4000 عاما، أي قبل نحو 1000 مما كان يٌعتقد سابقا، بحسب صحيفة الغارديان.
وتم العثور على الأدلة الجديدة عن طريق تحليل مومياء لأحد القضاة النبلاء في المملكة القديمة يٌدعى “خوي”، التي تم اكتشافها في 2019. ووجد الباحثون أن المومياء أقدم بكثير من جميع المومياوات المصرية التي تم اكتشافها سابقا، مما يثبت أن تقنيات التحنيط كانت متطورة للغاية منذ حوالي 4000 عام.
كان العلماء يعتقدون أن تطور عملية تحنيط الجسد والمواد المستخدمة، بما في ذلك ضمادات الكتان الدقيقة للغاية والصمغ عالي الجودة، لم تتم إلا بعد 1000 عام على نشاة الدولة المصرية القدمية.
وقالت الدكتورة سليمة إكرام، رئيسة قسم علم المصريات بالجامعة الأميركية بالقاهرة والخبيرة البارزة في تاريخ التحنيط: “إذا كانت هذه مومياء من عصر الدولة القديمة، فيجب مراجعة جميع الكتب عن التحنيط وتاريخ الدولة القديمة”.
وأضافت: “هذا من شأنه أن يقلب فهمنا لتطور التحنيط رأساً على عقب. المواد المستخدمة وأصولها وطرق التجارة المرتبطة بها ستؤثر بشكل كبير على فهمنا للمملكة القديمة في مصر”.
وتابعت: “حتى الآن كنا نظن أن التحنيط في عصر الدولة القديمة كان بسيطًا نسبيًا، مع تجفيف أساسي – لم يكن دائمًا ناجحًا – دون إزالة الدماغ، واستئصال عرضي للأعضاء الداخلية. مع إيلاء المزيد من الاهتمام للمظهر الخارجي للمتوفى عن الداخل. كما أن استخدام الصمغ كان محدود للغاية في مومياوات الدولة القديمة المسجلة حتى الآن. هذه المومياء مليئة بالأصماغ والمنسوجات وتعطي انطباعًا مختلفًا تمامًا عن التحنيط. في الواقع، إنها أشبه بالمومياوات الأخرى”.