أصبحت مبيعات الهياكل العظمية للديناصورات محور عدد من المزادات، حيث بيع الخميس هيكل عظمي للديناصور “رابتور” بأكثر من 12 مليون دولار، ليحتل المرتبة الثانية من حيث القيمة بعد بيع هيكل عضمي بنحو 32 مليون دولار عام 2020.
أكدت المبيعات التي شهدها مزاد أقامته دار كريستيز في نيويورك الخميس (12 مايو/ أيار 2022) شهية هواة جمع كل أنواع القطع الفنية، إذ حفلَ بمجموعة أسعار قياسية سجلها عدد من الأعمال، من بينها منحوتة لإدغار دوغا، وأخرى برونزية لبيكاسو، إضافة إلى هيكل عظمي لديناصور كان مصدر وحي لفيلم “جوراسيك بارك” وبيع لقاء 412 مليون دولار شاملاً النفقات.
والديناصور هو من نوع داينونيكوس أنتيروبوس وأطلق عليه تسمية “رابتور”، ويتكون من 126 عظمة متحجرة ويتجاوز طوله ثلاثة أمتار. وأشارت كريستيز بعد المزاد إلى أن الهيكل كان من نصيب مزايد آسيوي، لكنها لم تفصح عن مزيد من التفاصيل.
وبات هذا الهيكل الثاني في ترتيب هياكل الديناصورات الأعلى سعراً، لكنّ ثمة فرقاً واسعاً بينه وبين هيكل عظمي لديناصور “تي-ريكس” يحتل المرتبة الأولى، إذ بيع عام 2020 في مقابل 31,8 مليون دولار.
وأفيد بأن “رابتور” الذي يتميز بأنه في حال جيدة ووُضِع عند مدخل مقر كريستيز في مانهاتن، هو الهيكل العظمي الأكثر اكتمالاً لهذا النوع. وكان اكتُشِف قبل سنوات في وولف كانيون بولاية مونتانا الأمريكية، وبقي مذاّك ملكاً لجهات خاصة.
وكان داينونيكوس أنتيروبوس، الأصغر والأكثر رشاقة من “تي-ريكس”، الديناصور الذي استُلهم منه ديناصور “فيلوسيرابتور” في فيلم “جوراسيك بارك” الشهير لستيفن سبيلبرغ عام 1993. ومع أنهما في الواقع نوعان مختلفان، استوحى واضعو السيناريو الحقيقة العلمية بتصرّف.
وأصبحت مبيعات الهياكل العظمية للديناصورات محور عدد من المزادات في الأعوام الأخيرة، على غرار بيع “بيغ جون”، وهو أكبر هيكل عظمي لديناصور من نوع ترايسيراتوبس معروف في العالم، يبلغ طوله ثمانية أمتار، بيغ في مقابل 6,6 ملايين يورو لصالح هاوي جمع أمريكي خلال مزاد في تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
وتثير هذه المزادات لدى مسؤولي المتاحف وعلماء المتحجرات أسفاً شديداً لكون هذه الأحافير تصبح جزءاً من مجموعات خاصة بدلاً من أن تكون معروضة في المتاحف.
المصدر: أ.ف.ب
اقرأ أيضاً: يعود إلى العصر الطباشيري.. اكتشاف نوع جديد من الديناصورات في اليابان
حدد علماء الحفريات ديناصورا جديدا من مجموعة التريزينوصور، عثر على حفرياته في رواسب العصر الطباشيري السفلى والعليا في اليابان.
وأطلق العلماء على الديناصور، الذي يقدر عمره ما بين 83.6 و72.1 مليون سنة، بناء على بقايا مجزأة عثر عليها عام 2000 في جزيرة هوكايدو اليابانية، اسم Paralitherizinosaurus japonicus، وهو أول من اكتشف في الرواسب البحرية الآسيوية، والمثال الثالث للتيريزينوصورات التي عثر عليها في اليابان.
ووقع تحديد المواد الأحفورية، المسترجعة من تكوين أوسوشيني الكامباني (خامس مرحلة في فترة العصر الطباشيري المتأخر) السفلي بالقرب من بلدة ناكاجاوا في محافظة هوكايدو، سابقا على أنها ربما تكون تيريزينوصورات، لكن وضعها التصنيفي ظل غير مؤكد.
وقامت مجموعة من العلماء من متحف جامعة هوكايدو بإعادة فحص الأحافير وإنشاء تصنيف جديد يؤكد أن المادة الأحفورية تمثل عضوا من العصر الطباشيري المتأخر من التريزينوصور، وتم تحديده ليكون نوعا جديدا لأنه يمتلك سمات فريدة.
وعرض فريق العلماء من جامعة أوكاياما للعلوم وجامعة هوكايدو، رسما توضيحيا ومحاكاة بالفيديو لديناصور تريزينصور الجديد المكتشف في شمال اليابان في عام 2000.
والتريزينوصور (Therizinosaurs/ Therizinosauria) هي ثيروبودات غير عادية ذات رقاب طويلة وذيول قصيرة ومخالب كبيرة على أطرافها الأمامية. وفي أكبر الأنواع، Therizinosaurus cheloniformis، وصلت المخالب إلى أحجام هائلة: أكثر من 50 سم في الطول.
ومع ذلك، لم يقع استخدام هذه المخالب المرعبة للصيد، حيث كان لدى التريزينوصورات أسنان صغيرة وأمعاء غليظة (يشار إليها بالحوض الواسع)، ما يشير إلى اتباعها نظاما غذائيا نباتيا.
وأعاد العلماء تقييم المواد الأحفورية المكونة من فقرة واحدة بالإضافة إلى عظام ومخالب من اليد اليمنى. وبحسب المقال الذي نُشر في مجلة Scientific Reports، فإنه الإضافة إلى استنتاجهم بأن الحفريات تمثل تريزينوصور، فقد أكدوا أنه أصغر تريزينوصور جيولوجيا معروفا من اليابان موصوفا حتى الآن.
وأكد العلماء الافتراض بأن التريزينوصورات المتقدمة استخدمت مخالبها لسحب أغصان الأشجار تجاه نفسها أثناء التغذية.
وبشكل أوضح، قارن العلماء شكل مخالب اليد من Paralitherizinosaurus japonicus بمخالب من التريزينوصورات الأقدم جيولوجيا، وافترضوا أن تلك التريزينوصورات البدائية لديها مخالب ذات وظائف عامة (لم يقع تحديد وظيفتها الدقيقة) وأن مخالب التريزينوصورات اللاحقة، مثل P. japonicus، كانت أكثر ملاءمة لوظيفة التغذية بالسحب والخطاف.
وتتضمن التغذية بالخطاف والسحب استخدام المخالب للمساعدة في جمع الغطاء النباتي وتقريبه من الفم، على الرغم من أنه من الممكن استخدام المخالب للدفاع عن النفس ضد الحيوانات المفترسة أو لجذب زملائها.
المصدر: مجلة nature + جامعة أوكاياما للعلوم اليابانية
اقرأ أيضاً: الكشف عن مخلوق يشبه التمساح عاش في الصين قبل 3000 عام
يعتقد باحثون أن مخلوقا قديما يشبه التمساح يبلغ طوله 19 قدما جاب الصين قبل 3000 عام، ربما تم فقد رأسه وفقا للطقوس.
ويعتقدون أن الأنواع التي حُددت حديثا دفعت في النهاية إلى الانقراض من قبل البشر، ربما قبل بضع مئات من السنين فقط، بعد أن اصطيدت بلا رحمة على مدى عدة آلاف من السنين.
وحلل الخبراء البقايا المتحجرة جزئيا لمخلوقين يعتقدون أنهما قتلا ما بين 3000 و3400 عام.
وأطلقوا على النوع الجديد Hanyusuchus sinensis تكريما لشاعر القرن التاسع الذي حاول جر التماسيح لمغادرة دلتا نهر هان في مقاطعة جوانجدونج جنوب الصين.
حتى أن هان يو، الذي كان أيضا مسؤولا حكوميا خلال عهد أسرة تانغ الصينية، ضحى بماعز كجزء من محاولاته لدرء المخلوقات، وفقا للروايات التاريخية.
لكن لسوء الحظ بقيت، ويعتقد أنها لقيت مصيرها النهائي منذ عدة مئات من السنين نتيجة للهجرة البشرية إلى جنوب الصين والصيد اللاحق.
وقبل ذلك بوقت طويل، كان Hanyusuchus sinensis من أهم الحيوانات المفترسة التي ازدهرت في الصين القديمة على الرغم من كونها هدفا للبشر.
ووجد باحثون بقيادة جامعة طوكيو أن كلا من العينات الأحفورية التي درسوها، أظهرت دليلا كبيرا على الهجمات الشرسة وحتى قطع الرأس. وربط الباحثون الجروح القاتلة بأسلحة الفترة المعنية.
وتعتبر التماسيح من أهم الحيوانات المفترسة وتلعب دورا محوريا في الحفاظ على النظم البيئية للمياه العذبة. ودائما ما يكون أي نوع يعتبر ما يسمى بالحلقة المفقودة اكتشافا مهما، لكن Hanyusuchus sinensis مهم لأسباب أخرى أيضا: بشكل رئيسي، يبدو أن الجنس البشري دفعه للانقراض.
ومن المأمول أن يؤثر اكتشاف البقايا المتحجرة جزئيا على معرفة الحضارة الصينية القديمة، فضلا عن شرح كيفية تطور أنواع التمساح الحديثة على الأرجح.
وقال المعد ماسايا إيجيما، وهو زميل باحث من متحف جامعة ناغويا في اليابان: “درست التماسيح الحديثة لسنوات، ولكن على الرغم من انقراضها، يعتبر Hanyusuchus sinensis أكثر الكائنات المدهشة التي رأيتها على الإطلاق. الجميع على دراية بالتماسيح ذات الأنوف الحادة، ولكن قد يكونوا أقل دراية بالنوع الثالث من التماسيح الحديثة التي تسمى الغاريال والتي لها جماجم أطول وأرق”.
ويأمل الباحثون الآن في إمكانية استخراج المادة الوراثية الموجودة على البقايا المتحجرة جزئيا للمساعدة في رسم صورة أكثر دقة لكيفية تناسب Hanyusuchus sinensis مع الفرع التمساحي لشجرة الحياة.
المصدر: ديلي ميل