ينتقل الروبوت الجوال “كوريوسيتي” التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” إلى منطقة جديدة من المريخ لمواصلة مهامه الاستكشافية بعد عشر سنوات من هبوطه على سطح الكوكب الأحمر.
وبعدما كان مقرراً أن يعمل لسنتين من تاريخ وصوله في 6 آب/أغسطس 2012، ينجز الروبوت الجوال مهام ضمن فترة إضافية، إذ مددت “ناسا” مهلة نشاطه مجدداً حتى أيلول/سبتمبر 2025.
وخلال هذه الفترة التي سيمضيها الروبوت على المريخ، يتهيأ لاستكشاف منطقة تتكوّن تربتها بشكل أساسي من الكبريتات، وهو ما لم يتولَ الروبوت درسه بعد.
وأوضح المسؤول الفرنسي عن أداة “شيم كام” الفرنسية الأميركية المثبتة على الروبوت العالِم أوليفييه غاسنوأنّ “هذه المنطقة التي تُلاحظ كثيراً على المريخ تبيّن وجود تحوّل مناخي نحو الجفاف والقحل نشهده حالياً”.
وقالت فاليري موسيه، وهي المسؤولة عن مشروع “مارس ساينس لابراتوري” وعن الروبوت الجوال “كوريوزيتي” لدى المركز الفرنسي للدراسات الفضائية في تولوز، إنّ “الاستنتاج الرئيسي الذي يمكن استخلاصه من الدراسات التي أجراها +كوريوسيتي+ والذي كان أحد أهداف المهمة، هو أنّ المريخ كان صالحاً للسكن لكن ضمن حياة بسيطة”.
وأضافت “كان المريخ يحوي مياهاً سائلة ونقية بالإضافة إلى الجزيئات الضرورية للحياة الميكروبيولوجية”.
ويتقدم الروبوت بوتيرة أبطأ من أجل المحافظة على قدراته، نحو واد يبلغ عمقه 800 متر ويعتقد العلماء أنّ بإمكانهم الاطلاع فيه على بقايا قناة مياه. ويقول غاسنو الذي يأمل في إثبات هذه الفرضية “نتساءل إن كانت هذه آخر التدفقات على المريخ”.
وكان ثلاثمئة شخص في فرنسا شاركوا منذ البداية “في مشروع الروبوت الجوال الذي تنقّل لمسافة يبلغ إجماليّها 28 كيلومتراً وتسلّق نحو 600 متر منذ أن هبط على المريخ.
وقال غاسنو أثناء وجوده في المركز الفرنسي للدراسات الفضائية قبل الذكرى السنوية العاشرة على هبوط الروبوت على سطح المريخ “إنّ +كوريوسيتي+ غيّر المقاييس المعتمدة في عملية استكشاف الكواكب من خلال توفيره مختبراً صغيراً على المريخ ولكن كذلك عبر وضعه استراتيجيات وطرحه مسائل مهمة ستتولاها البعثات المقبلة”.
ويشير العلماء مثلاً إلى “سوبر كام”، وهي أداة تابعة للروبوت صُنّعت بالشراكة مع المركز الفرنسي للدراسات الفضائية “استناداً إلى كل ما تعلمه العلماء لجعلها من أفضل الأدوات”.
وتستطيع الأداة التي نقلها إلى المريخ “برسيفرنس”، وهو أحدث روبوت جوال يصل إلى هذا الكوكب وهبط عليه سنة 2021، تحليل العناصر الكيميائية التي يُحتمل أن تكون مكوّنة منها المعادن، وتمكّن كذلك من تسجيل أول أصوات على المريخ في أيار/مايو 2021 وحافظ على قدراته الكبيرة في التنقل.
المصدر: أ.ف.ب