بعد ساعات من قيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بافتتاح مجمع الرمال السوداء، استحوذ المشروع الجديد على حديث منصات التواصل الاجتماعي على الرغم من عدم معرفة الكثيرين بأهمية الرمال السوداء.
والرمال السوداء هي رواسب شاطئية تأتي من منابع النيل، وسميت بهذا الاسم لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة، ولذا يغلب عليها اللون الداكن، وتضم مصر 11 موقعًا تنتشر بها الرمال السوداء.
وتتواجد رواسب الرمال السوداء في مصر بكميات كبيرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط وتنتشر بطول الساحل من أبي قير بالإسكندرية وحتى رفح بطول حوالي 400 كيلومتر، كما تتواجد في مناطق أخرى في جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر.
وتشير تقديرات هيئة المواد النووية في مصر إلى أن الاحتياطي الجيولوجي من الرمال السوداء في مصر يصل إلى نحو 1.3 مليار متر مكعب، وتنتشر في مناطق رشيد في البحيرة ودمياط وبلطيم في البرلس بكفر الشيخ والعريش في شمال سيناء، فيما يصل متوسط تركيز المعادن الثقيلة فيها حوالي 65%، ليعد بذلك أكبر احتياطي على مستوى العالم.
وتبلغ التكلفة الاستثمارية لمشروع مجمع الرمال السوداء نحو 4 مليارات جنيه، شاملة الأعمال الهندسية والإنشائية والمعدات الخاصة والمساهمة في تصميم المشروع الذي وفر أكثر من 5 آلاف فرصة عمل. وبلغت مدة تنفيذ المشروع 12 شهرًا. ويهدف إلى استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء الممتدة على ساحل مصر الشمالي، بداية من مدينة أبو قير في محافظة الإسكندرية حتى مدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
وتم تنفيذه على مساحة 80 فدانًا، حيث يضم مجمع الرمال السوداء الجديد في البرلس 6 مصانع لفصل المعادن من ركاز الرمال السوداء، وقد بدأت المرحلة الأولى للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلي بطول 16 كيلومترا بإجمالي 3500 فدان.
نسبة مرتفعة من المعادن الثقيلة
البيانات تشير إلى أن الرمال السوداء تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة تكتسب أهمية اقتصادية حيث تدخل في صناعات استراتيجية هامة، وأطلق عليها هذا الاسم لاحتوائها على نسبة عالية من معادن الحديد ذات اللون القاتم الأسود مثل الإلمنيت والماجنتيت.
ومن أبرز المعادن الموجودة في الرمال السوداء معادن الإلمنيت، الزركون، الماجنتيت، الروتيل، الجارنت بالإضافة إلى المونازيت والذي يحتوي على مواد مشعة، وتعمل الدول على استخلاص تلك المعادن من الرمال السوداء لاستغلالها اقتصاديا وفي الوقت نفسه تطهير الشواطئ من المواد المشعة الضارة بالبيئة.
وتستخدم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء العديد من الصناعات، من بينها صناعة السيراميك وكذلك صناعة الخزف والدهانات، وأيضا صناعة هياكل الطائرات والسيارات، وكذلك الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية المتنوعة.
وتحتوي الرمال السوداء في مصر على حوالي 8 أنواع من المعادن الثقيلة تتراوح نسبتها في تكوين هذه الرمال ما بين 1 إلى 8%، وتصل إلى أكثر من 80% في منطقة البرلس في محافظة كفر الشيخ وهو أعلى تركيز لهذه المعادن في الرمال السوداء.
ويبلغ صافي الموارد القابلة للتنجيم في المشروع 238.5 مليون طن، حسب ما كشفت الشركة المصرية للرمال السوداء بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3.39% تكفي للتشغيل لمدة حوالي 16 سنة بمعدل استغلال يبلغ 15 مليون طن/ سنة، وسيمثل إنتاج الشركة المتوقع حوالي 3 إلى 5% من الإنتاج العالمي.
عناصر مهمة في الصناعات الاستراتيجية
وسيعمل المشروع على إنتاج العديد من المعادن الاقتصادية الهامة والتي تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية مثل معدني الالمانيت والروتيل وهما مصدر رئيسي لإنتاج معدن التيتانيوم، وهو معدن يدخل في الصناعات الاستراتيجية الهامة مثل صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأجهزة التعويضية.
كما سينتج المشروع ثاني أكسيد التيتانيوم وهو معدن يستخدم في تصيين الدهانات والأصباغ والورق والجلود والمستحضرات الطبية، وكذلك سينتج المشروع معدن الزيركون الذي يدخل في صناعة السيراميك والأدوات الصحية والزجاج والسبائك المواتير وتركيبات الأسنان وتبطين الأفران.
أيضاً، يدخل معدن الماجنتايت في صناعة الحديد الإسفنجي وحديد الزهر عالي الجودة والخرسانات التي تتحمل درجات الحرارة العالية والأسمدة المعدنية ويستخدم في إزالة ملوحة التربة.
كما يدخل معدن الجرانيت في صناعة أحجار الخلج وأوراق الصنفرة وأيضا فلاتر المياه وقطع الرخام والجرانيت بضغط الهواء والمياه، كما يعد معدن الزيركون مصدرا رئيسيا للعناصر الأرضية النادرة والتي تستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الصناعات عالية التقنية، مثل الهواتف الذكية والسيارات التي تعمل بالكهرباء، ومصدرا ثانويا للسيريوم واليورانيوم.
المصدر: العربية – وكالات