أثارت تصريحات المسؤولين والخبراء الأميركيين والأوربيين التي قالوا فيها إن تدمير السلاح الكيمياوي السوري قد يستغرق سنوات عدة، دهشة واستغراب المتابعين، خاصة السوريين الذين يريدون أن يحرم النظام السوري من هذا السلاح بأسرع وقت، بعد أن استخدمه بالفعل في ريف دمشق ليلة 21 أغسطس/آب الماضي وحصد في دقائق معدودة، أرواح المئات منهم.
يعزو الخبراء السبب في هذا الوقت الطويل لتدمير السلاح الكيمياوي السوري إلى نوعين من الأسباب: الأول يتعلق بالنظام السوري الذي يقوم بنقل وإخفاء هذه الأسلحة، وقد لا يكون متعاوناً بالشكل الكافي مع اللجان الدولية التي تعمل على التفكيك، والنوع الثاني تقني يتعلق بطبيعة تلك المواد الخطرة ذاتها.
وقد عبر الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية عن مخاوف بلاده حول لجوء قوات النظام إلى نقل الاسلحة الكيمياوية من منطقة إلى أخرى. وقال إن ذلك سيعقِّد مهمة التعرف على مواقع الأسلحة الكيمياوية.
وقالت إيمي سميثسون خبيرة الأسلحة النووية والبيولوجية والكيمياوية بمركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار في واشنطن: إن نقص البيانات المؤكدة عن مخزون الأسلحة الكيمياوية لدى سوريا يجعل المسألة أكثر صعوبة.
ثلاث مراحل لإتلاف الأسلحة الكيمياوية
تمرّ عملية تفكيك وإتلاف الأسلحة الكيمياوية في الولايات المتحدة بثلاث مراحل رئيسية هي:
أولا، تفكيك تلك الأسلحة عبر ربوتات آلية، لفصل العناصر الكيمياوية عن المتفجرات والمكونات الأخرى، وتخزين كل صنف في مكان خاص.
في المرحلة الثانية، حرق المواد في ثلاثة أنواع من الأفران هي: محرقة للعامل الكيمياوي السائل، وفرن دوّار لتدمير المتفجرات والوقود، وفرن لحرق الحاويات الفارغة والقذائف والقنابل.
وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، تنقية الغازات المتخلفة من عملية الحرق قدر المستطاع من خلال عدد من أجهزة التنقية. أما بقايا الخردة فيتم دفنها في مطمر خاص للنفايات السامة.
وتبلغ كلفة التخلّص من الأسلحة الكيمياوية مليون دولار للطن الواحد، مما يعني أن كلفة تدمير ترسانة النظام السوري من الأسلحة الكيمياوية البالغة ألف طن هي مليار دولار!.