تفاجئ المهندس الكهربائي، عمر تيناوي بعد شرائه سيارة مستعملة، بارتفاع تكاليف إصلاحها، والتي ينفقها على سيارته بشكل يومي، لتكون في حالة جاهزية تامة عند اللزوم، حسب تعبيره.
وجد “عمر” نفسه مضطراً لشراء سيارة مستعملة على “قد الحال”، لتعينه على الوصول إلى مكان العمل، ولكسب الوقت وتلافي زحمة وسائط النقل العامة وتوفير أجرة التكاسي الباهظة.
على عكس التوقعات، كان لتكاليف الصيانة المرتفعة أثرا سلبياً على مدخراته، التي كان يوفرها من جراء عمله في “صيانة وتجهيز الدارات الكهربائية”.
صعوبة بيع السيارة المستعملة بعد الاقتناء
يقول عمر: لم أتوقع أن تكون سيارتي “بالية” إلى هذا الحد، وأضاف مستاءً “أصبحت خادماً لسيارتي.. بدل أن تخدمني”!
وتابع تحتاج سيارتي المستعملة إلى صيانة يومية، ما جعلني زبوناً دائماً لدى الميكانيكي والكهربائي، بحيث صرتُ أمضي ساعات طوال في ورش الصيانة، تاركاً عملي، الذي يتطلب مني متابعة ومراقبة دائمة، مما دفعني للتفكير بجدية في بيع تلك السيارة.
أضاف عمر حاولت بيع سيارتي بأقل من سعر التكلفة عند الشراء، عدا عن قيمة القطع التي اشتريتها أثناء أعمال الصيانة المستمرة، لكني لم أتمكن من البيع، بسبب الركود الذي تشهده أسواق السيارات.
أضاف “عمر” عندما هممت لشراء السيارة قمت بفحصها جيداً مستعيناً بخبرة الميكانيكي والكهربائي، فنصحوني بها كثيراً، بل أصروا على أنها لا تتعطل على الإطلاق، كونها صناعة ألمانية.
قالوا لي “أنها تعمل ولا تحتاج لصيانة”، والآن بمجرد وصولي إلى ورش صيانتهم باتوا يتذمرون كثيراً عند رؤيتهم لي، بل في أكثر الأحيان يختلقوا الحجج الواهية ليتهربوا من إصلاحها، فانتهى بها المطاف “خردة بالية” مكرجة أمام منزلي ولا تنفع لشيء.
متاعب صيانة السيارة وتكاليفها في الأسواق السورية
ومن جهته قال أبو شادي أحد مالكي مكاتب السيارات في مدينة دمشق لموقع محلي، بلغ ما نسبته ثمانين بالمئة من السيارات المستعملة بالية، جراء الاستخدام الطويل، وانتهاء عمرها الافتراضي، عدا عن وجود بعض السيارات النظيفة والمداراة بعناية من قبل أصحابها، وعلى الأرجح يكون غالبيتهم من “الأطباء والصيادلة”.
ويشهد سوق السيارات المستعملة حالة من التزييف، بحيث يعمد البائع إلى تلميع سيارته من الخارج، والاكتفاء ” ببخة زنار” وتغيير بعض المصابيح الكهربائية لتبدو جديدة نسبياً، ومن ثم يعمد إلى عرضها في مكاتب البيع، “ويا سواد معيشة من يتقبع بها “، ليعيد صاحبها الجديد كرة التلميع مرة أخرى، ومن ثم يبيعها مرة أخرى، وهكذا تدور العجلة في سوق السيارات.
أسعار قطع السيارات ملتهبة
وأضاف أبو شادي، أصعب ما يواجهه مالك السيارة المستعملة تأمين قطع الغيار، بسبب ندرتها وارتفاع قيمتها السوقية الناتج عن تدهور قيمة صرف العملة أمام الدولار الأمريكي، حتى وإن كانت السيارة صينية المنشأ وقطعها رخيصة، سيجد صاحبها نفسه مجبراً على الصيانة وتبديل قطع الغيار باستمرار وعلى فترات متقاربة.
ويذكر أن السيارات التي تعمل بشكل يومي، تحتاج لاستبدال زيت المحرك خلال فترات متقاربة، وخاصة سيارات النقل العمومي، الأمر الذي أجبر أصحاب السيارات على تفضيل نوع “الزيت المحلي” لتدني قيمته السوقية، مقارنة بالمستورد الذي بلغت قيمته الضعف.
ما يعنيه أن كل سيارة تحتاج مصاريف صيانة ومعايرة وزيت ووقود واهتلاك إطارات، بشكل أكبر.
المصدر: ليرة نيوز