الرئيسية » تقيم ما يشبته المأتم.. علماء يكشفون طبيعة اجتماعية فريدة لدى الزرافات

تقيم ما يشبته المأتم.. علماء يكشفون طبيعة اجتماعية فريدة لدى الزرافات

تمكن عالمان من جامعة بريستول البريطانية من اكتساب فهم أفضل للطبيعة الاجتماعية للزرافات بعد فحص نتائج 400 دراسة سابقة، وهو الأمر الذي لطالما بقي غامضاً ومحطاً لسوء الفهم لفترة طويلة.

وبحسب ما نقلت “بي بي سي” في 4 آب/أغسطس 2021 فإن الزرافات هي حيوانات اجتماعية معقدة للغاية مع أنظمة اجتماعية عالية الأداء يمكن مقارنتها مع تلك التي تتمتع بها الأفيال.

 والهيكل الاجتماعي لهذه الحيوانات العملاقة الآكلة للعشب هو في الواقع أكثر تعقيدًا بكثير مما كان يعتقد سابقا.

وكانت الفرضية العلمية المسيطرة منذ عشرين عاماً تقول أن الزرافات تفضل “التباعد الاجتماعي” بين بعضها، وكانت دراسة أجريت عام 1991 قد قالت بأن هذه الحيوانات “لا تشكل رابطة دائمة بين بعضها بل تتفاعل بطرق عرضية للغاية”.

ولكن، مع انتشار الكاميرات الرقمية والطرق الجديدة لتحليل البيانات، وجد الباحثون أن هذه الحيوانات تعيش حياة اجتماعية أكثر تعقيداً وثراءً مما كان يعتقد. وشرع عالم السلوك زوي مولر وعالم الحيوان ستيفن هاريس بمراجعة أكثر من 400 دراسة واكتسبوا فهماً أفضل للطبيعة الاجتماعية لهذه الحيوانات الرائعة.

وقالت مولر: “أجد أنه من المحير أن مثل هذه الأنواع الأفريقية الكبيرة والمبدعة والجذابة لم تخضع للدراسة لفترة طويلة”. وأوضحت: “تجمع مناهجنا جميع الأدلة التي تشير إلى أن الزرافات هي في الواقع نوع اجتماعي شديد التعقيد، مع أنظمة اجتماعية غنية وعملية للغاية، يمكن مقارنتها مع تلك الموجودة في الأفيال والحيتان والشمبانزي”.

وتضم هذه المجموعات ما يصل إلى ثلاثة أجيال من الأفراد. حتى أن العلماء فوجئوا من رؤية الزرافات يبكين وفاة صغير زرافة أخرى في ما يشبه المأتم أو الحداد. كما لاحظ العالمان أن الكثير من سلوكيات الزرافات لم يتم توثيقه بعد ويتطلب مزيداً من البحث.

ووجد الثنائي العلمي كذلك دليلاً على أن الزرافات ترتبط مع بعضها ارتباطاً وثيقاً ضمن مجموعات صغيرة تتألف من ثلاثة إلى تسعة حيوانات. وغالباً ما تشتمل هذه المجموعات على أزواج من الإناث البالغات، وقد تمت ملاحظة بعضهن معاً لمدة ست سنوات، بالإضافة إلى أمهات مع ذريتهن وهي علاقات يمكن أن تستمر لمدة 15 عاماً على الأقل.

ويقول المؤلفون إن اكتشاف وجود ارتباطات هيكلية معقدة ومتعددة الطبقات يتناقض مع الاعتقاد القائم منذ زمن بعيد بأن الزرافات ليس لها بنية اجتماعية.

وأعربت مولر عن أملها في أن يساعد عملها في إعادة تشكيل صورة للزرافة بصفتها مخلوق ذكي و اجتماعي، و بذلك تساهم في بقائها على المدى الطويل.

وحسبما أفادت تقارير للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة فقد انخفض عدد الزرافات بنسبة تكاد تصل إلى 40 % خلال الثلاثين عاما الماضية. و يأتي ذلك في المجموع، هناك أقل من 70 ألف زرافة من جميع أنواعها موجودة في البرية – و أن أعدادها آخذة في الانخفاض.

و لذلك قامت المنظمة برفع مستوى التهديد الذي تتعرض له تلك المجترات العملاقة من “معرض لخطر الانقراض” إلى “قريب من خطر الإنقراض” في عام .2016