سلطت صحيفة أمريكية، الضوء على الخلافات الحادة بشأن التطورات الأفغانية الأخيرة، وتحديدا في ما يتعلق بسيطرة حركة طالبان على كابول وانسحاب الولايات المتحدة منها بعد سنوات عديدة.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في مقال نشرته بعنوان “ما الخطأ الذي حدث في أفغانستان؟، إنه “مع اقتراب نهاية أطول حرب خاضتها أمريكا، لا تزال الخلافات الحادة قائمة، حول أهدافها واتجاهها ونجاحها”.
وأضافت الصحيفة وفق ما نقلت صحيفة “عربي21”: “إننا كأمريكيين نحب أن نخدع أنفسنا ونريد أن نصدق أن هناك حربا جيدة وحربا سيئة”، موضحة أن “الحرب العالمية الثانية كانت حربا جيدة ومطلية بطلاء التاريخ، بينما كانت فيتنام حربا سيئة، وطغت الروايات الثقافية الشعبية على واقعها”.
وتابعت: “ذات مرة وفي العقد الذي تلا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كانت أفغانستان هي الحرب الجيدة، والعراق السيئة، لأنها كانت حرب الاختيار وليست الضرورة”، مستدركة بالقول: “الآن كلاهما سيئ”.
وأكدت أن “حقيقة الحرب الغامضة والنصر المحدد، لا تروق لنا، لأن الحفاظ على الوضع الراهن لا يبرهن هذا النصر”، مشيرة إلى أن “هناك العديد من الأشياء التي حدثت بشكل خاطئ في أفغانستان”.
وبينت الصحيفة أن هذه الأخطاء تتمثل في “الاستراتيجية الضعيفة والعدو الصامد”، في إشارة إلى إصرار حركة طالبان على مدار السنوات الماضية على مواصلة القتال ضد القوات الحكومية الأفغانية والجيش الأمريكي المتواجد في بلادهم.
ورأت “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة كانت في الغالب غير مركزة على أهدافها، وكانت تفتقر إلى الموارد اللازمة لتحقيق الهدف من تواجدها في أفغانستان، منوهة إلى أن الحلفاء لواشنطن على الأرض، ليس القوات الحكومية الأفغانية فقط، بل أعضاء تحالف الناتو، الذين يسعون نظريا لتحقيق الحرية الدائمة.
واستدركت: “كان الحلفاء في كثير من الأحيان أقل قدرة بكثير مما كانوا عليه، لكن لم تدق أي من هذه المشاكل ناقوس الخطر أمام جهود الولايات المتحدة في أفغانستان، بهدف منع عدم سيطرة طالبان على البلاد”.
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم الإنجازات الأمريكية في أفغانستان، إلا أن تعاقب الرؤساء الأمريكيين جعلهم يبدون أقل قيمة تجاه هذه الحرب الطويلة التي خاضتها واشنطن، منوهة إلى أن الرئيسين الأمريكيين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن، قالوا جميعا نفس الشي: “إن حلفاءنا لن يقاتلوا”، رغم أن عشرات الآلاف من الأفغان قتلوا في الحقية وهم يقاتلون.
وذكرت الصحيفة أن “الديمقراطية لا تستحق القتال من أجلها”، موضحة أن ستة انتخابات أجريت في أفغانستان منذ هجمات 11 سبتمبر، معتقدة أن القوات الأمريكية التي تدعم الاستقرار في أفغانستان، لا تخدم أي غرض يعمل على تعزيز نفوذ الحكومة الأفغانية.
ولفتت إلى أنه رغم خسائر حركة طالبان المستمرة بفضل الدعم الجوي الأمريكي الوثيق والاستخباراتي للقوات الحكومية الأفغانية، إلا أن الحركة عادت للسيطرة على البلاد.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أقر الجمعة، أنه تلقى نصائح بشأن احتمالية تدهور الأوضاع في أفغانستان، على إثر الانسحاب الأمريكي، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية عن ذلك.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية، وفي 15 آب/ أغسطس الجاري دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد ووصل إلى الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ”منع وقوع مذبحة”.
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، طوال نحو 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.