صدر أول تقرير حكومي أميركي بشأن الأطباق الطائرة، ولو جزئيًا، وخلاصته “لا تقدّموا تفسيرات حاسمة لعشرات المصادفات مع هذه الأجسام خلال العامين الأخيرين”.
ويكشف التقرير الذي رُفِعت السرية عنه أنّ بيانات وزارة الدفاع والاستخبارات لم تستطع تحديد طبيعة “الأجسام الغامضة” التي رآها طيّارون عسكريون، والحسم في مسألة ما إذا كانت تكنولوجيا متطورة من الأرض أم أجسامًا من خارجها.
ويتناول التقرير الذي أحيل إلى الكونغرس ونشر للجمهور، 144 ملاحظة لما تشير الحكومة رسميًا إلى أنه “ظواهر جوية مجهولة” ترجع إلى عام 2004.
وفيما يصف التقرير تلك الظواهر بـ”الظواهر الجوية المجهولة”، إلا أنّه على الأقل يضع حدًا لتكهّنات بشأن وجود برامج عسكرية سرية أميركية.
أهمّ ثغرة في النظام الدفاعي الأميركي
وفق مجتمع الاستخبارات، تُعَدّ هذه المصادفات التي تمّت قرب مناطق عسكرية محظورة أهمّ ثغرة في النظام الدفاعي الأميركي، أمر دفع المشرّعين القلقين إلى المطالبة بهذا التحقيق.
وسجّل التقرير خلال ستة أشهر شهادات من طيّارين أميركيّين واجهوا هذه الظواهر، محدّدًا آلية التحقيق في مثل هذه المصادفات مستقبلًا.
ويلفت الباحث في معهد ميتشل للفيزياء الأساسية وعلم الفلك مادو ثانجافيلو إلى وجود “حاجة إلى إجراءات استباقية وعدم وجود مواجهة بالمعنى الحرفي للكلمة مع هذه الأجسام لا يعني عدم الاهتمام بها”.
“تحقيق علمي جاد”
ولا يقلّ البعد الثقافي لهذا التقرير أهمية، إذ يرفع الحرج عن الحديث عن هذه الظواهر مستقبلًا، ويسمح بتمويل أكبر للأبحاث بشأنها.
ويقول رئيس قسم الفلسفة والعلوم البيولوجية بجامعة كليمنس كيلي سميث: إن “العلماء يريدون رؤية تحقيق علمي جاد في هذه الظواهر بناء على بيانات يمكن الاعتماد عليها”.
ويشير إلى أنّ “أيّ شيء لا يمكن تفسيره هو سؤال علميّ شرعيّ حتى لو كان سرابًا”.
أمور تحصل في الكون ليس لها تفسير علميّ
ويرى أستاذ البحث العلمي ومدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن فاروق الباز أنّ هناك ظواهر تحدث كلّ 30 سنة وتتكلم الناس عنها، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر حصل في الستينات، ثم في التسعينات، وها هو يتكرر اليوم.
ويشير الباز، في حديث إلى “العربي”، من بوسطن، إلى أنّ الولايات المتحدة تقول إن لا تفسير عسكريًا لما نراه في الصور، موضحًا أنّ “هذا ليس معناه أنّ الصور حقيقية أو غير حقيقية، ولا يعني أنّ هناك أجسامًا كانت تطير أو أنه ليس هناك أجسام”.
ويقول: “في حقيقة الأمر هناك أمور ليس لها تفسير واضح ولا نعلم هل هي حقيقة أم لا، وهل هي من صنع أميركا أو من الفضاء أو غيرها، وإنما تحصل أمور يحيط بها الشكّ”.
وإذ يشدّد على أنّ أحدًا لا يعرف ما هي هذه الأمور وهل هذه الصور حقيقية وهل يمكن أن تكون من عمل الإنسان أم لا، يلفت إلى أنّ ما يزيد من الغموض أنّ هناك منطقة في الولايات المتحدة كانت أميركا تجري فيها تجارب ذرية وهم لا يريدون أن يدخلها أحد أو أن يسألهم عنها لأنها محظورة.
ويخلص إلى أنّ هناك أمورًا تحصل في الكون ليس لها تفسير علمي، معتبرًا أنّ هذا الأمر “جيّد”.
المصدر: العربي
اقرأ أيضاً: جسم طائر غامض في سماء كندا يحير العلماء
في وقت متأخر من يوم 30 يوليو الماضي، أفاد طياران لطائرتين – إحداهما عسكرية والأخرى تجارية – برؤية جسم غامض أخضر يتلاشى في السحب فوق خليج سانت لورانس على الساحل الأطلسي لكندا، حسبما ذكرت “فايس نيوز”.
ونقل موقع “لايف ساينس” live science الإخباري للعلوم عن تقرير لقاعدة بيانات حوادث الطيران التابعة للحكومة الكندية، نشر في 11 أغسطس/ آب، القول إن كلتا الرحلتين شاهدتا الجسم الغامض “يطير في سحابة، ثم يختفي”. وأشار التقرير إلى أن الجسم لم يؤثر على سلامة أي من الرحلتين.
وكانت إحدى الطائرتين التي أبلغت عن المشاهدة طائرة عسكرية كندية، تُحلق من قاعدة في أونتاريو إلى كولونيا بألمانيا، بينما كانت رحلة الركاب، طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية الهولندية متجهة من بوسطن إلى أمستردام.
الباحث في مجال الطيران والشحن، ستيفان واتكينز، حلل بيانات جهاز الإرسال والاستقبال من الرحلتين ورأى أن الطائرة العسكرية ارتفعت 1000 قدم (300 متر) في وقت الرؤية – ربما لتجنب الجسم أو إلقاء نظرة فاحصة عليه، مرجحًا احتمالية أن يكون الجسم الغريب نيزك يخترق السماء.
تدوينة واتكينز
Oh, no biggie. One of the #RCAF #OpAEGIS flights, #CFC4003, and a KLM airliner #KLM618, saw a UFO in Canadian airspace. Cool cool cool. https://t.co/tEc1YBH2TB pic.twitter.com/jv5hHjJ7IQ
— Steffan Watkins 📡✈️ (@steffanwatkins) August 12, 2021
وأضاف واتكينز في تدوينة على موقع تويتر: “نعم، أعلم أن رؤية الجسم الغريب كان من الممكن أن يكون في المرحلة المبكرة من تساقط شهب البرشاويات”.
وتتساقط شهب البرشاويات بداية من يوم 25 يوليو، لكنها تبلغ ذروتها في يومي 12 و13 أغسطس، وتظهر البرشاويات سنويا عندما يمر كوكب الأرض عبر تيار من الغبار الذي يسببه مذنب سويفت توتل، وهو يدور بين الشمس وما وراء مدار بلوتو مرة كل 133 عامًا.
ويلفت واتكينز إلى أن تقرير الطيران الكندي رجح عدة احتمالات للحادث الغريب، منها: أن يكون الجسم الغريب بالون الطقس، وهو منطاد مملوء بالهيدروجين والهليوم يستعمل لإجراء الدراسات العلمية على الغلاف الجوي الأرض، أو أن يكون نيزك، أو صاروخ، ولم يستبعد أن تكون صخرة فضائية هي المسؤول عن الظاهرة الغامضة.
يشار إلى أن البنتاغون أصدر في يونيو 2021، تقريرًا طال انتظاره حول أكثر من 140 مشاهدة موثقة من قبل طيارين في البحرية الأمريكية.
وخلص التقرير الأميركي إلى أن “معظم الظواهر الجوية غير المحددة للأجسام الغريبة التي تم الإبلاغ عنها ربما تمثل أشياء مادية”، على الرغم من عدم وجود دليل على أن كائنات فضائية كانت وراء أي من الحوادث.