الرئيسية » الهند تختبر صاروخاً باليستياً أسرع من الصوت

الهند تختبر صاروخاً باليستياً أسرع من الصوت

أطلقت الهند، الأربعاء، تجربة وصفتها بالناجحة، لصاروخ باليستي عابر للقارات أسرع من الصوت، ويزيد مداه على 5 آلاف كيلومتر، بحسب ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إنديا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصاروخ (Agni-V)، هو الأقوى في ترسانة الهند الصاروخية حتى الآن، معتبرة الإطلاق “رسالة استراتيجية قوية إلى الصين، وسط التوتر العسكري المستمر منذ 17 شهراً في شرق لاداخ”.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع الهندية، أنَّ هذا “الاختبار الناجح” الذي يغطي مداه الجزء الشمالي من الصين، يتماشى مع سياسة الهند المعلنة للحصول على “حد أدنى من الردع الموثوق به”.

ضرب الأهداف البعيدة

كما نقلت عن مسؤول بالوزارة لم تكشف هويته، أنه بإمكان الصاروخ، الذي يستخدم محركاً يعمل بالوقود الصلب من 3 مراحل، ضرب أهداف على مدى يصل إلى 5 آلاف كيلومتر بدرجة عالية جداً من الدقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن أهمية هذا الإطلاق ترجع إلى سببين، أولهما أنه كان أول إطلاق لصاروخ باليستي عابر للقارات في البلاد، تقوم به قيادة القوات الاستراتيجية ثلاثية الخدمات، التي يطلق عليها أحياناً القيادة النووية الاستراتيجية، بعد إدماجها في القوات المسلحة. والثاني هو أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق الصاروخ أثناء الليل.

وذكرت الصحيفة أن إطلاق الصاروخ Agni-V الذي يزيد وزنه على 50 طناً، هو أول تجربة من هذا القبيل منذ اندلاع المواجهة العسكرية مع الصين، في أبريل ومايو من العام الماضي.

أسرع من الصوت

وتم إطلاق الصاروخ المزود برأس حربي يبلغ وزنه 1.5 طن من جزيرة قبالة ساحل أوديشا. وقال المسؤول، إنه يحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت 24 مرة، وخضع مسار الصاروخ ومعايير رحلته باستمرار لمراقبة الرادارات وأنظمة التتبع الكهروضوئية، ومحطات القياس عن بعد قبل أن يسقط في خليج البنغال.

وتقول الصحيفة إن الصاروخ Agni-V يضيف قوة دعم جديدة للهند في موقف الردع ضد الصين، التي تمتلك صواريخ مثل “Dong Feng-41″، التي يتراوح مداها بين 12 ألفاً و15 ألف كيلومتر والتي يمكنها ضرب أي مدينة هندية.

كما حققت الصين مؤخراً توسعاً ضخماً في منصات إطلاق الصواريخ الجديدة، التي تمكنها من إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات برؤوس نووية.

ووفقاً للتقييم الأخير لمعهد ستوكهولم الدولي للسلام، تمتلك الصين الآن 350 رأساً نووياً، وباكستان 165، مقارنة بـ156 رأساً في الهند. لكن الهند، بحسب الصحيفة، لا تزال واثقة من الحد الأدنى الموثوق به من الردع.

تبادل اللوم

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، تبادلت الصين والهند اللوم لعدم إحراز تقدم يفضي إلى تخفيف التوتر على طول الحدود المتنازع عليها بينهما، ما يشير إلى استمرار حالة التربص بين الطرفين في أعقاب الاشتباكات الدموية التي وقعت عام 2020، وفقاً لوكالة “بلومبرغ” الأميركية.

وكان البلدان اشتبكا أكثر من مرة في منطقة لاداخ خلال عام 2020. ووصفت “بلومبرغ” الوضع بأنه “من أسوأ المعارك منذ حرب عام 1962″، لافتة إلى أن تلك المواجهات جاءت في الوقت الذي انتهج فيه الرئيس الصيني شي جين بينج، سياسة خارجية أكثر حزماً أدت أيضاً إلى تكثيف بكين الضغط العسكري على تايوان.

وكانت المواجهة بين الطرفين بلغت ذروتها في يونيو 2020، عندما أسفر القتال على طول الحدود المرتفعة في جبال الهيمالايا عن سقوط 20 هندياً وأربعة جنود صينيين، على الأقل.

كرٌّ وفرُّ

وبحسب الوكالة الأميركية، اندلعت التوترات مرة أخرى في 31 أغسطس 2021 بعدما نقلت الهند قواتها ودباباتها إلى قمة تل على جانبها من الحدود في بحيرة بانغونغ تسو، ولكن في الشهر التالي جدد الجانبان تعهداتهما بتهدئة التوترات بعدما التقى وزيرا الدفاع والخارجية للمرة الأولى منذ بدء المواجهات، وسريعاً ما تبع ذلك اتفاق لوقف إرسال القوات إلى الخطوط الأمامية.

وأشارت “بلومبرغ” إلى أن القتال في فصل الصيف أدى إلى فقدان الهند السيطرة على نحو 300 كيلومتر مربع من الأراضي، التي كانت تسيطر عليها.

وكانت نيودلهي حرَّكت في يونيو 50 ألف جندي إضافي إلى المنطقة الحدودية، في تحوّل تاريخي نحو تبني موقف عسكري هجومي ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قبل أن يعود البلدان إلى سحب القوات من على الحدود المشتركة.

وقالت الوكالة إن تركيز الهند الاستراتيجي منذ أن غادر البريطانيون شبه القارة الهندية، كان على باكستان في المقام الأول، حيث خاض الخصمان القديمان ثلاث حروب على منطقة كشمير. ومع ذلك، فإنه منذ بدء القتال عام 2020 مع الصين، سعت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تخفيف حدة التوترات مع إسلام أباد والتركيز بشكل أساسي على مواجهة بكين.

الشرق