من المعروف أن التكاثر بين الطيور والثديات وكل الحيوانات عالية التصنيف تحتاج إلى زوجين ذكر وأنثى حتى يتم إنتاج كائن جديد يحمل الحياة الجديدة.
وتحدث عملية التكاثر الأحادية في السلالات الحية البسيطة “أحادية الخلية”ومن المستبعد حصولها في الحيوانات الراقية.
لكن هناك حدث أحدث ثورة في علم الأجنة والجينات الحديثة وهو ولادة نوع نادر من النسور من الإناث فقط بغياب الذكور.
أظهرت دراسة أن نسور الكندور، التي تقطن ولاية كاليفورنيا الأمريكية والمعرضة بشدة لخطر الانقراض، يمكنها أن تتكاثر دون تزاوج، لأول مرة.
وكشفت الدراسة التي أجراها علماء مختصون بالحفاظ على الحياة البرية أنه خلال تحليل دوري لعينات بيولوجية من تلك النسور، وجد الخبراء أن فرخين من فراخ الكندور خرجا للحياة من بيض غير مخصب.
وقالت سينثيا ستينر، المديرة المشاركة لقسم أبحاث الحفاظ على الحياة البرية في تحالف الحياة البرية بحديقة حيوانات سان دييجو “كانت هذه مفاجأة كبرى. لم نكن نتوقع شيئا كهذا”.
وذكرت حديقة الحيوان أن الفرخين هما أول مثالين على التكاثر اللاجنسي في سلالات هذا النوع من نسور كاليفورنيا.
وقالت ستينر “هذا اكتشاف نادر جداً لأنه أمر غير معروف في الطيور بصفة عامة. هذا شيء معلوم حدوثه في كائنات أخرى.. في الزواحف والأسماك، لكنه نادر جدا في الطيور وبخاصة في الأنواع البرية”.
وأضافت أن الأمر غريب لأن الأنثيين اللتين وضعتا البيضتين كانتا في مكان يؤوي ذكورا قادرين على التزاوج وقد وضعتا من قبل بيضا بالتزاوج. ولم يتأكد قط من قبل حدوث تكاثر لاجنسي في أي من أنواع الطيور التي يجتمع فيها ذكور بالإناث.
وزن الفرخين أقل من الطبيعي
وقالت ستينر إن وزن الفرخين كانا أقل من الطبيعي وإن أحدهما أُطلق في الحياة البرية ونفق عام 2003 وعمره عامان بينما عاش الآخر في الأسر ثماني سنوات ونفق عام 2017.
ونسور الكندور في كاليفورنيا من أندر الطيور في العالم لكن أعدادها تتزايد.
وقالت ستينر إنه يوجد الآن حوالي 500 كندور يعيش حوالي 200 منها في الأسر و300 في الحياة البرية.
نسور الكندور العملاقة.. 170 كلم من الطيران دون رفرفة الأجنحة
كندور الأنديز أثقل طائر في العالم، حيث يبلغ وزن الواحد منه حوالي 16 كيلوغراما. وعندما يتعلق الأمر بالحفاظ على هذه الأجسام الضخمة عاليا، يبدو أن السماء محدودة للغاية، وفقا لبحث جديد.
يبدو الإقلاع من الأرض هو الجزء الأصعب لنسور كندور الأنديز Andean Condor الشائعة في أميركا الجنوبية، وهي أكبر الطيور في العالم على الإطلاق من حيث باع الأجنحة الذي يبلغ 3.2 أمتار.
لكن بمجرد أن تصبح تلك الطيور العملاقة في الجو، فإنها بالكاد ترفرف بأجنحتها، وبدلا من ذلك تنزلق وترتفع لما يصل إلى 99% من وقت طيرانها، وتتمكن من ذلك في الأغلب بسبب تيارات الرياح والحرارة الحاملة.
أقل جهد
بتوصيل أجهزة تسجيل حيوي، أو “سجل اليوميات”، لثمانية من طيور كندور الشابة، حصل الباحثون على أكثر من 230 ساعة من وقت الرحلة المفهرس.
في كل ذلك الوقت، بُذل 1% فقط من الجهد في رفرفة الأجنحة، وكان معظمها ببساطة للإقلاع.
وكتب المؤلفون في دراسة نشرت بدورية (بي إن إيه إس PNAS) بتاريخ 13 يوليو/تموز الجاري “لاحظنا انخفاض بذل الجهد غير العادي في الرحلة (على صعيد) رفرفة الأجنحة لجميع الأفراد، وهو أمر ملحوظ، حيث لم يكن أي منها من الطيور البالغة”.
وأضافت الدراسة “حتى الطيور عديمة الخبرة نسبيا تعمل لساعات مع الحد الأدنى من الحاجة إلى الرفرفة” حيث طارت لأكثر من خمس ساعات دون ضربة جناح واحدة، وغطت أكثر من 170 كيلومترا باستخدام التيارات الهوائية وحدها.
يُذكر أن الأنواع الأخف مثل الطيور الطنانة ترفرف بجناحيها بمعدل مجنون، في حين ينفق طائر البطروس albatross (النظير البحري للكندور) 1.2% إلى 14.5% من رحلته وهو يرفرف ببطء.
ليس مفاجئا
باستخدام البيانات المستمرة من السجلات الحيوية، حـدد الباحثون كل ضربات الأجنحة من جميع طيور الكندور الثمانية في ظروف الرياح والحرارة المختلفة.
وحتى فوق الجبال، حيث توجد تفاعلات معقدة لتدفق الهواء، كان هذا الكندور الصغير قادرا على التنقل في التيارات غير المرئية للهواء بحركة قليلة جدا.
وقالت عالمة الأحياء إميلي شيبرد من جامعة سوانسي Swansea University -في حديث مع “بي بي سي” نقله موقع ساينس ألرت Science Alert “يمكن للطيارين الشراعيين أن يرتفعوا طوال اليوم إذا كانت الظروف مناسبة، لذلك قد لا يبدو أداء الكندور مفاجئا من بعض النواحي”.
وتضيف “لكن الطيارين الشراعيين ينظرون إلى الطقس ويقررون ما إذا كان ذلك جيدا للطيران أم لا”.
ولا تملك طيور الكندور هذه الرفاهية، إذ عادة ما تحلق للبحث على الطعام الذي لا يكون دائما في أماكن يسهل الوصول إليها، لذا تحتاج في الغالب لركوب تيارات الهواء للوصول إلى هناك.