أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، اكتشاف أجزاء من الواجهة الغربية والشمالية لمعبد الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين، والتي كانت واحدة من أواخر عائلات عصر الازدهار في تاريخ مصر القديمة.
وفي بيان رسمي، ذكرت الوزارة السياحة والآثار المصرية أن البعثة الأثرية المصرية-الألمانية، والعاملة بمنطقة آثار المطرية، عن العديد من كتل البازلت والتي تمثل أجزاء من الواجهة الغربية والشمالية لمعبد الملك نختنبو الأول الذي حكم خلال فترة ما بين عامي 380 و362 قبل الميلاد، بالإضافة إلى امتداد للمعبد من الناحية الشمالية ربما ليربط معبد نختنبو بالمحور الرئيسى للمعبد.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور مصطفى وزيري، إن هذا الكشف أثناء قيام البعثة بأعمال الحفر الأثري بمركز معبد هليوبليس الكبير في منطقة آثار المطرية
وأشار وزيري إلى أن البعثة عثرت أيضًا على العديد من الكتل التي تمثل أقاليم مصر السفلى ومن بينها المنظر الذي يمثل اقليم هليوبليس، بالإضافة إلى مناظر لأقاليم مصر السفلى الأخرى.
ومن جهته، قال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار و رئيس البعثة من الجانب المصري، الدكتور أيمن عشماوي، إن النقوش التي على تظهر هذه الأحجار تذكر عامي 13 و14 (366/365 قبل الميلاد) من حكم الملك نختنبو بالإضافة إلى الأبعاد والمواد المستخدمة في هذا المعبد.
ولفت عشماوي إلى أنه يوجد أيضًا عدة كتل لم يكتمل نقشها وتشير إلى أنه على ما يبدو لم تتم أية أعمال تزيين للمعبد بعد وفاة الملك نختنبو الأول عام 363 قبل الميلاد.
ومن جانبه، قال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور ديتريش راو، إن العناصر المعمارية الأخرى تشهد على مشاريع بناء للملك رمسيس الثاني (1279-1213) والملك مرنبتاح (1213-1201 قبل الميلاد) والملك أبريس (589-570 قبل الميلاد).
وأضاف راو أن نشاط عصر الرعامسة يظهر أيضًا من خلال قطع تطعيم النقوش منها جزء من وجه من حجر الجاسبر من أوائل الأسرة التاسعة عشر (حوالي 1300 قبل الميلاد)، وجزء من تمثال لسيتي الثاني (1204-1198) تضيف إلى الأدلة على نشاط هذا الملك من أواخر الأسرة التاسعة عشر في هليوبوليس.
وأوضح أنه تم دراسة محور المعبد في اتجاه الغرب، حيث تشير الأدلة المتفرقة إلى وجود مباني من الدولة الوسطى، و الأسرة الثانية والعشرين (أوسوركون الأول، 925-890 قبل الميلاد) ومقصورة للإله شو والإلهة تفنوت من عصر الملك بسمتيك الثاني (595-589 قبل الميلاد).
وكذلك أجزاء من تمثال لرمسيس الثاني، وجزء من تمثال البابون، وقاعدة تمثال وأجزاء من مسلة من الكوارتزيت لأسوركون الأول وأجزاء من منشآت العبادة مثل مائدة قرابين لتحتمس الثالث ، 1479-1425 قبل الميلاد.
كما أوضح عشماوي أن هذه الاكتشافات تشير إلى الدعم الملكي المستمر والاستثمار في معبد الشمس والإله الخالق في هليوبليس.
ولفت إلى أن أعمال التنقيب قدمت أدلة إضافية على الأسرة الثلاثين والعصر البطلمي في المنطقة.
ويشير الدكتور ديتريش راو إلى ان ذلك يكون من خلال نماذج تمارين النحت وكذلك قوالب الحجر الجيري للنقوش والقوالب لإنتاج تماثيل الاوشابتى التي تشهد على أنشطة الورشة قبل أن تختفي جميع الأدلة على وجود نشاط للمعبد خلال العصر الروماني.