الرئيسية » “غودزيلا” السحلية الوحيدة القادرة على الغوص في العالم

“غودزيلا” السحلية الوحيدة القادرة على الغوص في العالم

لا شك في أنك قد سمعت عن الوحش الأسطوري العملاق “غودزيلا”، والذي ظهر في سلسلة من الأفلام العالمية، ولكن ماذا لو كان باستطاعتك رؤية نسخًة مصغرًة منه في الواقع؟

وتحكي عالمة الأحياء المائية والمصورة تحت الماء الإسبانية بيلايو ساليناس عن لقاء سحلية الإغوانا البحرية، والتي تتمتع بشكل يشبه الوحش الأسطوري، ولكن بالطبع ليس في حجمه العملاق.

وتشرح ساليناس، في حديثها لموقع CNN بالعربية، أن “جزر غالاباغوس هي المكان الوحيد على كوكبنا حيث يمكنك أن تصادف الإغوانا البحرية، لأنها مستوطنة في هذا الأرخبيل المحيطي”.

وتضم جزيرة فرناندينا، وهي إحدى جزر غالاباغوس في الإكوادور والواقعة في أقصى الغرب، أكبر المستعمرات من سحالي الإغوانا البحرية.

ويعد كيب دوجلاس، حيث التقطت ساليناس مقطع الفيديو أعلاه، بمثابة أفضل موقع غوص للاستمتاع بصحبة هذه الفصيلة من الزواحف تحت الماء، حسبما ذكرته.

والإغوانا البحرية هي الوحيدة من نوع السحالي في العالم التي تعيش تحت سطح البحر، وتستخدم أسنانها الحادة للغاية لتتغذى حصرًا على الطحالب والأعشاب البحرية، وتساعدها مخالبها الطويلة والحادة على البقاء ثابتة عند التيارات الثقيلة ريثما تتغذى.

وتعتبر منظمة الحياة البرية العالمية أن الإغوانا البحرية بمثابة نوع معرض للإنقراض، وتتعرض لتهديدات متعددة بسبب الحيوانات التي تتغذى على بيضها وصغارها.

وتصف ساليناس اللقاء مع “الغودزيلا المصغرة”، قائلة: “إنها أشبه بديناصورات صغيرة حية! وبالتأكيد تعد واحدة من أفضل اللقاءات المفضلة لدي وأكثرها خصوصية تحت الماء والتي لا يمكن تحقيقها إلا في مياه الجزر المسحورة”.

وتضيف ساليناس، والتي عاشت في جزر غالاباغوس على مدار السنوات التسع الماضية حيث تعمل عالمة أحياء مائية لدى مؤسسة تشارلز داروين غير الربحية أن “(الإغوانا البحرية) رائعة ببساطة، وفي كل مرة أكون فيها بالماء، أشعر بالإعجاب بالتكيفات التطورية الرائعة التي سمحت لها بأن تكون السحلية الوحيدة القادرة على الغوص في العالم”.

صعوبات التوثيق تحت الماء

أما عن الصعوبات التي واجهت ساليناس في التوثيق تحت الماء، فأبرزها أن الإغوانا البحرية تغوص لفترات قصيرة من الوقت (15-30 دقيقة) عادة في منتصف النهار تقريبًا، وتقضي بقية اليوم على اليابسة تحت أشعة الشمس الاستوائية، نظرًا لأنها من الحيوانات من ذوات الدم البارد.

وبهدف توثيق سلوكها الغذائي تحت الماء، يجب أن تكون ظروف البحر مثالية خلال هذه المساحة القصيرة من الوقت، وتندر الأيام الهادئة في هذا الجزء المكشوف من الأرخبيل.

ولكن في ذلك اليوم، كانت ظروف البحر مثالية لحسن الحظ، بحسبما ذكرته.

وكما هو متوقع، نالت مقاطع الفيديو والصور التي شاركتها ساليناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل واسعة النطاق.

وتدعو ساليناس الجميع لزيارة جزر غالاباغوس لمشاهدة هذا الكائن البحري الفريد من نوعه، ودعم الجهود المحلية للحفاظ على هذا الموقع الذي يعد بمثابة مختبر حي.

CNN