الرئيسية » لمجاراة الصين.. اليابان تشغِّل أول حاملة طائرات منذ عام 1945

لمجاراة الصين.. اليابان تشغِّل أول حاملة طائرات منذ عام 1945

قام سلاح مشاة البحرية الأميركي وقوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية برحلة تاريخية ملحمية، إيذاناً بإعادة إطلاق برنامج حاملات الطائرات الياباني.

فقد شاركت حاملة الطائرات اليابانية “إيزومو” والطائرات المقاتلة الأميركية من طراز F-35B في رحلة هي الأولى التي تشغل فيها اليابان حاملة طائرات منذ عام 1945، وفقاً لما نشرته مجلة Popular Mechanics الأميركية.

وكانت اليابان واحدة من أولى قوى الطيران البحري الرائدة، لكنها تعرضت لتدمير ما يقرب من كامل أسطولها القتالي، لا سيما حاملات الطائرات، أثناء مشاركتها في الحرب العالمية الثانية.

أول حاملة طائرات في العالم

وقامت اليابان في ديسمبر 1941، بتشغيل أكبر وأفضل قوة حاملة تدريباً في العالم، حيث كانت تعتمد حينها على أسطولها البحري بشكل كبير لإبراز قوتها وأعطت اهتماماً كبيراً لمفهوم تشغيل وانطلاق الطائرات المقاتلة من السفن.

كذلك، بنت البحرية الإمبراطورية اليابانية، أول حاملة طائرات في العالم في عام 1922 وتدعى “هوشو”، فيما قامت دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة، ببناء حاملات طائرات مبكرًا لكن باستخدام هياكل أنواع أخرى من السفن.

القوة المهيمنة

وبعد أربع سنوات، لم يكن لليابان أي حاملات طائرات على الإطلاق، إذ تم تدمير أو إغراق الغالبية العظمى من قطع الأسطول الياباني على يد قوات الحلفاء.

لكن عقب الحرب العالمية الثانية، حظرت الحكومة اليابانية الديمقراطية الجديدة ذات التوجه السلمي حيازة حاملات الطائرات كأدوات للحرب الهجومية.

وأصبحت البحرية الأميركية هي القوة المهيمنة التي تمتلك حاملات طائرات في سنوات ما بعد الحرب.


مجاراة البحرية الصينية

لكن صعود البحرية الصينية دفع اليابان إلى إعادة التفكير في حظرها على حاملات الطائرات.

ومن ثم قامت قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية ببناء سفينتين حربيتين كبيرتين في أوائل عام 2010.

كذلك، تم تصنيف “إيزومو” وشقيقتها السفينة “كاجا” من الناحية الفنية على أنهما “مدمرات وحاملات طائرات مروحية” لكنهما تميزا بطوابق طيران كاملة الطول وجزيرة للإشراف على عمليات الطيران ومصاعد قادرة على نقل طائرة من طراز F-35B من حظيرة الطائرات إلى سطح الطيران.

ففي عام 2018، وافقت طوكيو على خطط لتحويل كلتا السفينتين إلى تكوين حاملة طائرات، والتي تضمنت إضافة مميزات عزل الحرارة على سطح الطيران وإضافة أنظمة دعم لـ F-35Bs.

يو إس إس رونالد ريغان تبحر بجانب جيه إس إيزومو في بحر الصين الجنوبي ، يونيو 2019

اعتراف أمريكي

ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية أصبح هناك اعتراف أمريكي بوجود حاملة طائرات يابانية، رغم محاولة طوكيو عدم لفت النظر إليها، لأن ذلك قد يعتبر مخالفة لدستورها السلمي.

فبعد أن فرضت الولايات المتحدة على اليابان نهجاً دفاعياً منذ احتلالها خلال نهاية الحرب العالمية الثانية، يبدو أن اليابان تتراجع عن هذا النهج والمفارقة أن هذا يتم بدفع من الولايات المتحدة نفسها.

وتعتبر حاملة الطائرات اليابانية نموذجاً لذلك التوجه.

كان دستور اليابان السلمي يعني أن قواتها البحرية اعتمدت على السفن التي تحمل المروحيات للدفاع عن النفس، وليس الطائرات المقاتلة – وتجنبت استخدام مصطلح حاملة الطائرات – منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

أسطول مقاتلات F-35B

إلى ذلك، حصلت اليابان على 42 مقاتلة طراز F-35B بناءً على طلب من الولايات المتحدة، لكن لم يتم تدريب الطيارين اليابانيين على التحليق بمقاتلات طراز F-35 على عمليات الإقلاع والهبوط العمودي القصيرة.

ويقوم سلاح مشاة البحرية بتشغيل سربين من طراز F-35B في محطة سلاح مشاة البحرية الجوية جنوب هيروشيما.

وجرى مؤخرًا الاتفاق بين الجانبين الأميركي والياباني على عمليات تدريب ثبت من خلالها قدرة مشاة البحرية الأميركية على العمل من على متن حاملات طائرات أجنبية، بينما تمكن طاقم حاملة الطائرات إيزومو من ممارسة مهام وعمليات حاملات الطائرات بطريقة لم يكن من الممكن القيام بها منذ أكثر من عام.

العربية + شهبا برس