الرئيسية » كان يتحضر للفقس.. العثور على جنين ديناصور محفوظ داخل بيضة منذ 66 مليون عام

كان يتحضر للفقس.. العثور على جنين ديناصور محفوظ داخل بيضة منذ 66 مليون عام

أعلن علماء الثلاثاء 12/21 أنّهم اكتشفوا جنين ديناصور محفوظاً بشكل مذهل، يعود تاريخه إلى ما لا يقل عن 66 مليون عام، يستعد للخروج من بيضته بالطريقة نفسها التي تتبعها الطيور.

ويعود لقب الجنين “بيبي يينغليانغ” نسبة إلى متحف “حجر يينغليانغ” الذي يعنى بتاريخ الطبيعة في جزيرة شيامن الصينية، والذي يحتفظ بالجنين ضمن مجموعاته الأحفورية منذ عام 2010، بعد أن قام المتحف بفرز المخزن واكتشاف العينات التي تم استلامها كأحفوريات بيض مشتبه بها منذ عام 2000.

وقال فيون وايسم ما من جامعة برمنغهام والمشارك في إعداد الدراسة المنشورة في مجلة iScience إن المتحجرة “من بين أفضل أجنّة الديناصورات التي عُثر عليها” حتى اليوم.

وعندما عُثر على “بيبي يينغليانغ” كان ظهره منحنياً، وقدماه على جانبي رأسه المطوي على بطنه.

وهذه الوضعية لم تشاهَد سابقاً لدى الديناصورات لكنها معروفة جيّداً عند الطيور. فعندما تستعد فراخ الطيور للفقس من البيضة، تثبّت رأسها تحت أحد جناحيها وتثقب البيضة بمنقارها.

أما الأجنّة التي تفشل في اتّخاذ هذه الوضعية فتواجه احتمالاً أكبر للنفوق بسبب عملية فقس فاشلة. وأوضح وايسم ما أن “ذلك يحمل على الاعتقاد أنّ أصل مثل هذا السلوك لدى الطيور الحديثة يعود إلى أسلافها من الديناصورات”.

أما البديل من ذلك، فيحتمل أن يكون شبيهاً بما تفعله التماسيح التي تتّخذ وضعية الجلوس، وتميل رؤوسها فقط نحو بطونها.

 

متحجّرة منسية لسنوات

وقال علماء الحفريات من جامعة برمنغهام إن “بيبي يينغليانغ”، ينتمي إلى أنواع من الديناصورات ذوات المنقار عديمة الأسنان أو ما يعرف بـ “الأفيرابتوروصورات” المغطاة بالريش، والتي عاشت في أواخر العصر الطباشيري في صخور آسيا وأمريكا الشمالية.

وكان من الممكن أن تختلف أشكالها وأنظمتها الغذائية، وكانت أحجامها تراوح بين أحجام القردة وأحجام الغيغانتورابتور العملاقة ويبلغ طولها ثمانية أمتار.

ويبلغ طول “بيبي يينغليانغ” من رأسه حتى ذيله 27 سنتيمتراً، ويستقر في بيضة طولها 17 سنتيمتراً في متحف “Yingliang Stone Nature History Museum.

ويعتقد العلماء أن هذه المتحجرة تعود إلى ما بين 72 و66 مليون سنة، وربما حفظ الجنين في حال جيّدة بفضل طبقة من الطين حجبته وحمته من آكلي الجيف.

بيضة الديناصور التي عثر غليها في الصين

وكان من الممكن أن ينمو الجنين ليبلغ حجمه مترين أو ثلاثة أمتار لو وصل إلى مرحلة البلوغ، وكان سيتغذّى من النباتات.

وينتمي هذا النموذج إلى مجموعة تضمّ عدداً كبيراً من البيوض المتحجرة، أهملت وبقيت منسيّة لسنوات.

واشتبه الباحثون في أنّها قد تحتوي على ديناصورات فكسروا جزءاً من البيضة ليعثروا بعدها على B”بيبي يينغليانغ”.

ونقل بيان عن عضو فريق البحث البروفيسور ستيف بروساته من جامعة إدنبره قوله”إنّ جنين الديناصور هذا، الموجود في بيضته، هو من أجمل المتحجرات على الإطلاق”.

وأشار إلى أنّ النموذج “يشبه تماماً طائراً صغيراً منطوياً في بيضته، ما يقدّم دليلاً آخر على أنّ الكثير من خصائص الطيور مستمدة اليوم من أسلافها من الديناصورات”.

ويأمل الباحثون في أن يتمكّنوا من دراسة الجنين بمزيد من الدقة عبر استخدام تقنيات التصوير، من أجل الكشف عن هيكله العظمي بالكامل.

ويعتقد أن الديناصورات كانت قد حكمت الأرض وهيمنت عليها منذ حوالي 66 مليون سنة، قبل أن تنقرض فجأة، حيث يعتبر العلماء أن الانقراض الطباشيري الثالث هو الاسم الذي يطلق على هذا الانقراض الجماعي، فيما تختلف النظريات في أسباب زوال هذه الكائنات.

المصدر: ديلي ميل – ترجمات

 

اقرأ أيضاً: العثور على بقايا نوع جديد من الديناصورات في المغرب عاشت منذ 168 مليون سنة

الصورة توضيحية

كشف علماء الآثار عن حفرية غير عادية مدرعة عثر عليها في المغرب، والتي تنتمي إلى نوع جديد من الديناصورات “لا يشبه أي شيء آخر في مملكة الحيوانات”.

ويُعتقد أن حفرية ضلع الأنكيلوصور، التي وجدت في موقع بولحافة في جبال الأطلس المتوسط ​​في المغرب، هي أقدم من أي من تلك الأنواع التي تم العثور عليها من قبل بـ 20 مليون سنة على الأقل.

وكانت ديناصورات الأنكيلوصور مجموعة متنوعة من الديناصورات العاشبة التي تشتهر بأجسامها المدرعة، وهي مرتبطة بالستيغوصورات، والتي كانت موجودة طوال العصر الطباشيري من 145.5 إلى 66.5 مليون سنة مضت تقريبا.

ولا يوجد سوى القليل من الأدلة على وجودها قبل ذلك الوقت، ما يجعل هذه الحفرية الجديدة، التي يعود تاريخها إلى 168 مليون سنة، أقدم مثال يقع اكتشافه للمجموعة على الإطلاق.

أشواك في موقع الحفرية

وتُظهر الحفرية سلسلة من الأشواك التي اندمجت في ضلع الوحش، وهو أمر غير مألوف بالنسبة للأنكيلوصور، لأنه عادة ما يكون متصلا بنسيج الجلد، لتكون البقايا بذلك تنتمي إلى نوع جديد من الديناصورات.

ووقع الاكتشاف المثير في جبال الأطلس المتوسط ​​بالمغرب، في الموقع نفسه حيث اكتشف باحثون من متحف التاريخ الطبيعي (NHM) في لندن أقدم ستيغوصور تم العثور عليه على الإطلاق.

وأشارت الدكتورة سوزانا ميدمينت، الباحثة في متحف التاريخ الطبيعي، إلى أن هذا النوع الجديد أطلق عليه اسم Spicomellus afer، أي “طوق الأشواك الإفريقية).

وقالت ميدمينت: “الأنكيلوصور معروفة جيدا من العصر الطباشيري، خاصة من أمريكا الشمالية ومن آسيا، ونحن نعرف مجموعة كاملة من الأنواع المختلفة ولكن هذا مختلف تماما عن كل هؤلاء. هذا نوع جديد من الأنكيلوصور، أقدم بكثير من أي أنكيلوصور آخر اكتشفناه، ولكنه أيضا يحتوي على هذا الشكل الغريب حقا”.

وتابعت: “يبلغ عمر هذه الحفرية نحو 165 مليون سنة، من العصر الجوراسي الأوسط، وهي فترة زمنية لم يكن لدينا فيها أي دليل على وجود الأنكيلوصور على الإطلاق”.

ميزات الأنكيلوصوريات

وتتميز الأنكيلوصوريات بسلسلة من الصفائح العظمية والأشواك المضمنة في جلدها. ومع ذلك، فإن الحفرية الجديدة، وهي الأولى من القارة الإفريقية، تظهر شوكات طويلة متصلة مباشرة بالعظم، والتي وصفتها الدكتورة ميدمنت بأنها “غير عادية”.

وتقول ميدمينت: “تحتوي هذه العينة في الواقع على طفرات ولوحة عظمية مدمجة في ضلع، لذا فهي مرتبطة بقوة بالضلع ولا يمكن أن تنفصل. وهذا غريب حقا. لم نر ذلك في أي أنكيلوصور آخر وفي الحقيقة لا نرى ذلك في أي فقرة أخرى نعرفها، حية أو ميتة”.

وهذه العينة غير عادية لدرجة أن العلماء تساءلوا في البداية عما إذا كانت مزيفة. وحصلت الدكتورة ميدمنت على الضلع من تاجر أحافير في كامبريدج في عام 2019، وقامت بتسميته Spicomellus afer.

وأوضحت: اعتقدنا أنها (أحفورة أنكيلوصور) كانت ستيغوصور لأنها كانت من موقع في المغرب حيث عثرنا على الستيغوصور العام الماضي، ورأينا أن هذه الحفرية تتكون من سلسلة من الأشواك، والستيغوصورات لديها بعض الأشواك على أجسامها”.

وأظهر المزيد من البحث في الحفرية نسيجا معينا للعظم، والذي يشكل نمطا من نوع الفتحة المتقاطعة، وهو فريد من نوعه للأنكيلوصورات.

وتأمل الدكتورة ميدمينت، كبيرة المحاضرين الفخريين في جامعة برمنغهام، في زيارة الموقع في المستقبل ومعرفة المزيد عن سبب وجود أحفورة أنكيلوصور واحدة في إفريقيا حتى الآن.

وأضافت: “قبل هذا الاكتشاف، لم يكن لدينا أحافير أنكيلوصور من إفريقيا على الإطلاق من أي فترة زمنية في الدهر الوسيط ولا نعرف سبب ذلك. وقد يكون ذلك بسبب أنها لم تكن جزءا شائعا جدا من النظم البيئية في إفريقيا أو ربما لأننا لم نعثر على أحافيرها بعد. وهذا موقع جديد تأتي منه هذه الديناصورات، لذا ربما إذا واصلنا البحث هناك، فسنكون قادرين على العثور على المزيد من هذا الهيكل العظمي لأنه مجزأ إلى حد ما في الوقت الحالي”.