تزداد أهمية الهيدروجين الأخضر يومًا بعد يوم في كونه مصدرًا مهمًا للطاقة المتجددة ضمن الاتجاه العالمي لتحقيق الحياد الكربوني وتحوّل الطاقة.
وحظي الهيدروجين الأخضر باهتمام كبير من قبل الحكومات والشركات بوصفه وقودًا مستديمًا ورهانًا أفضل على مستقبل خالٍ من الكربون، ولا سيما في عدد من الدول مثل اليابان وإسبانيا وتشيلي والسويد.
وفي هذا الإطار، أعلنت شركة كاواساكي للصناعات الثقيلة أن الناقلة اليابانية سويسو فرونتير -وهي أوّل سفينة في العالم مصممة لنقل الهيدروجين المسال- قد غادرت مدينة كوبي اليابانية متوجهة إلى أستراليا.
ومن المقرر أن تعود الناقلة اليابانية -في فبراير/شباط- مع ما يُتوقع أن يكون أول شحنة دولية للهيدروجين المسال في العالم، حسب بي في ماغازين.
واعتُمدت الناقلة في وقت سابق من هذا العام، ويمكنها نقل 75 طنًا من الهيدروجين المسال في رحلة واحدة.
وكان من المقرر أن ينقل المشروع التجريبي الذي تبلغ تكلفته 500 مليون دولار أسترالي (362 مليون دولار أميركي) أول شحنة من الهيدروجين المستخرج من الفحم البني في أستراليا، ربيع عام 2021، لكنه تأخّر بسبب الوباء.
والمشروع مدعوم من الحكومتين اليابانية والأسترالية، وتعمل شركة (إي جي إل) للطاقة الأسترالية، التي توفر الفحم البني، مع العديد من الشركات، لاستكشاف خيار إعادة استخدام محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في أستراليا لتوليد 100% من الهيدروجين الأخضر المتجدد.
6 مشروعات في تشيلي
اختارت مؤسسة تنمية الإنتاج التشيلية (كورفو) 6 مشروعات للهيدروجين بقدرة تراكمية للمحلل الكهربائي تبلغ 396 ميغاواط لتطويرها، على أن تمول هذه المشروعات من خلال الإعانات العامة بإجمالي 50 مليون دولار أميركي.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام التشيلية، ستدعم كورفو الشركات بمجرد تركيبها لسعة المحلل الكهربائي المتفق عليه.
وستمنح شركة أنيل للطاقة الخضراء تمويل بقيمة 16.9 مليون دولار أميركي لتحقيق قدرة 240 ميغاواط من سعة المحول الكهربائي، وشركة إير ليكيد (11.7 مليون دولار لـ80 ميغاواط)، وإنغي (9.5 مليون دولار أميركي لـ26 ميغاواط)، وشركة جي إن إل كينتيرو (5.7 مليون دولار أميركي لـ10 ميغاواط)، وشركة كاب (3.6 مليون دولار أميركي لـ20 ميغاواط)، وليند (2.4 مليون دولار لـ20 ميغاواط).
ومن المتوقع أن تجذب المقترحات المختارة استثمارات تبلغ مليار دولار أميركي، وتنتج أكثر من 45 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.
وتهدف الحكومة في تشيلي، التي قبلت 50% من المشروعات المقترحة، إلى تشغيل مشروعات الهيدروجين الخضراء الـ6 بحلول عام 2025، حسب بي في ماغازين.
أول برنامج إسباني
أطلقت إسبانيا أول برنامج للنقل بالهيدروجين مع شركة إيبردرولا العملاقة للطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بغية الاستخدام التجاري لأول مرة في البلاد.
ووصلت هذا الأسبوع أول حافلة من أصل 8 حافلات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين -صنعتها شركة كيتانوباص- إلى مشغّل النقل العامّ الرئيس في برشلونة.
في الوقت نفسه، بدأت إيبردرولا في إنتاج الهيدروجين الأخضر بمنشآتها زونا فرانكا، لتزويد الحافلات التي ستُطلق في المدينة قريبًا.
وكتبت الشركة -على موقعها الأسبوع الماضي-: “بعد مدة من الاختبار دون ركّاب، ستدخل الحافلات الخدمة في عام 2022”.
وأضافت: “إن بدء تشغيل مصنع زونا فرانكا -الذي بني في أقلّ من عام- سيمكّننا من إنشاء مركز للهيدروجين أخضر في واحدة من أهم المناطق الصناعية في البلاد”.
ودعت شركة “تي إس أو ترانسغاز” للنقل إلى عقد اجتماع استثنائي للمساهمين -في 25 يناير/كانون الثاني- لدعم خطط الشركة للقيام باستثمارات في الهيدروجين، بما في ذلك الانضمام إلى التحالف الأوروبي للهيدروجين (إي إتش بي).
مشروع بحثي
تشارك شركة ريديري إي بي غوتلاند -أقدم شركة شحن ركّاب في السويد- بمشروع بحثي جديد بقيادة باحثين من جامعة أوبسالا لتطوير وتأمين حلول مستدامة للهيدروجين في حركة العبارات.
وأوضحت الشركة -الأسبوع الماضي- أن المشروع يهدف إلى تقديم نظام كامل ومستدام وموثوق به للهيدروجين الخالي من الانبعاثات لتنفيذه بحلول عام 2030، ومن ثم سيدرس سلسلة الإمداد بأكملها.
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول، أطلقت شركة ريدري إي بي مفهومها للسفينة بحركة المرور المستقبلية في غوتلاند.
وترى الشركة أن أول سفينة سويدية تعمل بالهيدروجين ينبغي أن تكون كبيرة الحجم ومجهزة لنقل كل من الركّاب والبضائع.
وباستخدام التوربينات الغازية جنبًا إلى جنب مع التوربينات البخارية، يجب أن تستمر السفينة في العمل بالسرعة نفسها التي تعمل بها اليوم.
وقالت الشركة السويدية في وقت سابق من هذا الشهر: “بالإضافة إلى ذلك، تقوم وظيفة الوقود المتعدد للتوربينات الغازيّة بإعدادها للتعامل مع أنواع أخرى من الوقود بعيدًا عن الوقود الأحفوري مع تطور التكنولوجيا وتوافر أنواع مختلفة من الوقود”.
المصدر: موقع الطاقة