الرئيسية » رغم معارضة ماسك للفكرة.. شركات كبرى تتجه نحو إنتاج سيارات الهيدروجين 

رغم معارضة ماسك للفكرة.. شركات كبرى تتجه نحو إنتاج سيارات الهيدروجين 

تعمل بعض شركات صناعة السيارات الكهربائية حول العالم إلى زيادة إنتاج السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، في الوقت الذي يعارض فيه شركات كبرى مثل تيسلا Tesla الفكرة باعتبارها باهظة الثمن وغير منطقية.

يكمن الاختلاف بين السيارات الكهربائية وسيارات الهيدروجين في أن السيارات الكهربائية تعمل باستخدام البطاريات لتخزين الطاقة الكهربائية وتشغيل المحرك، في حين تدمج سيارات الهيدروجين، الهيدروجين مع الأكسجين لإنتاج الكهرباء، والتي تعمل بعد ذلك على تشغيل المحرك الكهربائي.

غير منطقية

عارض الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، وقطب السيارات الكهربائية، الملياردير إيلون ماسك، على مدار سنوات فكرة سيارات الهيدروجين، ووصفها بأنها ”سخيفة للغاية”.

يحتل إيلون ماسك المرتبة الثانية في قائمة فوربس لأثرياء العالم بثروة قدرها 263 مليار دولار، حسب التقديرات اللحظية يوم 9 يناير/كانون الثاني 2022

وعند سؤاله عن الفكرة قبل بضعة سنوات في المؤتمر العالمي لأخبار السيارات “Automotive News World Congress” قال ماسك، إنه من الصعب للغاية، إنتاج الهيدروجين وتخزينه واستخدامه في السيارة، مشيرًا إلى إن أفضل بطارية خلية وقود هيدروجين لا تقارن بالبطاريات الكهربائية، “لذلك من الواضح، أنها غير منطقية وسوف يتضح ذلك بعد سنوات”.

وفي منتصف عام 2020، قام بالتغريد على تويتر قائلًا “إن مبيعات خلايا الهيدروجين حمقاء ولا معنى لها”.

وماسك ليس وحده الذي عبر عن عدم الاقتناع باستخدام الهيدروجين في السيارات، ففي فبراير/شباط من العام الماضي، طرح الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاغن Volkswagen الألمانية لصناعة السيارات، هربرت ديس، رأيًا مقاربًا.

وكتب على تويتر ”حان الوقت لكي يقبل السياسيون العلم.. الهيدروجين الأخضر ضروري للصلب، وعدد من الصناعات الأخرى لكن لا يجب أن ينتهي به الأمر في السيارات”.

وأشار إلى أن استخدام الهيدروجين في السيارات “باهظ الثمن للغاية وغير فعال وبطيء ويصعب طرحه ونقله”.

تصف وكالة حماية البيئة الأميركية المركبات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين – والتي تُعرف أيضًا باسم المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود – بأنها “صديقة للبيئة وتشبه المركبات الكهربائية، بحيث أنها تستخدم محركًا كهربائيًا بدلاً من محرك الاحتراق الداخلي لتشغيل العجلات”.

 

مؤيدي الفكرة

ماسك وديس شخصيتان بارزتان على رأس الشركات الكبرى ذات التأثير الكبير وما يقولونه له وزن، ومع ذلك، يبدو أن وجهات نظرهم لا يشاركها الجميع في قطاع السيارات.

حتى الآن، أنتجت شركات مثل تويوتا Toyota التي تستهدف طرح 15 طرازًا للمركبات الكهربائية بحلول عام 2025، و هيونداي Hyundai مركبات تعمل بخلايا وقود الهيدروجي، بينما تعمل الشركات المصنعة الأصغر مثل Riversimple أيضًا على السيارات التي تعمل بالهيدروجين.

وفي يونيو/حزيران، قالت شركة BMW إنها بدأت في اختبار المركبات التي تستخدم محرك خلية وقود الهيدروجين، حيث وصفت الشركة تقنية خلايا وقود الهيدروجين بأنها تتمتع ”بإمكانية مميزة”.

تعد شركة BMW أكبر مؤيد للهيدروجين بين شركات صناعة السيارات الألمانية، وطورت مؤخرًا نموذجاً أولياً لسيارة الهيدروجين استناداً إلى سيارتها X5 SUV، في مشروع تموله الحكومة الألمانية جزئياً.

قال نائب رئيس شركة BMW، يورغن جولدنر، الذي يرأس برنامج السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، العام الماضي، إن شركة صناعة السيارات ستبني أسطولًا تجريبيًا يضم حوالي 100 سيارة في عام 2022. بحسب رويترز

رغم رأي الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاغن، هربرت ديس، الذي عارض فيه الفكرة بشكل شخصي، قالت علامة أودي التجارية المتميزة للشركة، إنها جمعت فريقًا من أكثر من 100 ميكانيكي ومهندس كانوا يبحثون عن خلايا وقود الهيدروجين نيابة عن مجموعة فولكس فاغن بأكملها، وقاموا ببناء عدد قليل من السيارات النموذجية بحسب رويترز.

إلى جانب ذلك تعمل الصين على توسيع بنيتها التحتية لتزويد الوقود بالهيدروجين، حيث يعمل العديد من شركات صناعة السيارات الآن على سيارات تعمل بخلايا الوقود، بما في ذلك جريت وول موتور Great Wall Motors، التي تخطط لتطوير سيارات دفع رباعي تعمل بالهيدروجين.

مكلفة للغاية

تعتبر تقنية خلايا الوقود مكلفة للغاية في الوقت الحالي للسيارات في السوق، حيث إنها معقدة وتحتوي على مواد باهظة الثمن، وعلى الرغم من أن التزود بالوقود أسرع من إعادة شحن البطاريات الكهربائية، وتعطي السيارات وقت عمل أطول من التقليدية، إلا أن البنية التحتية أكثر ندرة.

وما زال انتاج سيارات الهيدروجين متأخر جدًا في السباق، حيث يفضل معظم صانعي السيارات إعطاء الأولوية للسيارات التي تعمل بالبطاريات لأنهم يرون أنها أسرع طريقة للوصول إلى هدفهم الرئيسي المتمثل في إزالة الكربون.

أقر نائب رئيس شركة BMW، يورغن جولدنر، أن تكنولوجيا الهيدروجين باهظة الثمن، بحيث لا يمكن أن تكون قابلة للتطبيق في السوق الاستهلاكية اليوم، لكنه قال إن التكاليف ستنخفض مع استثمار شركات النقل بالشاحنات في التكنولوجيا.

وأضاف أن BMW رأت أن السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين “مكملة” لمجموعة الطرازات الكهربائية للبطاريات المستقبلية، مما يوفر بديلاً للعملاء الذين لا يستطيعون الشحن في المنزل، ويرغبون في السفر بعيدًا والتزود بالوقود بسرعة.

وأضاف: “عندما يكون المستقبل صفر انبعاثات، نعتقد أن وجود إجابتين أفضل من إجابة واحدة”.

لكن تقديرات شركة LMC لاستشارات السيارات تشير إلى أن نماذج خلايا الوقود الهيدروجينية ستشكل 0.1% فقط من المبيعات في أوروبا بحلول عام 2030، ولن تنطلق المبيعات إلا بعد عام 2035.

كما يشير تقرير EV Global EV Outlook 2021 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، إلى أن تسجيلات السيارات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود ”أقل بثلاث مرات من حيث الحجم من المركبات الكهربائية” وارجعت ذلك لعدم وجود محطات للتزود بوقود الهيدروجين، وعلى عكس المركبات الكهربائية لا يمكن شحنها في المنزل”.

تشير التوقعات إلى أن استثمارات صناعة السيارات في السيارات الكهربائية سترتفع إلى 330 مليار دولار بحلول عام 2025، مقارنة بنحو 225 مليار دولار في عام 2020، بحسب دراسة صادرة عن شركة أليكس بارتنرز AlixPartners.

المصدر: فوربس