الرئيسية » استخدام السيارات الكهربائية يخفّض الانبعاثات في بريطانيا إلى “مستوى قياسي”

استخدام السيارات الكهربائية يخفّض الانبعاثات في بريطانيا إلى “مستوى قياسي”

انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السيارات الجديدة المباعة في المملكة المتحدة العام الماضي، إلى “أدنى مستوياتها”، منذ أن بدأ رصدها قبل 25 عاما، في وقت اختار فيه “عدد قياسي” من المشترين السيارات الكهربائية، وفقا لما نقلته صحيفة “إندبندنت” عن مسؤولين بقطاع صناعة السيارات.

وانخفض متوسط ​​انبعاثات السيارات الجديدة بنسبة 11.2 في المئة، إلى 119.7 غرام لكل كيلومتر، وهو أقل رقم يسجل منذ عام 1997، وفقا لجمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT).

وفي عام 2012، كانت السيارات الجديدة تطلق ما معدله 133.1 غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر، وفقا لشركة Statista.

وحذرت الجمعية من أن ضعف “البنية التحتية للشحن” سيعيق الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الكربون بشكل أكبر، حيث يتزايد الطلب على السيارات الكهربائية بشكل كبير.

وبحلول نهاية العام الحالي، توقعت أن تكون ربع السيارات الجديدة المباعة من فئة “بلغ إن” (plug-in)، أي السيارات الكهربائية التي يعاد شحن بطارياتها.

وأظهرت بيانات الجمعية أن “العام الماضي سجل رقما قياسيا من حيث المركبات المباعة ذات الانبعاثات الصفرية والمنخفضة للغاية”.

وشكلت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية (BEV) ما نسبته 6.9 في المئة فقط من إجمالي مبيعات السيارات في المملكة المتحدة العام الماضي، وهي بالطبع لا تنتج أي انبعاثات.

ومع بداية العام الحالي، تضاعفت تقريبا مبيعات السيارات الكهربائية في بريطانيا، ووصلت إلى 12.5 في المئة.

وتقول الجمعية إنه من المتوقع أن تنمو مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 61 في المئة هذا العام، وأن ترتفع مبيعات السيارات الهجينة (محرك كهربائي ومحرك احتراق داخلي) بنسبة 42 في المئة بحلول 31 ديسمبر المقبل.

وتقول الصحيفة إن شعبية المركبات الرياضية متعددة الاستخدامات ذات الانبعاثات العالية (SUV)، قوضت الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة لخفض انبعاثات الغازات، المسببة للاحتباس الحراري، من السيارات الخاصة.

 

اقرأ أيضاً: التوجه نحو السيارات الكهربائية سيلغي آلاف الوظائف في أوروبا

أفادت آخر التحذيرات بأن الانتقال إلى السيارات الكهربائية بحلول علم 2035 سيلغي نحو نصف مليون وظيفة في الاتحاد الأوروبي، حيث يحتمل اختفاء ما يزيد على ثلثي هذه الوظائف قبل 5 سنوات من الانتقال الكامل، وفقاً لاستطلاع شمل نحو 100 شركة أوروبية تابعة للرابطة الأوروبية لموردي السيارات (CLEPA)، ما يزيد من صعوبة تخفيف الآثار الاجتماعية والاقتصادية للبطالة.

ومن جهة أخرى، كشفت دراسة أجرتها شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» (PwC) عن ولادة 226000 وظيفة جديدة في قطاع تصنيع السيارات الكهربائية، ما يخفض عدد الوظائف المتأثرة خلال العقدين القادمين إلى نحو 275000 وظيفة، حسبما ذكر موقع «فاينانشال ريفيو» (Financial Review) في مقالة نشرها حديثاً.

ويذكر أن المفوضية الأوربية أعلنت عن نيتها بالقضاء على انبعاثات ثنائي أوكسيد الكربون من السيارات بنسبة 100% بحلول عام 2035، علماً أن سياسة المفوضية تحظر بيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري اعتباراً من هذا التاريخ.

ورغم عدم تصريح المفوضية بوجوب استبدال هذه السيارات بأخرى تعمل على البطاريات، استبعدت شركات مثل «فولكس فاغن» تقنيات أخرى كالهيدروجين، علماً أن الرابطة الأوروبية لموردي السيارات، والتي تضم ما يزيد على 3000 مورّد، أشارت إلى إمكانية تخفيف وطأة الانتقال المذكور عبر استخدام التقنيات المؤقتة، نظراً لتنوع حاجات المجتمع وصعوبة اتباع منهج وحيد يناسب الجميع، على حد قول الأمين العام للرابطة، سيغريد دي فريس.

وذكر كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لشركة «ستيلانتيس» (Stellantis)، بأن سرعة الانتقال إلى السيارات الكهربائية تقيّد قطاع صناعة السيارات، مشيراً إلى احتمالية خسارة وظائف عديدة نتيجة التكاليف اللازمة لتطوير تقنية جديدة، علماً أن تحذيره هذا جاء بعد تحذير مماثل من شركة «كونتينينتال» (Continental)، المورّد الأكبر لقطع السيارات في ألمانيا، بخصوص تأثر وظائف من يعملون في الصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري.

كما أشارت آريان راينهارت، عضو مجلس إدارة العلاقات الإنسانية والاستدامة في «كونتينينتال»، إلى أهمية عدم الانقطاع عن استخدام الوقود الأحفوري رغم أهمية الانتقال إلى السيارات الكهربائية، لأن حماية المناخ لا تعني التحول السريع فحسب، بل القضاء على البطالة أيضاً.

يذكر أن الحكومة الألمانية حذرت في العام الماضي من تسبب التحول عن محركات الاحتراق بفقدان نحو 400 ألف وظيفة في ألمانيا. ومع ذلك، يرى هربرت ديس، الرئيس التنفيذي لشركة «فولكس فاغن»، بأن هذه السيناريوهات مبالغ فيها نسبياً، حيث بقيت أجزاء أخرى في السيارة على حالها، مثل المقاعد والطلاء والديكورات الداخلية والعجلات والمحاور، أي أن 70 إلى 80% من قطاع تصنيع السيارات لن يتأثر بالانتقال إلى السيارات الكهربائية.