خرج أحدث أسطول من الأقمار الاصطناعية لشركة “سبيس إكس” من المدار بعد أن ضربته عاصفة شمسية.
وقالت الشركة في تحديث عبر الإنترنت إن ما يصل إلى 40 من أصل 49 قمرا صناعيا صغيرا تم إطلاقها الأسبوع الماضي إما عادت إلى الغلاف الجوي واحترقت، أو أنها على وشك ملاقاة نفس المصير.
وذكرت شركة “سبيس إكس” إن عاصفة جيومغناطيسية يوم الجمعة الماضي زادت من كثافة الغلاف الجوي، مما زاد قوة السحب حول أقمار ستارلينك الصناعية، الذي أدى بدوره إلى تدميرها .
وتابعت الشركة أن وحدات التحكم الأرضية حاولت الحفاظ على الأقمار الاصطناعية المدمجة ذات اللوحة المسطحة عن طريق وضعها في نوع من السبات وتحريكها بطريقة تقلل من قوة السحب. لكن قوة السحب في الغلاف الجوي كانت كبيرة للغاية، وفشلت الأقمار الصناعية في العمل والصعود إلى مدار أعلى وأكثر استقرارا.
ولا يزال لدى “سبيس إكس” ما يقرب من 2000 من أقمار ستارلينك الاصطناعية التي تدور حول الأرض وتوفر خدمة الإنترنت إلى الأركان البعيدة من العالم. وتدور هذه الأقمار حول الأرض على ارتفاع بأكثر من 550 كلم.
وكانت الأقمار التي ضربتها العاصفة الشمسية في وضع مؤقت. وتقوم “سبيس إكس” بإطلاقها عمدا في هذا المدار المنخفض بشكل غير عادي بحيث يمكن لأي قمر لم يعمل أن يدخل الغلاف الجوي بسرعة دون أن يشكل أي تهديد للمركبات الفضائية الأخرى.
ووفقا للشركة، لا يوجد خطر من سقوط هذه الأقمار الاصطناعية الجديدة، سواء في المدار أو على الأرض.
يشار إلى أن كل قمر صناعي يزن أقل من 260 كلغ.
وأطلقت سبيس إكس، شركة صواريخ الفضاء التي تتخذ من لوس أنجليس مقرا والتي أسسها الملياردير إيلون ماسك، مئات الأقمار الاصطناعية الصغيرة إلى المدار منذ عام 2019 في إطار شبكة ستارلينك لخدمات الإنترنت فائق السرعة. وقال ماسك على تويتر في 15 يناير كانون الثاني إن الشبكة تضم 1469 قمرا نشطا، وإن 272 تنتقل إلى مدارات تشغيل.
وتحاول “سبيس إكس” المساعدة في إعادة خدمة الإنترنت إلى تونغا من خلال هذه الشبكة في أعقاب الانفجار البركاني المدمر وموجات التسونامي هناك.
وقالت الشركة إنها تتصور في نهاية المطاف نشر قرابة 30 ألف قمراصطناعي، ارتفاعا من 12 ألفا كانت تخطط لها سابقا.
ولدى شركة “ون ويب”، ومقرها لندن، أقمار اصطناعية خاصة بها للإنترنت في الفضاء. وتخطط أمازون لبدء إطلاق أقمارها الصناعية في وقت لاحق من هذا العام.
وينزعج علماء الفلك من أن هذه التجمعات الضخمة من الأقمار الاصطناعية ستدمر المشاهدات الليلية للسماء من الأرض. ويقوم الاتحاد الفلكي الدولي بتشكيل مركز جديد لحماية السماء منها.
ما هو مشروع «ستارلينك» للإنترنت؟
يستهدف مشروع «ستارلينك» التابع لشركة «سبيس إكس» توصيل الإنترنت لجميع أنحاء العالم عبر إطلاق أقماراصطناعية مدارية قريبة من الأرض خلافاً للأقمار التقليدية، ومنذ 2015 حتى الآن نشرت نحو 1800 قمر اصطناعي، وبدأت في نشر الخدمة في بعض الأجزاء من الكرة الأرضية تشمل الولايات المتحدة وكندا وبعض دول أوروبا.
وتقول الشركة إن الخدمة تجريبية أولية الآن على الصعيدين المحلي والدولي، وستواصل التوسع في التغطية العالمية القريبة للعالم المأهول بالسكان في عام 2021.
كم تبلغ سرعة الإنترنت بالمشروع؟
بحسب الشركة فإنه، خلال الإصدار التجريبي، يمكن للمستخدمين توقع رؤية سرعات نقل البيانات تتراوح من 50 ميغا بايت لكل ثانية إلى 150 ميغا بايت لكل ثانية وزمن انتقال من 20 مللي ثانية إلى 40 مللي ثانية في معظم المواقع على مدى الأشهر العديدة القادمة حيث تقوم بتحسين النظام.
وأيضاً ستكون هناك فترات قصيرة من انقطاع الإنترنت.
وتذكر «ستارلينك»، أنه مع إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية، وتثبيت المزيد من المحطات الأرضية وتحسين برامج الشبكات، ستتحسن سرعة البيانات ووقت الاستجابة ووقت التشغيل بشكل كبير.
وتوقع إيلون ماسك، أن تضاعف الخدمة سرعاتها القصوى إلى 300 ميغابت في الثانية بحلول نهاية عام 2021.
وتعد أقمار «ستارلينك» أقرب إلى الأرض بأكثر من 60 مرة من الأقمار الاصطناعية التقليدية، ما يؤدي إلى انخفاض زمن الوصول والقدرة على دعم الخدمات غير الممكنة عادة باستخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التقليدية.
المصدر: وكالات