الرئيسية » علماء الآثار يكتشفون “طبلة أثرية” عمرها 5 آلاف عام في بريطانيا

علماء الآثار يكتشفون “طبلة أثرية” عمرها 5 آلاف عام في بريطانيا

وُصف تمثال طباشيري عمره 5000 عام، تم اكتشافه في شرق يوركشاير، من المقرر عرضه في المتحف البريطاني، بأنه أهم قطعة فنية من عصور ما قبل التاريخ تم العثور عليها في بريطانيا في القرن الماضي.

القطعة التي أطلق عليها علماء الآثار اسم “طبلة بورتون أغنيس”، عبارة عن تمثال طباشيري تم تزيينه بزخارف مشابهة للأسلوب الفني في نفس الوقت الذي تم فيه بناء ستونهنج، وتم اكتشاف الطبل بجانب دفن ثلاثة أطفال.

وتم الترحيب بالطبل ليكون اكتشافًا مهمًا نظرًا لتشابهه مع مجموعة من الأشياء الموجودة بالفعل في مجموعة المتحف البريطاني.

وعُثر على براميل فولكتون، وهي ثلاث أسطوانات على شكل برميل مصنوعة من الطباشير، في شمال يوركشاير، مدفونة جنبًا إلى جنب مع رفات طفل، وهي جزء من مجموعة المتحف البريطاني منذ عام 1889. وهي، وفقًا للمتحف البريطاني، بعض من “الأشياء القديمة الأكثر شهرة وغموضًا التي تم اكتشافها على الإطلاق في بريطانيا”.

ولا يُعرف سوى القليل نسبيًا عن طبول فولكتون وسياقها، لكن هذه الأسطوانة الجديدة، التي تم العثور عليها على بعد حوالي 15 ميلًا، تلقي ضوءًا جديدًا عليها. لم يكن العمر الدقيق لطبول فولكتون معروفًا أبدًا، مع وجود إجماع على أنها صنعت حوالي 2500-2000 قبل الميلاد. ومع ذلك، نظرًا للتكنولوجيا الجديدة واكتشاف الأسطوانة الجديدة، يمكن التعرف على طبول فولكتون على أنها أقدم بنحو 500 عام مما كان يعتقد سابقًا.

هذا الاكتشاف الجديد، هو المثال الرابع فقط من نوعه المعروف أنه نجا، وهو مطابق تقريبًا لطبول فولكتون ويمكن أيضًا وصفه بأنه طبل الطباشير.

على الرغم من استخدام مصطلح “الطبل”، لا يُعتقد أن لها وظيفة موسيقية. بدلاً من ذلك، فهي أعمال فنية نحتية، وقد فُسرت على أنها تعويذات لحماية الأطفال المتوفين الذين كانوا برفقتهم.

من المقرر عرض طبول بيرتون أغنيس للجمهور لأول مرة يوم الخميس، جنبًا إلى جنب مع جميع طبول فولكتون الثلاثة، كجزء من معرض عالم ستونهنج في المتحف البريطاني.

وكالات

اقرأ أيضاً: آثار أقدام عمرها 23 ألف سنة تعيد كتابة تاريخ البشر في أمريكا

اكتُشفت آثار أقدام عمرها 23 ألف سنة في جنوب غرب الولايات المتحدة، على ما كشفت دراسة حديثة تدفع إلى الاعتقاد بأن استيطان البشر لأميركا الشمالية بدأ قبل وقت طويل من نهاية العصر الجليدي.

وقد تُركت آثار الأقدام هذه حينها في الوحل عند ضفة نهر أصبح جافاً اليوم وحلّت محله صحراء من الجبس الأبيض في متنزه «وايت ساندز» الوطني بولاية نيو مكسيكو الأميركية.

ومع مرور الوقت، سدّت الرواسب هذه الآثار واشتدت، ما وفّر حماية لها إلى أن كشفت عوامل التعرية من جديد هذه الشواهد على الماضي، ما أثار حماسة لدى العلماء.

وكتب معدّو الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «ساينس» العلمية أن «آثاراً كثيرة تبدو كأنها لمراهقين أو أطفال، ولا يوجد الكثير من الآثار الكبيرة لأقدام أشخاص بالغين»، ما قد يشير إلى أن الصغار لعبوا في المنطقة بينما كان البالغون يصطادون ويتجمعون.

وقال المؤلف المشارك ماثيو بينيت، الجغرافي بجامعة بورنماوث، في بيان: “إن آثار الأقدام المتبقية في وايت ساندز تعطي صورة لما كان يحدث، حيث يتفاعل المراهقون مع الأطفال الصغار والبالغين”.

وأضاف بينيت: “يمكننا أن نفكر في أسلافنا على أنهم عمليون تماما، وهم يصطادون ويبقون على قيد الحياة، لكن ما نراه هنا هو أيضا نشاطا للعب، والذي يجمع أعمارا مختلفة معا. إنها رؤية حقيقية لهؤلاء الأشخاص الأوائل”.

كما تم التعرف إلى آثار لحيوانات بينها ماموث وذئاب من حقبة ما قبل التاريخ. وبعض هذه الآثار، كتلك العائدة لحيوانات عملاقة من نوع الكسلانيات، معاصر لآثار بشرية على ضفاف البحيرة وشبيه بها.

أهمية الاكتشاف

ويقدم اكتشاف جديد دليلا قاطعا على أن البشر كانوا في أمريكا الشمالية في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقده علماء الآثار سابقا، قبل 7000 عام.

ولهذا الاكتشاف أهمية حاسمة في الجدل المستعر بشأن أصل وصول الإنسان العاقل إلى القارة الأميركية، آخر القارات التي استعمرها الجنس البشري. وذلك مرده إلى أن تأريخ آثار وايت ساندز «يؤشر إلى أن أشخاصاً كانوا موجودين في الموقع قبل 23 ألف سنة على الأقل».. مع أدلة لإشغال الموقع تمتد تقريباً على ألفيتين، وفق الدراسة.

وعلى مدى عقود، كانت النظرية الأكثر قبولاً تتحدث عن استيطان بشري مصدره سيبيريا الشرقية اجتاز خلاله أسلافنا جسراً أرضياً (مضيق بيرنغ حالياً)، للانتقال إلى ألاسكا ثم التمدد نحو الجنوب.

ولطالما أثارت أدلة أثرية، بينها رماح كانت تُستخدم في قتل حيوانات الماموث، اعتقاداً بوجود استيطان بشري عمره 13500 عام مرتبط بحضارة مسماة «كلوفيس» نسبة إلى مدينة في ولاية نيو مكسيكو، تُعتبر بأنها أول ثقافة أميركية يتحدر منها أسلاف الأميركيين الأصليين.

لكن نموذج «ثقافة كلوفيس البدائية» موضع تشكيك منذ عقدين، مع اكتشافات جديدة أعادت تحديد تاريخ وصول طلائع المستوطنين. لكن هذا التاريخ لم يكن يذهب عموماً إلى أبعد من 16 ألف سنة بعد نهاية «الذروة الجليدية الأخيرة».

احتلال أمريكا الشمالية

وترتدي هذه المرحلة الجليدية أهمية كبرى إذ من المتعارَف أن الغطاء الجليدي الموجود حينها على السواد الأعظم من شمال القارة الأميركية جعل من المستحيل، أو من الصعب للغاية، تسجيل أي هجرة بشرية من آسيا من طريق مضيق بيرنغ أو من سواحل المحيط الهادئ كما تؤشر إليه اكتشافات حديثة.

وكانت الفكرة السابقة هي أن أول من احتل أمريكا الشمالية عبروا جسرا بريا كان موجودا بين سيبيريا الحديثة وألاسكا خلال العصر الجليدي الأخير، ما بين 26500 و19 ألف سنة مضت.

ووفقا لهذه النظرية، كان عليهم الاستقرار بالقرب من القطب الشمالي لأن الصفائح الجليدية التي تغطي كندا جعلت من المستحيل عليهم الذهاب جنوبا.

ثم لاحقا، بمجرد ذوبان هذه الأنهار الجليدية منذ ما بين 13500 و16 ألف عام، بدأت الهجرة نحو أمريكا الجنوبية.

وقالت سالي رينولدز، عالمة البيئة القديمة في جامعة بورنماوث في إنجلترا والمؤلفة المشاركة في الدراسة الجديدة، إنه من المرجح أن البشر هاجروا جنوبا في موجات متعددة، وواحدة منها كانت قبل العصر الجليدي الأخير. وقد يكون هؤلاء الأشخاص الأوائل أبحروا أسفل ساحل المحيط الهادئ.

وباستخدام التأريخ بالكربون المشع لطبقات الرواسب فوق وتحت المسارات، قام خبراء من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بتأريخ آثار الأقدام على مدى 2000 عام على الأقل، وفقا لبحث نُشر اليوم في مجلة Science.

ويعتقد معظم الأكاديميين أن البشر هاجروا من آسيا إلى الأمريكتين خلال جسر بري عبر مضيق بيرينغ، وهو الآن تحت الماء ويشكل بحر بيرنغ بين ألاسكا وروسيا.

ويقول الباحثون إن الآثار الجديدة، المسطحة، وهي إشارة محتملة على أن الناس كانوا حفاة، تقدم لمحة عما كانت عليه الحياة خلال العصر الحجري القديم الأعلى، الذي بدأ منذ حوالي 40 ألف عام.

المصدر: أ.ف.ب + ديلي ميل – شهبا برس