ما أكثر إجتماعات المؤتلفين حول الإئتلاف في الوقت الذي شهدت فيه الدبلوماسية المتحكمة بالشأن العالمي حراكاً متوهجاً للترويج لمؤتمر جنيف 2 الذي سوقوا له على أنه الخيار الأمثل لإنهاء القتل والتدمير في سورية , بالتناغم مع غض الطرف عن عمليات قوات الأسد على الأرض ومجازره المتكررة لإحراز تقدم ملموس وإحراج المعارضة وإجبارها على الحضور بشروط المنظمين الراغبين بإبقاء الأسد ولو بدور جزئي بالمرحلة القادمة لا بشروطهم .
وكم من التصريحات النارية خرجت من أعضاء الإئتلاف وقياداته تنفي أي نية للمشاركة في مؤتمر ينوي المؤتمرون منه المتاجرة العلنية بدماء مئات الألاف من السوريين خلال 3 أعوام من الثورة , ولكن على ما يبدو مرة تلك التصريحات بمتوالية تنازلية خفة معها اللهجة رويدا رويداً إلى أن يأتي التصريح بالمشاركة هو الفاجعة الأكبر , والذي يعني شرعنة بقاء النظام وإنجاح المساعي الإيرانية الروسية في الترويج أن لا بديل للأسد يخدم ويقدم تطمينات كما قدم ويكون حامي حمى المصالح الغربية والإسرائيلية .
من خلال مسيرة الإئتلاف منذ تشكيله ظل برعاية وتوجيه السفير الأمريكي فورد والذي كان يسير الواجهة السياسية للثورة السورية ويتحكم بكل مفاصل قرارها وما القرار الأخير بالمشاركة إلا إثر ضغوط وتعليمات وجهها للمؤتلفين بضرورة الإنصياع للقرار الغربي العائد من صفقة نارية مع إيران حول برنامجها النووي والتي أمنت وسلمت له ملف النظام السوري الكيماوي قبلاً , .
لن تنجح المعارضة السورية في الخارج وهي تنساق بكليتها لرغبات السيد فورد وتدير ظهرها للداخل السوري المشتعل غيظاً من الإستهتار الذي أبداه العالم بدماء أبنائه , ولن تقوم له قائمة ما لم يأخذ بعين الإعتبار رأي الداخل وهمومه وإشراك كل تياراته في أي صفقة سياسية …