الرئيسية » طائرة “إيرباص” A380 عملاقة تعمل بزيت “القلي” تكمل رحلة استمرت 3 ساعات

طائرة “إيرباص” A380 عملاقة تعمل بزيت “القلي” تكمل رحلة استمرت 3 ساعات

أكملت أكبر طائرة ركاب في العالم رحلة مدتها ثلاث ساعات، مدعومة بزيت الطهي لأول مرة.

وأقلع نموذج تجريبي لطائرة إيرباص A380 “عملاقة”، كانت مليئة بـ 27 طنا من وقود الطيران المستدام (SAF)، من مطار بلاغناك في تولوز وهبطت في نيس يوم الجمعة الماضي.

وأصبحت هذه أول رحلة على الإطلاق لطائرة A380 يتم تشغيلها بنسبة 100% بواسطة SAF، والمرة الثالثة التي تكمل فيها طائرة إيرباص هذا الإنجاز خلال العام الماضي.

وتعهدت صناعة الطيران بتحقيق انبعاثات كربونية صافية صفرية بحلول عام 2050، بينما حددت حكومة المملكة المتحدة هدفا للطائرات باستخدام 10% من SAF بحلول عام 2030.

ويمكن تصنيع الوقود، الذي يخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80%، من نفايات الزيوت والدهون والنفايات الخضراء والمحاصيل غير الغذائية. ويمكن أيضا إنتاجه صناعيا في عملية تلتقط الكربون من الهواء.

ويمكن للمحركات النفاثة الجديدة أن تستهلك ما يصل إلى 50% من وقود الطائرات الأخضر، لكن رولز رويس قالت إن محركاتها من طراز “ترينت” يمكن أن تعمل بنسبة 100% بالوقود المستدام بحلول عام 2023.

وأقلعت طائرة الاختبار من طراز إيرباص A380 ذات الطابقين MSN 1 في الساعة 07:43 (بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة، 25 مارس، حيث قامت بتشغيل محرك رولز رويس”ترينت” 900 على SAF بنسبة 100%.

وصنع هذا في نورماندي بواسطة TotalEnergies، ويتألف من استرات معالجة مائية وأحماض دهنية (HEFA)، خالية من المواد العطرية والكبريت.

وكانت الطائرة ثالث نوع من طائرات إيرباص تطير باستخدام SAF بنسبة 100% على مدار 12 شهرا؛ الأولى كانت طائرة إيرباص A350 في مارس 2021، تلتها طائرة A319neo أحادية الممر في أكتوبر 2021.

ويقدر اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، هيئة صناعة الطيران، أن SAF يمكن أن توفر 65% من خفض الانبعاثات التي يحتاجها القطاع للوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050.

ومع ذلك، فإن وقود الطائرات الأخضر أغلى بخمس مرات من وقود الطائرات التقليدي، ويمثل واحد في المائة من وقود الطائرات المستخدم على مستوى العالم.

وقد تعني التكلفة أسعار تذاكر طيران أعلى ما لم تقدم الحكومة دعما ماليا، مثل الإعانات المماثلة لتلك المستخدمة لبدء قطاع الرياح البحرية، وهو مخطط ضمان قرض لضمان الإقراض المستخدم لتمويل إنتاج وقود الطائرات الأخضر، باستخدام الإيرادات من الركاب الجويين واجب أو مخطط تداول الانبعاثات.

وقالت إيرباص إن جميع طائراتها معتمدة حاليا للطيران بمزيج يصل إلى 50% من SAF ممزوج بالكيروسين.
وأضافت إيرباص في بيان: “تظل زيادة استخدام SAF طريقا رئيسيا لتحقيق طموح الصناعة لانبعاثات الكربون الصافية بحلول عام 2050”.

المصدر: ديلي ميل

 

اقرأ أيضاً: الأولى عربياً.. المغرب تبدأ تصنيع الطائرات الخاصة

تسير مملكة المغرب بخطوات ثابتة في مجال صناعة الطيران، حيث تمكنت مؤخرا من الالتحاق بنادي الدول المصنعة للطائرات الخاصة، وذلك بفضل اختيار شركة “بيلاتوس” السويسرية إنشاء مصنع لها بالمملكة للتجميع الكامل لهياكل طائرتها من طراز “بيلاتوس بي سي 12” (12C-P).

وستقيم الشركة السويسرية، التي وقعت عقدا مع شركة “سابكا المغرب” لإنشاء المصانع، مصنعا جديدا بنواحي الدار البيضاء، وسط المغرب، على مساحة تقدر بـ16 ألف متر مربع، واستثمار مالي يناهز 180 مليون درهم (حوالي 20 مليون دولار).

وتنضم “بيلاتوس” السويسرية بذلك لأكثر من 142 شركة أخرى تنشط في مجال صناعة الطيران بالمغرب، وتوفر ما يزيد عن 11 منصب شغل مباشر، برقم معاملات بلغت قيمته 15.6 مليار درهم مغربي خلال عام 2019، وفق وعطيات رسمية.

فما هي أهمية توطين مثل هذا النوع من الاستثمارات في المغرب؟، وكيف تمكن قطاع صناعة الطيران بالمملكة من الصمود في وجه الجائحة؟ وما هو طموح المغرب في مجال تطوير صناعة الطيران بالبلاد؟.

مصنع جديد

في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”، يؤكد ، رئيس تجمع مهنيي الطيران والفضاء بالمغرب المعروف اختصارا بـ”غيماس”، كريم الشيخ، على أهمية استقطاب مثل هذا الاستثمار بالنسبة للمملكة، وذلك بعد تفوقه في طلب عروض طرح على المستوى العالمي.

ويستطرد الشيخ قائلا: ” يعكس هذا المصنع الجديد للشركة السويسرية الثقة التي يضعها المستثمرون في المنصة الصناعية للطائرات بالمغرب”.

ويشدد على أن “هذا الاستثمار له أهمية كبيرة، باعتبار أنه سيمكن المغرب من تصنيع وتجميع طائرة كاملة من طراز (بي سي 12)، ومن شأنه أن يعزز مكانته في مجال صناعة الطيران”.

وسيعمل مصنع الشركة السويسرية في المملكة، على تجميع هياكل الطائرات والأجنحة وأدوات التحكم في الطيران، وإرسالها للتجميع النهائي والتسويق في سويسرا.

وتعتبر طائرة “بي سي 12” من الطائرات الأكثر مبيعا لدى الشركة، نظرا لاستعمالاتها المتعددة وقدرتها على النزول في مدرج غير مهيأ.

وجهة جاذبة للاستثمارات

ويقول الشيخ إن المغرب “أصبح سوقا مستقطبا للمشاريع الاقتصادية العالمية، والاستثمارات الأجنبية في مجالات صناعية مختلفة من بينها صناعة الطيران، لعدة عوامل، من أبرزها البنية التحتية الصناعية المهمة، التي يتوفر عليها هذا المجال، مع الجهود التي تبدلها وزارة الصناعة لتعزيز علامة (صنع في المغرب)، إلى جانب الانفتاح على القطاع الخاص”.

كما يلفت المتحدث، إلى أن من بين العوامل الأخرى، “توفير يد عمالة متخصصة وذات خبرة عالية”، مشيرا إلى توفر المغرب على معهدين لتدريب التقنيين المختصين في مجال الطيران، مما يمكن الفاعلين في القطاع من الاستفادة من موارد بشرية مؤهلة.

ويشدد على أن “الجودة التي توفرها صناعة الطائرات بالمملكة تشكل أبرز عامل لاستقطاب الفاعلين الدوليين في القطاع، وليس فقط التحفيزات الضرائبية أو اليد العاملة الأقل تكلفة مقارنة بدول أخرى”.

ويعمل المغرب من خلال معاهد لمهن الطيران، على تطوير مهن جديدة ذات قيمة مضافة عالية، في عدد من التخصصات، من بينها التجميع الميكانيكي والتركيب والأسلاك الكهربائية والميكانيك.

ريادة عربية وإفريقية

وقد بات المغرب يحتل المرتبة الأولى قاريا وعربيا، في مجال صناعة الطيران، بحسب الشيخ، ويوجه صادراته من هذه الصناعة نحو السوق الأوروبية والأميركية.

وعلى المستوى الدولي، يقول المتحدث: “تحتل المنصة الصناعية المغربية مرتبة مهمة، حيث يشهد لها بالجودة العالية واستجابتها للمعايير الدولية المطلوبة في هذا القطاع”.

ويلفت إلى أن “القطاع قد شهد خلال السنوات الأخيرة الماضية، نموا ملحوظا تجاوز 18 في المائة سنويا، حيث ارتفع عدد الشركات بالمملكة إلى 140 شركة، بعد أن كان عددها لا يتجاوز 4”.

وكانت المملكة قد تصدرت البلدان الإفريقية وحلت 17 عالميا، من بين الدول التي توفر ظروف ملائمة لمزاولة الأعمال، وسط 50 وجهة عالمية ناشئة، في تقرير المؤشر العالمي “أجيليتي اللوجيستي السنوي للأسواق الناشئة لعام 2021”.

مرونة في التأقلم مع الأزمة

وقد تمكن قطاع صناعة الطيران في المغرب من تجاوز تداعيات توقف السلسلة الصناعية الكاملة للملاحة الجوية، بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث وجهت عدد من الشركات عملها نحو تصميم وإنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي مغربية الصنع.

ومما يشدد عليه الشيخ، أن صناعة الطيران في المغرب، تمكنت من الصمود أمام الجائحة، مقارنة بما وقع في دول الأخرى، حيث لم يفقد القطاع سوى 10في المائة من وظائفه خلال سنة 2020.

ويضيف أن هذا القطاع “أثبت مرونة عالية في التأقلم مع المتغيرات الاقتصادية التي فرضها الوضع الوبائي، وتوقف التصنيع والتصدير، بسبب انخفاض الطلب على الطائرات مع بداية انتشار فيروس كرونا في العالم”.

ويؤكد على أن المصنعين في مجال الطيران بالمغرب، “على أتم الاستعداد اليوم لمواصلة مسيرة النجاح التي شهدها القطاع قبل الجائحة”.

الطائرات الخضراء

ويتوقع رئيس تجمع مهنيي الطيران والفضاء بالمغرب، أن تشهد صناعة الطيران في المملكة تطورا كبيرا في المستقبل، خصوصا في شقها المتعلق بصناعة الطائرات الصديقة للبيئة، المعروفة باسم “الطائرة الخضراء”.

ويتابع الشيخ حديثه بالقول، إن الوصول إلى صناعة طائرات غير ملوثة للبيئة “يتطلب الكثير من الجهد والعمل على تطوير الأبحاث والتكنولوجيا العالية”.

ويستطرد: “لقد خلقنا داخل غيماس، 3 لجان للانكباب على هذا المشروع، إحداها متخصصة في أبحاث وتقنيات تقليل انبعاث الكربون من الطيران، والثانية في مجال التكنولوجيا، فيما تعمل الثالثة في مجال رقمنة العمل داخل الشركات الخاصة بالطيران”.

ويختتم الشيخ حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” بالتأكيد على أن المغرب “يواصل انخراطه الدائم في تطوير التكنولوجيا الدقيقة، وذلك قصد الاستجابة لمتطلبات السوق الدولية، ولحاجيات المستثمرين الذين وضعوا ثقتهم في المملكة”.

المصدر: موقع سكاي نيوز