قال التلفزيون الحكومي الصيني إن 3 رواد فضاء صينيين عادوا إلى الأرض، اليوم السبت، بعد أن قضوا 183 يوما في الفضاء مستكملين أطول مهمة فضائية صينية مأهولة حتى الآن
وهبط رواد الفضاء بعد 9 ساعات من مغادرتهم وحدة رئيسية لأول محطة فضاء صينية، وفقا لما ذكرته رويترز.
وبعد إطلاقهم في أكتوبر على متن المركبة “شنتشو-13” قضى رائدا الفضاء تشاي تشي قانغ وويي جوانغفو ورائدة الفضاء وانغ يابينغ 183 يوما في الفضاء ليكملوا بذلك خامس مهمة من بين 11 مهمة لازمة لإنهاء بناء محطة الفضاء الصينية “تيانخه” بحلول نهاية العام.
وخلال مهمتهم نفذ الرواد عمليتي سير في الفضاء، و سلسلة تجارب علمية.
كما قاموا بتحضيرات للتوسعة الإضافية لمحطة الفضاء الصينية المعروفة باسم “تيانجونج” (القصر السماوي)
وتعتبر “شنتشو -13” ثاني بعثة من 4 بعثات مأهولة مزمعة لاستكمال بناء محطة الفضاء والتي بدأت في أبريل الماضي.
وعادت “شنتشو 12” إلى الأرض في سبتمبر الماضي.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن نائب مدير التكنولوجيا في شبكة سفن الفضاء المأهولة، شاو ليمين، قوله إن بعثتي الصين المقبلتين ستكونان مركبة الفضاء “تيانتشو-4” والمركبة “شنتشو-14.”
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة منعت الصين من المشاركة في محطة الفضاء الدولية.
وقضت الصين العقد الماضي في تطوير تقنيات لبناء محطتها الفضائية الخاصة وهي المحطة الوحيدة في العالم بخلاف محطة الفضاء الدولية.
وتسعى الصين لأن تصبح قوة فضائية بحلول عام 2030، ونجحت في إطلاق مجسات لاستكشاف المريخ وأصبحت أول دولة تهبط بمركبة فضائية على الجانب البعيد من القمر.
المصدر: ترجمات
اقرأ أيضاً: المركبة الجوالة الصينية تعثر على كرات زجاجية غامضة على الجانب البعيد من القمر
حققت مهمة «يوتو-2» الصينية اكتشافًا مذهلًا آخر على الجانب البعيد من القمر. إذ التقطت كاميرا الجوال البانورامية كرتين زجاجيتين شفافتين تتلألآن وسط الغبار القمري.
وأعلن الفريق العلمي الأساسي المسؤول عن المهمة الصينية “تشانج إي-4” (Chang’E-4) أنه تمكن من العثور على الكرات الزجاجية صغيرة على التراب القمري، بعضها شفاف مثل الكرات الزجاجية الصغيرة التي يلعب بها الأطفال.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية “ساينس بوليتن” (Science Bulletin)، فإن هذا الفريق فحص فحصا دقيقا الصور التي التقطتها الكاميرا البانورامية على متن المركبة الجوالة “يوتو-2” (Yutu-2)، وهي جزء من المهمة الصينية
وكانت مهمة “تشانج إي-4” قد انطلقت في ديسمبر/كانون الأول 2018 وهبطت بنجاح في يناير/كانون ثاني 2019 على الجانب البعيد لسطح القمر (الذي لا نراه على الأرض) مسجلة بذلك أول عملية إنزال في هذا الجانب، إذ سبق أن شاهدت مركبات فضائية الجانب البعيد من القمر ولكن لم تهبط عليه.
وتهدف المهمة إلى دراسة التركيبات الكيميائية للصخور والتربة القمرية فيما تبقى من تصادم قديم على سطح القمر حدث قبل حوالي 4.3 مليارات سنة، مخلفا فوهة كبيرة جدا تسمى “حوض أيتكين”، يبلغ عمقها نحو 13 كيلومترا.
وتستطيع كريات كهذه تسجيل معلومات حول تاريخ القمر، متضمنًا معلومات عن تركيب طبقة الوشاح وأحداث الاصطدام التي مر بها القمر. لم يستطع يوتو-2 الحصول على بيانات عن تركيبة هذه الكريات القمرية، لكن ذلك قد يكون هدفًا لبحث تال.
في الواقع، ليس الزجاج مادة نادرة على القمر. إذ يتشكل الزجاج عند تعرض السيليكات لحرارة عالية، وكل من السيليكات والحرارة متوفر على القمر.
شهد القمر في الماضي نشاطًا بركانيًا واسعًا، أدى إلى تشكل الزجاج البركاني، وأدى اصطدام النيازك بالقمر إلى توليد حرارة شديدة أيضًا، ما سبّب تكوّن الزجاج.
وفقًا لفريق من العلماء بقيادة «زيونغ شاو» عالم جيولوجيا الكواكب في الأكاديمية الصينية للعلوم، قد تكون تلك النيازك مسؤولة عن تكون الكريات التي رصدها يوتو-2.
لكن من الصعب التحقق من ذلك، إذ يبدو معظم الزجاج المكتشف على القمر حتى اليوم مختلفًا عن الكريات التي رصدها يوتو-2. فهناك الكثير من الكريات، لكن حجمها غالبًا أقل من مليمتر.
تتكون كريات زجاجية كهذه على كوكبنا عند حدوث اصطدام يولد حرارة هائلة، لدرجة تذيب القشرة وتنثرها في الهواء. إذ تتصلب المادة الذائبة وتسقط مجددًا على الأرض كحبيبات زجاجية صغيرة.
إن الكريات التي رصدها يوتو-2 أكبر بكثير، إذ يبلغ قطرها 15 – 25 مليمترًا. لا يجعلها هذا الحجم مميزة، إذ حصلت مهمة أبولو 16 على كريات بقطر 40 مليمترًا من الجانب القريب للقمر، نُسبت إلى فوهة قريبة، ويُعتقد أنها نتاج تصادم أيضًا.
لكن الفارق بين الاكتشافين أن كريات يوتو-2 التي رُصدت على الجانب البعيد تبدو شفافة أو شبه شفافة ولها بريق زجاجي. ووجدوا –إضافةً إلى الكرتين الشفافتين- أربع كريات لها بريق مشابه، لكن لم يتأكد كونها شفافة.
وُجدت هذه الكريات قرب فوهة اصطدام حديثة، ما يوحي أنها تشكلت جراء تصادمات نيزكية قمرية، لكنها ربما كانت موجودة سابقًا، مدفونةً تحت السطح، وأن التصادمات أخرجتها فحسب.
التفسير الأرجح أنها تكونت من الزجاج البركاني المسمى «أنورثوزيت»، الذي ذاب بفعل الاصطدام ليعاد تشكيله إلى كرات شفافة.
جاء في البحث: «تتوافق الخواص الشكلية والهندسية والمكانية المميزة للكريات الزجاجية إجمالًا مع كونها ناتجة عن تعرض زجاج الأنورثوزيت للاصطدام».
يعني ذلك أن هذه الكريات تُعد المعادل القمري للتشكلات الأرضية المسماة «تكتيت»، أجسام زجاجية بحجم الحصى تتكون عند ذوبان المواد الأرضية، وتتناثر في الهواء بفعل النيازك، ثم تتصلب وتتشكل على شكل كرة عندما تسقط على الأرض، في نسخة مكبرة لتلك الكريات القمرية.
لا يمكننا الجزم بذلك دون دراسة تركيبتها، لكن إذا كانت تكتيتًا قمريًّا، فقد تكون شائعة جدًا على سطح القمر. ما يوفر موضوعات شائقة للأبحاث المستقبلية وفقًا للباحثين.
كتب الباحثون: «كونه الاكتشاف الأول لكريات شفافة كبيرة الحجم على القمر، نتوقع الدراسة وفرة هذا النوع من الكريات في المناطق المرتفعة من القمر، ما يمثل عينات مستهدفة واعدة لكشف تاريخ الاصطدامات الأولى التي تعرض لها القمر».
المصدر: ساينس أليرت – ترجمة: ibelieveinsci