الرئيسية » “مع تغير المناخ كل شيء ممكن”.. ظهور نادر لدب قطبي في جنوب كندا

“مع تغير المناخ كل شيء ممكن”.. ظهور نادر لدب قطبي في جنوب كندا

شوهد دب قطبي يوم السبت 04/30 في منطقة كيبيك الكندية، في ظهور نادر أثار ذهول سكان بلدة صغيرة ودفع بالسلطات المحلية إلى التنبيه بضرورة الحذر من الحيوان.

وأفاد شهود بأن الدب الذي أصبح نوعه يرمز إلى مخاطر الاحترار المناخي، شوهد في ساعات الصباح في مدينة مادلين سنتر في منطقة غاسبيسيا، وهي شبه جزيرة على طول الضفة الجنوبية لنهر سان لوران.

وحتى بعد ظهر السبت، كان المسؤولون لا يزالون يحاولون العثور على الحيوان.

وقالت صوفي بونفيل المقيمة في البلدة التي تعد ألفي نسمة والواقعة على بعد 800 كيلومتر شرق مونتريال “راح الكلب ينبح وسمعت شريكي يصيح +هناك دب، هناك دب!+”.

ونشرت شرطة مقاطعة كيبيك تغريدة عبر تويتر حذرت فيها السكان من الدب وحثتهم على ملازمة منازلهم.

وأوضحت بونفيل أن أحداً في البلدة لم يرَ سابقاً دباً قطبياً في منطقة تقع لهذه الدرجة جنوباً، ولا حتى مسؤولو الحياة البرية.

وقالت لوكالة فرانس برس “الناس ظنوا أن الأمر دعابة”.

وأضافت “كيف يمكن لدب أن يعبر كتلة الجليد ويسبح ويصل إلى هنا؟ حتى الناس على الضفة الشمالية لم يروا شيئا من هذا القبيل”.

ونفذت الشرطة دوريات في المنطقة التي يقبل عليها الناس للقيام بنزهات جبلية.

وصرح المتحدث باسم شرطة مقاطعة كيبيك ستيفان ترامبلاي لوكالة فرانس برس “ذهبنا من منزل إلى آخر لنطلب من السكان ملازمة البيوت”، موضحا أنه لم ير قبلاً أي دب قطبي في هذه المنطقة أيضا.

وقالت بونفيل التي تمكنت من التقاط صور للدب قبل أن ينتقل إلى منطقة مكسوة بالغابات “مع تغير المناخ، كل شيء ممكن”.

وتابعت قائلة “المقلق في الموضوع يرتبط بمعرفة سبب مجيئه إلى هنا. هل الأمر عائد إلى الاحترار؟ أم أنه مجرد خطأ من الطبيعة؟”.

وقد أدرجت كندا الدببة القطبية، أكبر الحيوانات الأّرضية اللاحمة، ضمن الأنواع “المعرضة للخطر”.

وأظهرت دراسة نُشرت العام 2020 في مجلة “نيتشر كلايمت تشاينج” أن تغير المناخ قد يؤدي إلى انقراض هذه الحيوانات لأن الاحترار يتسبب في الذوبان التدريجي لكتل الجليد في القطب الشمالي.

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

اقرأ أيضاً: بينها الجزائر ومصر.. التغير المناخي يهدد وجود مواقع تراثية عالمية

الموقع الروماني الأثري في مدينة تيبازة في الجزائر

يحتوي الساحل الإفريقي على مواقع تراثية “ذات قيمة عالمية استثنائية” والتي تواجه مخاطر متزايدة جراء تغير المناخ بشري المنشأ.

وقدم فريق عالمي من خبراء مخاطر المناخ والتراث أول تقييم شامل لتعرض مواقع التراث الثقافي والطبيعي الإفريقي لمستويات سطح البحر القصوى والتآكل المرتبط بتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر.

واستغرق الفريق بقيادة الدكتور نيكولاس سيمبسون من مبادرة المناخ والتنمية الإفريقية (ACDI) بجامعة كيب تاون (UCT)، أحد المساهمين الرئيسيين في الدراسة، عاما في إنشاء قاعدة بيانات لـ 284 موقعا من مواقع التراث الساحلي الإفريقي ورسم خرائط لها. ثم قاموا بنمذجة تعرض كل موقع في سيناريوهات الاحترار العالمي المستقبلية.

ووجدوا أن 56 موقعا (20 %) معرضة لخطر حدث يقع مرة كل قرن على مستوى سطح البحر، بما في ذلك الآثار الشهيرة لتيبازة (الجزائر) ومنطقة المواقع الأثرية في شمال سيناء (مصر).

وكتب مؤلفو الدراسة: “بحلول عام 2050، من المتوقع أن يزيد عدد المواقع المكشوفة عن ثلاثة أضعاف، ليصل إلى ما يقارب 200 موقع للانبعاثات العالية”.

وسيتعرض ما لا يقل عن 151 موقعا طبيعيا و40 موقعا ثقافيا لحدث مدته 100 عام اعتبارا من عام 2050 فصاعدا، بغض النظر عن سيناريو الاحترار.

ويشرح الخبراء: “هناك العديد من البلدان التي من المتوقع أن تتعرض جميع مواقع التراث الساحلية الخاصة بها إلى الحدث الساحلي الممتد 100 عام بحلول نهاية القرن، بغض النظر عن السيناريو وهي: الكاميرون، جمهورية الكونغو، جيبوتي، الصحراء الغربية، ليبيا، موزمبيق، موريتانيا وناميبيا”.

وفي ظل السيناريو الأسوأ، ينطبق هذا أيضا على ساحل العاج والرأس الأخضر والسودان وتنزانيا. وأضافوا: “هذا أمر مقلق للغاية لأن أيا من هذه البلدان لا تظهر حاليا إدارة كافية أو قدرة تكيفية لتوقع أو إنشاء تدابير حماية للتراث تتناسب مع شدة هذه المخاطر”.

وبحسب أحد الخبراء المشاركين في هذه الورقة البحثية، فإن مواقع تراث الجزر الصغيرة معرضة للخطر بشكل خاص. على سبيل المثال، يمكن أن تتعرض كل من جزيرة ألدابرا المرجانية (سيشل)، ثاني أكبر جزيرة مرجانية في العالم، وجزيرة كونتا كينتي (غامبيا) إلى أحداث شديدة في مستوى سطح البحر بحلول عام 2100 في ظل انبعاثات عالية، ما يثير مخاوف بشأن بقائها في ظل تغير المناخ.

وتسلط النتائج الضوء على أهمية التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من الغازات الدفيئة من أجل حماية وتقليل تعرض هذه المواقع التراثية الشهيرة للخطر.

ويقول الخبراء: “إذا نجح التخفيف من آثار تغير المناخ في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مسار عالي الانبعاثات إلى مسار انبعاثات معتدلة، بحلول عام 2050، يمكن تقليل عدد المواقع المعرضة بشدة بنسبة 25%. وسيكون هذا توفيرا كبيرا من حيث الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ”.

وتابعوا: “تساعد هذه النتائج في تحديد أولويات المواقع المعرضة للخطر وتسليط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات وقائية فورية لمواقع التراث الأفريقي، التي يتطلب تصميمها تقييمات محلية متعمقة لخيارات القابلية للتأثر والتكيف. ويشمل التكيف العاجل مع تغير المناخ لمواقع التراث في إفريقيا تحسين نُهج الحوكمة والإدارة، وتقييمات قابلية التأثر الخاصة بالمواقع، ورصد التعرض، واستراتيجيات الحماية بما في ذلك التكيف القائم على النظام الإيكولوجي”.

المصدر: ساينس ديلي