الرئيسية » بعد 50 عامًا على تجميدها.. تحليل العينات القمرية القادمة من بعثة أبولو 17

بعد 50 عامًا على تجميدها.. تحليل العينات القمرية القادمة من بعثة أبولو 17

سيلقي الباحثون أخيرًا نظرةً على العينات القمرية المجمدة التي جمعتها بعثة أبولو 17 التي عادت إلى الأرض في ديسمبر عام 1972، وكانت آخر مرة يطأ فيها البشر سطح القمر.

وبينما تعد ناسا العدة لبعثة أرتيميس التي تهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر بحلول عام 2024، تجري دراسة العينات القمرية المحفوظة من بعثات أبولو الأخيرة ضمن البرنامج الأحدث لتحليل عينات أبولو (ANGSA).

سيساعد فهم كيفية تأثير تقنيات التخزين المختلفة ومرور الوقت في العينات القمرية على تحديد الطريقة التي ستتعامل بها ناسا مع العينات الجديدة التي ستجمعها بعثة أرتيميس.

مثلًا، نُقلت مؤخرًا مجموعة من العينات القمرية المجمدة من بعثة أبولو 17 من مركز جونسون الفضائي في هيوستن تكساس إلى مركز غودارد للطيران الفضائي في غرينبيلت ماريلاند، رحلة يتجاوز طولها ألفي كيلومتر. تأتي تتويجًا لعملية استمرت أعوامًا.

تقول جولي ميتشل، التي تعمل في فريق إشراف بعثة أرتيميس في مركز جونسون الفضائي: «لقد بدأنا ذلك في بداية عام 2018، وقد واجهنا الكثير من التحديات التقنية التي كان علينا تجاوزها للوصول إلى هذه المرحلة».

ساعدت ميتشل في تصميم المنشأة التي سيجري فيها معالجة العينات المجمدة. توضع العينات في صندوق مخبري ذي قفازات مفرغ من النتروجين، ضمن غرفة مبردة تحافظ على حرارة -20 درجة مئوية.

يقول رايان زيغلر، مشرف عينات أبولو في أقسام استكشاف المواد الفضائية ودراستها في مركز جونسون: «يتضمن كل ما نفعله الكثير من العوامل اللوجستية والبنى التحتية، لكن إضافة عامل البرودة تجعل الأمر أصعب بكثير. إنه درس مهم لأرتيميس، فالقدرة على معالجة العينات في جو بارد ستكون أهم بالنسبة لأرتيميس مما هي عليه لأبولو».

يجب إحاطة العينات بعد المعالجة بالثلج الجاف ونقلها بسرعة إلى مركز غودارد، حيث تُرسل حالًا إلى ثلاجة أخرى.

ستكون جايمي إلسيلا من مختبر التحليل الحيوي الفضائي في مركز غودارد واحدةً من العلماء الذين سيدرسون عينات أبولو 17 ، وتطمح إلى فهم مصدر الأحماض الأمينية في التربة القمرية.

تقول إلسيلا: «نظن أن بعض الأحماض الأمينية في التربة القمرية ربما تشكلت من جزيئات سابقة أصغر وأسرع تطايرًا، كالفورمالدهيد أو سيانيد الهيدروجين.

يهدف بحثنا إلى تحديد هذه المركبات العضوية الصغيرة الطيارة إضافةً إلى أي حمض أميني ومعرفة كمياتها، واستعمال هذه البيانات لفهم الكيمياء العضوية ما قبل الحيوية للقمر».

تستعمل ناتالي كوران، الباحثة الرئيسية في مختبر أبحاث إقليم الأطلسي الأوسط للغازات الخاملة، الغازات الخاملة لقياس تعرض العينات للإشعاع الكوني.

تقول كوران: «دائمًا ما يذهلني التفكير في كيفية مجيء هذه العينات من عالم آخر، والمسافة التي قطعتها، وتاريخ المجموعة الشمسية التي تحفظه داخلها».

تملك كلتا العالمتين حق الوصول إلى عينات أبولو 17 غير المجمدة، إضافةً للعينات المجمدة الجديدة. ستساعد مقارنة مجموعتي العينات هاتين على تزويد ناسا بمعلومات حول جمع العينات وتخزينها.

تقول ميتشل: «لا يسهّل عملنا هذا مهمة أرتيميس فحسب، بل يسهّل عمليات جمع العينات المستقبلية واستكشاف بقية المجموعة الشمسية».

وتختم قائلةً: «إنه لشرف لي أن أساهم في هذا المجال عبر تطوير إمكانياتنا لجمع هذه المواد، وإعادتها سالمةً إلى الأرض، والإشراف عليها على المدى الطويل».

المصدر: cosmosmagazine – ترجمة: ibelieveinsci