تمكن فريق بحثي، بقيادة علماء من متحف ومختبر أبحاث الديناصورات التابع لكلية العلوم الدقيقة والطبيعية في مدينة مندوزا Mendoza غربي الأرجنتين، من الكشف عن نوع جديد من الزواحف الطائرة المفترسة التي سيطرت على سماء قارة أميركا الجنوبية قبل حوالي 85 مليون سنة.
وبحسب الدراسة الجديدة، والتي نشرها الفريق بدورية “كراتيشيوس ريسيرش” (Cretaceous Research) وصدر عن الكلية بيان صحفي رسمي بشأنها يوم 26 مايو/أيار الجاري، عثر الفريق على حفريات فردين من هذا النوع الجديد من الزواحف الطائرة في تكوين بلوتييه الجيولوجي (Plottier Formation) على مسافة حوالي 800 كيلومتر خارج مدينة مندوزا.
وتمثلت الحفريات التي وجدها هذا الفريق في عظام العضد، والفقرات الظهرية وبعض أجزاء من أصابع القدم ومنطقة الزند وعظام الساعد وعظام الفخذ والحوض، وقد كانت الحفريات في حالة مثالية من الحفظ بالنسبة لبعض تلك الأجزاء.
الزواحف الطائرة أو التيروصورات (Pterosaurs) لا تعد من الديناصورات (ويكيبيديا)
ملوك السماء
الزواحف الطائرة أو التيروصورات (Pterosaurs) لا تعد من الديناصورات، ولكنها كائنات عاشت مع الديناصورات من العصر الترياسي المتأخر إلى نهاية العصر الطباشيري (من 225 إلى 65.5 مليون سنة مضت). ويُوجد أكثر من 100 نوع معروف من التيروصورات، وقد كانت من المفترسات.
والتيروصورات كذلك هي أقدم الفقاريات المعروفة قدرة على الطيران، وقد تكوّنت أجنحتها من غشاء جلدي رفيع لكنه قوي، وعضلات، وأنسجة أخرى تمتد من الأرجل وحتى 4 أصابع تبرز من الجناح. ولها فكوكٌ طويلة مسننة بالكامل وذيول طويلة نسبيا.
وبحسب الدراسة الجديدة، تنتمي الأحافير المكتشفة إلى عائلة من التيروصورات تسمى “الأزداركتيات” (كلمة من الأساطير الفارسية تعني “تنين”) والتي كانت تعيش خلال العصر الطباشيري المتأخر، وتضمنت بعض أكبر الزواحف الطائرة المعروفة على الإطلاق، حيث تميزت بأرجلها ورقابها شديدة الطول.
كانت الأزداركتيات أكبر الزواحف الطائرة المعروفة على الإطلاق (ويكيبيديا)
تنين الموت
سمي النوع الجديد ثاناتوسدراكون أمارو Thanatosdrakon amaru، ويعني الجزء الأول منه المتعلق بالجنس “تنين الموت” أما الجزء الثاني المتعلق بالنوع (amaru) فيعني “الحية الطائرة” في ثقافة الكيشوا، وهي عائلة لغوية نشأت وسط جبال الأنديز في الجزء الغربي من أميركا الجنوبية.
وبحسب الدراسة، فإن هذا النوع من الزواحف الطائرة كان الأكبر في الحجم بسماء أميركا الجنوبية تلك الفترة، حيث بلغ عرض العينتين المكتشفتين عند الجناح 7 و9 أمتار كاملة، وطول قريب إلى طول الزرافة، ويبدو أنه كان حقا تنين الموت بالنسبة لتلك العصور.
ويحاول هذا الفريق البحثي حاليا العمل على إيجاد علاقة بين هذين الفردين، وفهم أسباب وفاتهما، ويعتقد أنهما كانا ضمن فريق عائلي كبير، ولسبب ما سقطا على الأرض معا وماتا على الفور.
المصدر: الجزيرة نت – ترجمات