حقق مسبار “باركر سولار بروب” تحليقه الثاني عشر القريب من الشمس، يوم الأربعاء 1 يونيو، وهو ما يمثل منتصف المهمات التي ينبغي أن يحققها المسبار إلى غاية 2025.
وخلال هذا التحليق، سيقترب مسبار باركر الشمسي، التابع لوكالة ناسا، المصمم خصيصا لتحمل الحرارة والإشعاع الشمسي الشديد، من سطح الشمس بمقدار 5.3 مليون ميل (8.5 مليون كيلومتر)، في ما يسمى الفوتوسفير، وهي المسافة نفسها تقريبا، التي وصل إليها المسبار خلال أحدث اقتراب له في 25 فبراير.
وستصل سرعة مسبار باركر إلى 364660 ميلا في الساعة (586860 كم / ساعة) عند تحليقه بنحو 14 مرة أقرب من مدار عطارد (أقرب كوكب في نظامنا الشمسي إلى الشمس). وهذا ما يقارب 21 مرة أسرع من سرعة محطة الفضاء الدولية، لأنها تدور حول الأرض.
وسيكون الوقت الدقيق لأقرب نهج للمسبار، والمعروف باسم الحضيض، هو 6:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (22:50 بتوقيت غرينتش)، وفقا لمتحدث باسم مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز (JHUAPL)، الذي يشرف على المهمة.
ولا يتعين على باركر تحطيم الرقم القياسي للسرعة مجددا هذه المرة، حيث حدث هذا مرات عدة خلال مهماته السابقة. ولكن ما هو أكثر قيمة هو عدد الممرات القريبة من النجم التي توفر معلومات حول السلوك المعقد للشمس، ما يؤدي إلى ظواهر مثل ارتفاع درجة حرارة الهالة التي تبلغ مليون درجة، والتي تكون أكثر سخونة من البلازما الموجودة على سطح الشمس.
ويقول نور الروافي، مسؤول البعثة، والعالم في المشروع من مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز (JHUAPL)، في بيان حديث: “إن مهمة باركر سولار بروب لا تقوم فقط بإعادة تشكيل المناظر الطبيعية لأبحاث الطاقة الشمسية والفيزياء الشمسية أمام أعيننا، ولكنها تحفزنا على متابعة الأفكار الصعبة التي اعتبرناها، قبل بضع سنوات فقط، بعيدة المنال”.
وعبرت المهمة الآن السطح المتذبذب لألففين (بلازما منخفضة التردد ينقل الأيونات والحقل المغناطيسي بشكل متذبذب) عدة مرات، على سبيل المثال. وهذا هو المكان الذي تغادر فيه المادة الشمسية السطح وتتحول إلى رياح شمسية، وهي ناقل إشعاع مهم يؤثر على طقس الفضاء في جميع أنحاء النظام الشمسي. ويعرف العلماء الآن أن حدوده مجعدة وليست منحنى سلسا.
وصرح جاستن كاسبر من شركة BWX Technologies، والباحث الرئيسي في جهاز Parker’s Solar Wind Electrons Alphas and Protons: “إن أخذ عينات من الرياح الشمسية أسفل الحدود الحرجة لألففين أمر ضروري لفهم تسخين وتسارع الرياح الشمسية”.
وتتضمن بعض اكتشافات باركر الأخرى العثور على منطقة خالية من الغبار حول الشمس حيث تتسامى الحبيبات بسبب الحرارة الشديدة، وتحديد أصل “انعكاسات” المجال المغناطيسي (أو تقلبات المجال) عند “مسارات” مغناطيسية في سطح الشمس، وفهم أفضل لطبيعة جزيئات الطاقة الشمسية.
جدير بالذكر أن ناسا أطلقت مسبار باركر إلى الفضاء في أغسطس 2018. وتساعد أربع أدوات على متن المسبار العلماء في فهم كيفية تأثير هالة الشمس والرياح الشمسية على الأرض وبقية النظام الشمسي.
وسمي المسبار نسبة إلى عالم الفيزياء الأمريكي، يوجين باركر، الذي توقع لأول مرة طبيعة الرياح الشمسية في عام 1958، وهذه هي المرة الأولى التي تنسب فيها ناسا اسم مهمة لشخص حي.
ويقوم المسبار برحلات طيران دورية حول كوكب الزهرة ما يساعده على التحكم في السرعة أو ضبط المسار، وفي بعض الأحيان يلتقط صورا مذهلة على طول الطريق. ومن المقرر أن تحدث الرحلة القادمة من هذا النوع في أغسطس 2023.
ومن المقرر أن يقوم مسبار باركر الشمسي بـ24 مرورا وثيقا بالشمس خلال مهمته التي تستغرق سبع سنوات، والتي من المقرر أن تنتهي في منتصف عام 2025.
المصدر: سبيس