عثر علماء الآثار بجامعة ستوكهولم في جزيرة بيركا السويدية على حوض فريد لبناء السفن يعود للفايكينغ.
ويشير موقع الجامعة الرسمي، إلى أن الحوض يقع على جزيرة بيركا، حيث كانت تقع مدينة بيركا القديمة التي كانت تعتبر مركزا تجاريا رئيسيا للفايكينغ خلال أعوام 800-975 ميلادية.
ويقول البروفيسور سفين ايساكسون، “لم يسبق لنا أن عثرنا على مثل هذا الموقع الفريد. إنه الأول من نوعه”.
ويبدو حوض بناء السفن وكأنه حفرة مبطنة بالحجر وفي قاعها قارب.
كما عثر العلماء على عدد كبير من المسامير وأحجار الشحذ والتنعيم من السليكون ومعدات أخرى لمعالجة الأخشاب.
وجميع هذه الاكتشافات تشير إلى أن الفايكينغ كانوا يبنون ويصلحون سفنهم في هذا المكان.
ويستمر علماء الآثار في دراسة الموقع من أجل تحديد المسموح لهم بالرسو في حوض بناء وإصلاح السفن المكتشف.
المصدر: نوفوستي
اقرأ أيضاً: يعود إلى عهد ازدهار “الفايكينغ”.. اكتشاف قارب دفن لشخصية ملكية
كشف علماء الآثار عن هيكل قارب للفايكنغ من المحتمل أنه يحمل رفات ملك أو شخصية من النخبة يعود تاريخه إلى ما بين 500 و1000 عام قرب بلدة كفينسدال جنوب غربي النرويج.
وتشير الدلائل إلى أن تاريخ قارب الدفن يعود تاريخ إلى فترة زمنية كان الفايكنج يزدهرون فيها، حيث قاموا بغارات وتوسيع أراضيهم واستكشاف مناطق جديدة.
اكتشف علماء الآثار الدفن الفريد أثناء إجراء مسح رادار أرضي قبل إنشاء طريق قريب، ويرسل هذا النوع من معدات الرادار موجات الراديو في أعماق الأرض، حيث ترتد عن الأجسام (مثل دفن القارب) لمساعدة الباحثين على إنشاء خريطة لتلك الهياكل.
تم العثور على دفن القارب في مسح رادار ويعود تاريخه إلى ما بين 500-1000، وهو الوقت الذي كان فيه الفايكنج مزدهرا.
وكشف مسح الرادار عن انطباع القارب الذي كشف أن طوله يتراوح بين 26 و 30 قدما (8 و 9 أمتار).
وقال عالم الآثار في المعهد النرويجي لبحوث التراث الثقافي (NIKU) الذي أجرى المسح جاني كوزيفيتش:”نظرا لعدم إجراء أي حفريات، لا يعرف علماء الآثار سوى القليل عن ما يمكن أن يحمله القارب، ومع ذلك غالبا ما يتم دفن أفراد النخبة في المجتمع في هياكل قوارب”. مشيرا إلى أن هذا الدفن على القارب كان يمكن أن يتسع لشخص واحد أو أكثر.
وقال كوزيفيتش: “التربة في المنطقة ليست مفضلة للحفاظ على المواد العضوية، وعلى الأرجح تبقى المسامير والأشياء المعدنية الأخرى فقط”.
قال عالم الآثار فرانس-آرني هيدلوند ستايلجار: “يبدو أن القارب قد قُطِع في الأرض قبل إلقاء تل دفن فوقه”.وأضاف ستايلجار: “تمثل قبور القوارب عادة دفن خاصة كانت موجودة في عصر الفايكنج في العديد من المستوطنات الساحلية، داخل وخارج حدود النرويج”، مشيرا إلى أن”بعض أغنى مدافن عصر الفايكنج في هذا الجزء من الدول الاسكندنافية هي مدافن على متن قوارب.
وقال كوزيفيتش إن مسح الرادار كشف أيضًا عن العديد من تلال الدفن التي يمكن أن تكون أقدم من مدفن القارب،.مضيفا :”من الممكن أن يكون قد شيد في نفس الوقت مع بقية التلال، أو في وقت لاحق، لإظهار استمرار السيطرة على المنطقة
اقرأ أيضاً: “قبل كولومبوس بخمسة قرون”.. آثار تظهر موعد وصول الفايكينغ إلى أميركا الشمالية
قبل قرابة أربعة قرون من وصول المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس إلى سواحل الأمريكتين، كان مقاتلو الفايكنج قد وصلوا إلى سواحل جزيرة جرينلاند وقارة أمريكا الشمالية، وأنشأوا مستوطنةً لهم في “لانس أو ميدوز” في أقصى الطرف الشمالي لجزيرة نيوفوندلاند في كندا، وفق ما انتهت إليه نتائج دراسة جديدة.
تشير الدراسة التي نشرتها دورية “نيتشر” (Nature) اليوم “الأربعاء”، 20 أكتوبر، وأعدها باحثون من جامعات هولندية وألمانية وكندية، إلى أن “وجود الفايكنج في أمريكا الشمالية يعود إلى وقت مبكر من عام 1021 بعد الميلاد، أي قبل 1000 عام من اليوم، وقبل الرحلة الأولى لكولومبوس إلى الأمريكتين بحوالي 471 عامًا”.
أبحر الفايكنج في سفنهم الطولية الشهيرة مسافات طويلة إلى الغرب؛ إذ أقاموا مستوطنات في أيسلندا وجرينلاند ونيوفوندلاند في كندا، وفي حين لم يكن معروفًا على وجه الدقة متى وصل الفايكنج إلى أمريكا الشمالية عبر المحيط الأطلسي، تقدم الدراسة الجديدة تاريخًا دقيقًا لهذه الرحلة.
جمع الباحثون ثلاث قطع خشبية من ثلاث أشجار مختلفة جاءت جميعها من سياقات أثرية منسوبة إلى الفايكنج في “لانس أو ميدوز”، ثم قاموا بتحليلها باستخدام طريقة “التأريخ الإشعاعي”، التي أرجعت تاريخ تقطيع الفايكنج للخشب في المنطقة إلى عام 1021 بعد الميلاد.
وأظهر التحليل أن كل قطعة تضمنت أيضًا دليلًا واضحًا على القطع والتقطيع بواسطة شفرات معدنية لم يعرف عن السكان الأصليين في الجزيرة استخدامها، وكان التاريخ قابلًا للتحديد لأن عاصفةً شمسيةً ضخمةً حدثت في عام 992 بعد الميلاد، وأنتجت إشارةً مميزةً من الكربون المشع في حلقات الأشجار من العام التالي 993، وهو ما سهَّل من مهمة الباحثين في الوصول إلى النتائج.
التاريخ بالكربون
يعتمد التأريخ بالكربون المشع على تركيزات الكربون المشع في الغلاف الجوي عبر الزمن، ويتم التقاط هذه التركيزات بواسطة حلقات الأشجار، ومن خلال سجل حلقات الأشجار ذات الأعمار المعروفة، يمكننا رؤية هذه التركيزات عامًا بعد عام، إذ تتناقص تدريجيًّا عبر الزمن بسبب الاضمحلال الإشعاعي.
يشير “مايكل دي” -أستاذ علم الكرونولوجيا (العلم الذي يهتم بترتيب الأحداث أو الوقائع وفق فضائها الزمني وتسلسلها الهيكلي) بجامعة خرونينغن الهولندية، وقائد فريق البحث- إلى أنه “كان معروفًا بالفعل أن الفايكنج وصلوا إلى الأمريكتين، ولكن لم يكن معلومًا متى وصلوا على وجه الدقة، لذلك يعتبر هذا التاريخ المحدد من الآن فصاعدًا نقطةً مرجعيةً مهمةً لتأريخ المرة الأولى التي عبر فيها الإنسان المحيط الأطلسي”.
يضيف “دي” في تصريحات لـ”للعلم”: جاء الفايكنج من مجتمع منفصل تمامًا عن مجتمع السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، ومن المعقول أن يكونوا قد جلبوا معهم كائنات دقيقة مختلفة ومسببات للأمراض وأنواع حيوانية ونباتية، ومن المعقول أيضًا أنهم تفاعلوا مع السكان المحليين رغم وجود أدلة قليلة تدعم ذلك، كما عثر على أدلة أحفورية لنباتات تنمو في الجنوب أبعد من الجزيرة، وهو ما يعني أن الفايكنج توغلوا داخل قلب أمريكا الشمالية.
يضفي هذا التحليل مصداقيةً إضافيةً على القصص الملحمية التي تروى عن شعوب الفايكنج، والتي تسرد العديد من المغامرات في الأمريكتين، ومن ضمنها التفاعلات السلمية والعنيفة مع السكان المحليين.
يقول “دي”: استهوى الفايكنج امتلاك منازل جماعية كبيرة مبنية من الأخشاب المغطاة بالعشب، وتتراوح أبعاد أكبر منزل مكتشَف في “لانس أو ميدوز” بين 20 م × 8 م من الداخل، وعلى النقيض من الأمريكيين الأصليين، كان لدى الفايكنج دراية بالمعادن، لذلك عُثر على ورشة حدادة في هذا الموقع.
ويتابع: كان مجتمع الفايكنج طبقيًّا للغاية، وكانت هناك طبقات عليا وأخرى دنيا، لكنهم كانوا يقسمون العمل بين الرجال والنساء، وبشكل عام، كانوا حريصين جدًّا على مواردهم، وعندما تم التخلي عن هذا الموقع، أخذوا كل شيء معهم تقريبًا.
المصدر: ساينتيفيك أمريكان