الرئيسية » ناسا ترسل قمرا صناعيا بحجم “مايكروويف” لاختبار مدار قمري جديد

ناسا ترسل قمرا صناعيا بحجم “مايكروويف” لاختبار مدار قمري جديد

قررت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) استكشاف مدار جديد حول القمر، ولتنفيذ تلك المهمة، أرسلت الوكالة قمر صناعي صغير بحجم “ميكروويف”.

أطلقت وكالة ناسا مهمة جديدة تحمل الاسم الرمزي “كابستون” لاختبار نوع جديد من المدار القمري، وهو أمر سيساعد في إطلاق مهام برنامج أرتميس التابع لناسا إلى القمر.

وسيكون القمر الصناعي (كابستون كيوبسات)، أول من يسلك المسار الجديد حول القمر، وسيرسل معلومات لمدة 6 أشهر في الأقل.

ويرمز كابستون إلى عمليات تكنولوجيا نظام تحديد المواقع ذاتية الحكم وتجربة الملاحة.

وترغب وكالة ناسا في تجربة المدار الجديد حول القمر، آملةً في استخدامه خلال السنوات القادمة لهبوط رواد الفضاء مرة أخرى على سطح القمر.

وقد انطلقت المهمة في الساعة الـ5:55 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة على متن صاروخ من طراز “إلكترون” تابع لشركة روكيت لاب من مجمع الإطلاق 1 بمنشأة الإطلاق التابعة لروكيت لاب في شبه جزيرة ماهيا بنيوزيلندا.

ويوجد كابستون حاليا في مدار أرضي منخفض، وسوف يستغرق إدخال القمر الصناعي، الذي يبلغ وزنه 25 كيلوغراما حوالي أربعة أشهر للوصول إلى مداره القمري المستهدف، حسبما ذكرت ناسا.

وقد تم ربط كابستون بمحرك الفوتون القمرى الخاص بشركة روكيت لاب، وهي مرحلة ثالثة بين الكواكب سترسل المركبة كابستون أثناء سيرها إلى الفضاء السحيق.

وعلى مدار الأيام الستة المقبلة، سيشتعل محرك الفوتون بشكل دوري لتسريع مساره إلى ما بعد المدار الأرضي المنخفض، حيث سيقوم الفوتون بإطلاق القمر الصناعي كيوب سات على مدار نقل باليستي إلى سطح القمر.

وذكرت ناسا أن المركبة كابستون ستستخدم بعد ذلك الدفع الخاص بها وجاذبية الشمس لقطع بقية الطريق إلى القمر.

وجاءت المهمة بشكل سريع نسبيا، وبتكلفة زهيدة بالنسبة لناسا، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للمهمة 32.7 مليون دولار.

وقالت مورغان بيلي، المتحدث باسم شركة (روكيت لاب)، إن هذه المهمة هي الأكثر طموحا وتعقيدا للشركة حتى الآن، وتأتي بعد أكثر من عامين من التعاون مع ناسا.

وأضافت: “بالتأكيد سيكون هناك الكثير من المشاكل المقعدة التي يجب حلها، لكننا قمنا بالقضاء على هذه المشكلات واحدة تلو الأخرى، وهو الأمر الذي جعلنا سنتمكن من الاطلاق اليوم”.

المصدر: وكالات – شهبا برس 

اقرأ أيضاً: توليد وقود وأكسجين من تربة القمر.. اكتشاف جديد قد يطلق “عصر الفضاء”

توصلت دراسة جديدة إلى أنه قد يمكن تحويل تربة القمر إلى وقود صاروخي لتشغيل البعثات المستقبلية إلى المريخ.

فقد وجد تحليل للحبيبات الترابية الخشنة التي أعادتها مركبة الفضاء الصينية “تشانغ إيه 5” أن تربة القمر تحتوي على مركبات تحول ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين، بحسب بحث نشر في صحيفة “جول”. 

وتلك التربة غنية بالحديد والتيتانيوم، اللذين يعملان كمحفزات تحت أشعة الشمس ويمكنهما تحويل ثاني أكسيد الكربون والماء الذي تطلقه أجسام رواد الفضاء إلى أكسجين وهيدروجين ومنتجات ثانوية مفيدة أخرى مثل الميثان لتشغيل قاعدة قمرية.

كلفة منخفضة

وبحسب صحيفة”ديلي ميل” نظرًا لأن وقود الصواريخ يصنع من الأكسجين المسال والهيدروجين، فإن ذلك يسمح بإنشاء محطة وقود بين الكواكب لخفض التكاليف على القمر للرحلات إلى الكوكب الأحمر وما وراءه.

وتعد هذه الخطوة حيوية لوكالات الفضاء في جميع أنحاء العالم لأن تأمين الوقود أمر مكلف للغاية في مهمات الإطلاق إلى المدار.

ويعني المرور عبر الغلاف الجوي للأرض وسحب الجاذبية أن هناك حاجة إلى أطنان من الوقود في الثانية للإقلاع، لذا فإن تأمين الوقود من خارج سطح الأرض يمكن أن يوفر الكثير من المال.

كيف نحصل على الوقود؟

وفي هذا الإطار، قال المؤلف الرئيس للدراسة البروفيسور ينغفانغ ياو من جامعة نانجينغ في الصين: “نستخدم الموارد البيئية في الموقع لتقليل حمولة الصواريخ. توفر إستراتيجيتنا سيناريو لبيئة معيشية خارج الأرض مستدامة وبأسعار معقولة”. 

ويقترح الباحثون تقنية تسمى “التمثيل الضوئي خارج الأرض”، والتي تستفيد من التربة القمرية والإشعاع الشمسي، وهما أكثر الموارد وفرة على القمر.

ويحول هذا النظام المفترض الماء المستخرج من القمر ومن عادم تنفس رواد الفضاء إلى أكسجين وهيدروجين باستخدام طاقة ضوء الشمس.

ويتم أيضًا جمع ثاني أكسيد الكربون الذي ينفثه سكان القمر ودمجه مع الهيدروجين من الماء وتحفيزه بواسطة التربة القمرية.

وتنتج هذه العملية الهيدروكربونات مثل الميثان، والتي يمكن استخدامها كوقود، بينما ينتج ضوء الشمس الماء والأكسجين والوقود الذي يمكن أن يدعم الحياة على قاعدة القمر.

فريق البحث في جامعة نانجينغ ممسكاً بعينة تربة القمر

قرية قمرية

ويقدم البحث الأمل في إنشاء “قرية قمرية” تتضمن منصة انطلاق وعمليات تعدين.

ويقول العلماء إنّ القمر كنز دفين من الموارد القيمة، مع الذهب والبلاتين والمعادن النادرة الأخرى للجيل القادم من الإلكترونيات والتي تنتظر استخراجها.

ومن المقرر أن تختبر البعثات القمرية الصينية المستقبلية المأهولة طريقة الطاقة المتجددة المعروفة باسم التحليل الكهربائي.

وقال ياو: “إن طرقًا مختلفة يتم تجربتها لتحسين التصميم، مثل ذوبان التربة في مادة ذات بنية نانوية”. 

وتطلبت الأفكار السابقة مصادر طاقة من الأرض، حيث يمتلك مسبار المريخ التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” أداة تصنع الأكسجين من ثاني أكسيد الكربون، لكنها تعمل ببطارية نووية على متنها.

عصر الفضاء

وأضاف ياو: “في المستقبل القريب، سنرى صناعة رحلات الفضاء المأهولة تتطور بسرعة تمامًا مثل عصر الشراع في القرن السابع عشر عندما اتجهت مئات السفن إلى البحر، سندخل عصر الفضاء”. 

وتابع: “ولكن إذا أردنا إجراء استكشاف على نطاق واسع لعالم خارج الأرض، فسنحتاج إلى التفكير في طرق لتقليل الحمولة الصافية، مما يعني الاعتماد على أقل قدر ممكن من الإمدادات من الأرض واستخدام موارد خارج الأرض بدلاً من ذلك”. 

ويخطط مشروع أرتيميس الطموح التابع لناسا لإنشاء قاعدة قمرية بحلول عام 2028، جنبًا إلى جنب مع محطة فضائية على سطح القمر تسمى “غايت واي” لتسهيل الرحلات إلى المريخ.

وتأمل الصين في الفوز بالسباق إلى المريخ من خلال هبوط أول إنسان عليه في غضون السنوات العشر المقبلة.

وفي مارس/ آذار الماضي فتحت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” إحدى العينات التي تحتوي على تربة وصخور من القمر المختومة بالتفريغ لأول مرة بعد نحو 50 عامًا. 

ففي ديسمبر/ كانون الأول عام 1972، قام رائدا الفضاء في “ناسا”، يوجين سيرنان وهاريسون شميت، بالتنقيب في سطح القمر لجمع عينات من تربة القمر لنقلها إلى الأرض. 

وقال توماس زوربوشن، المدير المساعد لمديرية المهام العلمية في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، في بيان: “لقد أتيحت لنا الفرصة لفتح هذه العينة الثمينة بشكل لا يصدق والتي تم حفظها لمدة 50 عامًا في الفراغ”. وأضاف: “أخيرًا سنرى ما هي الكنوز الموجودة بداخلنا”. 

المصدر: ترجمات