الرئيسية » كأنها من عالم آخر.. هكذا تبدو برك ملحية نادرة اكتُشفت قبالة سواحل السعودية

كأنها من عالم آخر.. هكذا تبدو برك ملحية نادرة اكتُشفت قبالة سواحل السعودية

يتطلّع الأشخاص دائمًا لاستكشاف الفضاء الغامض، ولكن تذكّرنا اكتشافات مثيرة، مثل تلك التي أُعلن عنها مؤخرًا قبالة سواحل المملكة العربية السعودية، عن وجود مساحات شاسعة لم تُكتشف أسرارها بعد.

وأُعلن عن اكتشاف برك ملحية في البحر الأحمر، وتكمن أهميتها في ندرتها، بحسب ما ذكره المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة عن هذا الاكتشاف، ورئيس قسم علوم الأرض البحرية بجامعة ميامي في الولايات المتحدة الأمريكية، الدكتور سام بيركيس.

كأنها من عالمٍ آخر

واكتُشفت البحيرات الملحية في عام 2020 خلال رحلة استكشافية علمية قامت بها منظمة “OceanX” غير الربحية، وبتمويل من شركة “نيوم” السعودية.

وتتواجد البحيرات، والتي أُطلق عليها اسم “برك نيوم الملحية”، على عمق 1،800 متر تحت الماء قبالة الساحل السعودي في خليج العقبة.

ولكن ما هي البحيرات الملحية بالتحديد؟

وتبدو هذه البرك مثل البحيرات، أو البرك التي نراها على اليابسة، ولكنها تختلف من حيث أنها تقع تحت الماء.

وتمتلئ هذه البرك بمياه شديدة الملوحة تكوّنت من انحلال الرواسب المعدنيّة تحت قاع البحر.

وقال بوركيس: “تُعتبر برك المياه المالحة في أعماق البحار من بين أكثر البيئات تطرفًا على وجه الأرض لأنها تتشكّل على عمق كبير”.

واكتُشفت هذه البرك بواسطة مركبة تعمل عن بعد.

ويعكس المحلول الملحي أضواء المركبة، ولذلك تظهر البرك كسطح عاكس، ويمكن تخيّل ذلك عبر تصوّر تجمّع للزئبق، ولذلك: “تظهر البرك وكأنها من عالم آخر، أو من خارج كوكب الأرض”، وفقًا لما وصفه بوركيس.

وحتّى الآن، عُثر على البرك الملحية في البحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط، وخليج المكسيك.

تكشف عن أرشيف من الظواهر الطبيعية

ويمنح هذا الاكتشاف فرصة أخرى لدراسة مثال على أكثر أشكال الحياة تطرفًا على الكرة الأرضية.

وبفضل النوى التي اُخذت من “برك نيوم المالحة”، أثبت العلماء إمكانية الوصول إلى أرشيف من الظواهر الأوقيانوغرافية، والمناخية المتطرفة، والأحداث الجيولوجية، بدقّة غير مسبوقة.

وهذه سمة تميّز هذا الاكتشاف بالتحديد، فلم يسبق أن تم العثور على برك ملحية عميقة، وبالقرب من الساحل.

وأوضح بوركيس: “يسمح هذا بمستوى رائع من حفظ السجلات الرسوبية للمناخ في الماضي، والزلازل، وأمواج التسونامي”.

وذكر بوركيس أنه من خلال هذه السجلات “يمكننا إعادة بناء المناخ الذي حدث خلال الألفي عام الماضية، بما في ذلك الفيضانات الناجمة عن تساقط الأمطار الشتوية الشديدة، والتي يبدو أنها تزداد وتيرة رُغم أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت أكثر سخونة وجفافًا بمرور الوقت بسبب الاحتباس الحراري”.

ويؤدي انعدام الأكسجين في هذه البرك إلى استبعاد جميع أشكال الحياة الحيوانية، ولكنه يوفر موطنًا لمجتمع غني للميكروبات “المحبّة للظروف القاسية”، أو “إكستريموفيل”.

ويُساعد هذا الاكتشاف في فهم حدود الحياة على الأرض، وتطبيق ما نعرفه عند البحث عن أشكال الحياة في مكان آخر في نظامنا الشمسي، وما خلفه.

المصدر: CNN