رصدت المركبة الشمسية المدارية “أنبوبا” من غازات الغلاف الجوي الأكثر برودة يشق طريقه عبر المجال المغناطيسي للشمس، في ما يشبه “الثعبان”.
يُظهر مقطع الفيديو “ثعبانا شمسيا” يشق طريقه عبر سطح الشمس في خط متعرج بدءا من نقطة مضيئة على الجانب الأيمن السفلي من النجم.
وتوفر الملاحظة إضافة جديدة مثيرة للاهتمام إلى الميزات التي كشفت عنها مهمة “سولار أوربيتر” (Solar Orbiter)، التي تقودها وكالة الفضاء الأوروبية، خاصة وأن الثعبان كان مقدمة لثوران أكبر بكثير.
شوهد “الثعبان” في 5 سبتمبر 2022، عندما كانت مركبة “سولار أوربيتر” تقترب من الشمس لتحقق مرورا وثيقا حدث في 12 أكتوبر.
وهذا “الثعبان”، في الواقع، أنبوب من البلازما الباردة المعلقة بواسطة الحقول المغناطيسية بالبلازما المحيطة الأكثر سخونة في الغلاف الجوي للشمس.
والبلازما هي حالة من المادة يكون فيها الغاز ساخنا لدرجة أن ذراته تبدأ في فقدان بعض جزيئاتها الخارجية التي تسمى الإلكترونات. وتجعل هذه الخسارة الغاز مشحونا كهربائيا، وبالتالي عرضة للمجالات المغناطيسية.
وكل الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للشمس عبارة عن بلازما لأن درجة الحرارة هناك تزيد عن مليون درجة مئوية.
وتتبع البلازما الموجودة في “الثعبان” خيطا طويلا بشكل خاص من المجال المغناطيسي للشمس، الذي يمتد من جانب إلى آخر من جوانب الشمس.
تم إنشاء مقطع الفيديو بتقنية “الفاصل الزمني” من صور التقطت بالتصوير فوق البنفسجي بواسطة أداة Extreme Ultraviolet Imager على متن المركبة الشمسية “سولار أوربيتر”.
وفي الواقع، استغرق “الثعبان” نحو ثلاث ساعات لإكمال رحلته عبر السطح الشمسي، ما يعني أن البلازما كانت تسافر بسرعة فائقة تبلغ نحو 170 كيلومترا (106 ميلا) في الثانية.
ومما يجعل “الثعبان” مثيرا للاهتمام أنه بدأ من منطقة نشطة شمسيا اندلعت لاحقا، وأطلقت مليارات الأطنان من البلازما في الفضاء. وهذا يثير احتمال أن يكون “الثعبان” بمثابة مقدمة لهذا الحدث.
وبالنسبة لكاشف الجسيمات النشطة (EPD)، وهو واحدة من مجموعة أدوات من الحمولة العلمية على متن مهمة “سولار أوربيتر” المخصصة لدراسة الطاقة الشمسية، كان الانفجار البركاني أحد أكثر أحداث الجسيمات نشاطا في الطاقة الشمسية التي تم اكتشافها حتى الآن بواسطة الجهاز.
والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن البلازما الناتجة عن هذا الانفجار البركاني، والمعروفة باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي، اجتاحت “مسبار باركر” الشمسي، التابع لناسا، ما سمح لأجهزته بقياس محتويات الانفجار البركاني.
وتعد القدرة على رؤية انفجار بركاني ثم أخذ عينات من الغازات المقذوفة، إما باستخدام أدوات المسبار الخاصة أو تلك الخاصة بمركبة فضائية أخرى، أحد الأهداف العلمية الرئيسية لمهمة “سولار أوربيتر”. وسيسمح هذا بتطوير فهم أفضل للنشاط الشمسي وللطريقة التي يُخلق بها “طقس الفضاء”، والذي يمكن أن يعطل الأقمار الصناعية والتقنيات الأخرى على الأرض.
وتقود وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) مهمة “سولار أوربيتر”، أو المتتبع الشمسي (سولو)، بالشراكة مع وكالة ناسا. وقد تم إطلاق المركبة الفضائية في أوائل عام 2020 لبدء مهمة دراسة المناطق القطبية الغامضة من الشمس والتقاط صور غير مسبوقة لنجمنا المتقلب المزاج.
وستساعد البيانات التي تم جمعها عن “الثعبان” وثوران البركان بواسطة “سولار أوربيتر” و”مسبار باركر” التكميلية، التابعة لناسا، العلماء على فهم نشاط شمسنا بشكل أفضل وكيف يولد طقسا فضائيا يمكن أن يؤثر على أنظمة الاتصالات والملاحة على الأرض.
المصدر: سي نت