واصلت أضخم طائرة تمكن البشر من صناعتها التجارب الناجحة، وتمكنت قبل أيام من الآن من التحليق لستة ساعات متواصلة في أطول تجربة تجري عليها حتى الآن، فيما يتوقع أن يؤدي دخول هذه الطائرة إلى الخدمة إلى تغيير جذري في صناعة السياحة والسفر والشحن على مستوى العالم وإلى الأبد.
وتتميز الطائرة العملاقة الجديدة والمبتكرة بأن سرعتها تفوق سرعة الصوت، كما أن حجمها غير مسبوق وتقترب من أن تكون مدينة طائرة في الجو، كما أن شكلها غير مسبوق في عالم الطيران أيضا.
ونشرت جريدة “ديلي ميل” البريطانية تقريراً قالت فيه إن الطائرة العملاقة نجحت في التجربة التي أجريت قبل أيام في سماء الولايات المتحدة، واستطاعت التحليق بنجاح لمدة ست ساعات متواصلة، ثم هبطت بسلام وأمان دون أن تواجه أية مشاكل.
وقالت الصحيفة إن الطائرة هي أكبر مركبة تحلق في السماء تمكن البشر من صناعتها حتى الآن، حيث لها جناحين هما أطول من ملعب كرة قدم، وتمكنت أخيراً من استكمال رحلة تجريبية جديدة محطمة للأرقام القياسية السابقة بعد التحليق بنجاح لمدة 6 ساعات.
ويبلغ طول جناحي الطائرة 383 قدماً، وحلقت مؤخراً فوق صحراء موهافي في كاليفورنيا بالولايات المتحدة في رحلة تجريبية استغرقت 6 ساعات لتحقق رقماً قياسياً جديداً.
وأجرت الطائرة الحاملة (Stratolaunch Roc)، أو (Roc)، رحلتها التجريبية الثانية أثناء حملها لمركبة اختبار الفصل (Talon-A).
وتعد مركبة الاختبار (Talon-A) طائرة اختبار قابلة لإعادة الاستخدام يبلغ طولها 28 قدماً ويمكنها حمل الحمولات بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمسة أضعاف.
وتعد الرحلة خطوة مهمة لتقدم الشركة نحو “اختبار الفصل” وأول رحلة تفوق سرعة الصوت خلال النصف الأول من عام 2023.
والرحلة التجريبية التي جرت قبل أيام هي الرحلة التاسعة للطائرة العملاقة، وكان الهدف من هذه التجربة الأخيرة الطيران خارج منطقة موهافي المحلية لأول مرة وتقييم بيئة الفصل.
وقال زاكاري كريفور، الرئيس التنفيذي ورئيس شركة ستراتولونش: “يواصل فريقنا المذهل إحراز تقدم في الجدول الزمني للاختبار، ومن خلال عملهم الشاق أصبحنا أقرب من أي وقت مضى إلى الفصل الآمن لأول مركبة تفوق سرعة الصوت في اختبارات الطيران”.
وأضاف إن المركبة (Talon-A) هي واحدة من سلسلة مركبات (Talon) التي تعمل بالطاقة الصاروخية التي طورتها شركة (Stratolaunch) والتي يمكن أن تصل إلى سرعة 6 ماخ، أو ستة أضعاف سرعة الصوت.
وستجري الطائرة الحاملة (Roc) الآن اختبار إسقاط للنموذج الأولي (Talon-A) فوق المحيط الهادي في ديسمبر المقبل، وإذا نجحت الشركة فإنها تهدف إلى إطلاق أول طائرة من نوعها تفوق سرعة الصوت.
وتتقدم شركة (Stratolaunch) أيضاً في تصنيع مركباتها الأولى والثانية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي يمكن إعادة استخدامها بالكامل.
وقال كريفور: “سيوفر التقييم الشامل لظروف الإطلاق بيانات لتقليل المخاطر وضمان إطلاق نظيف وآمن خلال الاختبارات المستقبلية”، وتابع: “نحن متحمسون لما ينتظرنا هذا العام حيث نقدم خدمة اختبار الطيران التي تفوق سرعتها سرعة الصوت على الإنترنت لعملائنا والأمة”.
وتزن الطائرة (Roc) التي يبلغ طولها طول ملعب كرة قدم من المرمى إلى المرمى ما يقرب من 500 ألف رطل بدون أي شحنة، ولكن يمكن أن تقلع بحد أقصى يبلغ 1.3 مليون رطل.
وتسير الطائرة بمساعدة 28 عجلة وبمجرد أن يتم نقلها جواً يتم تشغيلها بواسطة ستة محركات طائرات 747.
وتم تطوير الطائرة من قبل الشركة التي تأسست في عام 2011، وشارك في تأسيس الشركة المؤسس المشارك لشركة “مايكروسوفت” الراحل بول ألين.
وتوفي ألين عن عمر يناهز 65 عاماً في أكتوبر 2018 بسبب مضاعفات سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية، قبل أقل من عام من طيران ستراتولونش لأول مرة.
المصدر: ديلي ميل