يقدم العلماء جائزة بقيمة 250 ألف دولار لأي شخص يمكنه قراءة سلسلة من المخطوطات التي يبلغ عمرها 2000 عام والتي تفحمت أثناء ثوران بركان فيزوف.
فبحسب صحيفة “ديلي ميل”، فعندما قضى بركان على بومبيي في عام 79 بعد الميلاد، دُفنت مئات النصوص من مكتبة هيركولانيوم وتفحمت.
وعادت إلى الظهور في عام 1752 في فيلا بالقرب من خليج نابولي والتي يعتقد أنها تنتمي إلى والد زوجة يوليوس قيصر، لكن محتوياتها ظلت لغزًا.
مسابقة لفك الرموز
وقد أطلق فريق من الباحثين مسابقة بعد أن أظهروا أن نظام الذكاء الاصطناعي يمكنه استخراج الحروف والرموز من صور الأشعة السينية عالية الدقة لصحائف هيركولانيوم.
وتم تدريب خوارزمية التعلم الآلي هذه على قراءة الحبر على كل من الطبقات السطحية والمخفية للّفائف غير المفتوحة.
وقال الباحث الرئيسي، البروفيسور برنت سيلز، عالم الكمبيوتر في جامعة كنتاكي، لصحيفة “الغارديان”: “لقد أظهرنا كيفية قراءة حبر هيركولانيوم”، مشيرًا إلى أن ذلك يمكّن من الكشف عما يصل إلى 80% من المجموعة.
يمنح ذلك الفرصة للكشف عن 50 أو 70 أو 80% من المجموعة بأكملها.
فك تشفير صور بالأشعة السينية
وقام الباحثون بإصدار البرنامج الذي استخدموه بالإضافة إلى آلاف الصور ثلاثية الأبعاد بالأشعة السينية لاثنين من اللفائف وثلاثة أجزاء من ورق البردي لمساعدة الآخرين في فك تشفير الوثائق.
وأمل العلماء أن تتمكن فرق البحث من جميع أنحاء العالم من مساعدتهم على تحسين برامج الذكاء الاصطناعي وتحقيق هدفهم.
وستنافس كل مجموعة بحثية للحصول على جائزة قيمتها 150 ألف دولار. وتُمنح الجائزة لمن يمكن أن يكون أول من يقرأ أربعة مقاطع نصية من الطبقات الداخلية للفائف قبل نهاية هذا العام.
وستتوفر أيضًا جوائز أخرى بقيمة 100 ألف دولار لأولئك الذين يمكنهم اكتشاف الحبر في اللفائف، التي تعود لخمسينيات القرن الثامن عشر، بعد عمليات المسح بالأشعة السينية ثلاثية الأبعاد.
وكُتبت معظم مخطوطات هيركولانيوم التي تم تحليلها حتى الآن باليونانية القديمة، لكن رأى الباحثون أن بعضها قد يحتوي على نصوص لاتينية أيضًا.
ويعرض متحف أنتيكواريوم في إيطاليا ما تبقى من مدينة بومبيي الرومانية القديمة التي دمرها بركان فيزوف منذ ألفي عام. ويضم ما بقي من آثار الحجر والحيوان والشجر وعشرات التمائم والتماثيل. ويؤرخ كل ركن منه للمدينة قبل الانفجار فيما تتوالى اكتشافات الآثار الجديدة.
وكان المدير العام للحديقة الأثرية في بومبيي ماسيمو أوسانا قد شرح في حديث سابق إلى “العربي” أن هذا المتحف يأخذ الزائر عبر قرون من تاريخ البلدة.
المصدر: العربي – ترجمات