الرئيسية » تلسكوب جيمس ويب يرصد أبعد مجرة مكتشفة على الإطلاق في العصور الأولى للكون

تلسكوب جيمس ويب يرصد أبعد مجرة مكتشفة على الإطلاق في العصور الأولى للكون

تمكن تلسكوب (جيمس ويب) من رصد أبعد مجرة مكتشفة على الإطلاق، التي يُعتقد أنها تشكلت في العصور الأولى للكون، بحسب دراستين نُشرت نتائجهما الثلاثاء.

ويعود تاريخ تكوّن هذه المجرات إلى فترة تراوح بين 300 مليون سنة و500 مليون سنة بعد الانفجار العظيم (الذي حدث قبل 13.8 مليار سنة)، وفق ما ورد في دراستين نُشرتا في مجلة “نيتشر أسترونومي”.

وكان عمر الكون حينئذ يوازي 2% فقط من عمره الحالي، في ما يسمى فترة عودة التأيّن، أي حين عاد الكون ليتقد نوعًا ما وبدأ في إنتاج عدد هائل من النجوم، بعد فترة سُمّيت العصور المظلمة.

رسم تخطيطي لنتائج التحليل الطيفي من تلسكوب جيمس ويب الفضائي يُظهر أربع مجرات (ناسا)

وأكدت الكاميرا “نيركام” (NIRCam) المدمجة بالتلسكوب، بفضل قدرتها القوية على سبر الأشعة دون الحمراء، إلى جانب التحليل الطيفي الذي يحلل الضوء المتأتي من جسم ما لتحديد عناصره الكيميائية، “بشكل لا لبس فيه” وجود 4  مجرات تقع كلها على الجانب الأحمر في أقاصي الطيف، أي أنها بعيدة جدًّا.

وأوضح ستيفان شارلو، من معهد الفيزياء الفلكية في باريس، وهو أحد معدي الدراسة، لوكالة الصحافة الفرنسية أن أبعد المجرات التي رصدها تلسكوب جيمس ويب، والتي يُطلق عليها اسم JADES-GS-z13-0، تكونت “بعد 320 مليون سنة من الانفجار العظيم”، وضوؤها هو الأبعد الذي رصده علماء الفلك على الإطلاق.

كذلك، أكد التلسكوب الفضائي وجود المجرة GM-z11، التي يرجع تاريخها إلى 450 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، والتي اكتُشفت أولًا عبر تلسكوب هابل.

ومن المعلوم أنه كلما كانت المجرات بعيدة، أي حديثة العهد، زادت صعوبة اكتشافها نظرًا لضعف الإشارة الضوئية المتأتية منها.

وتتمتع المجرات الـ4 التي رصدها تلسكوب جيمس ويب بكتلة منخفضة جدًّا، تقرب من 100 مليون كتلة شمسية، فيما تضم مجرة درب التبانة على سبيل المثال 1500 مليار كتلة شمسية. لكنّ هذه المجرات “نشطة للغاية في تكوين النجوم، نسبة إلى كتلتها”، بحسب العالم الفيزيائي.

وتتشكل النجوم هناك “بالوتيرة نفسها تقريبًا كما في درب التبانة”، وهي سرعة “مفاجئة جدًّا قياسًا إلى هذه المرحلة المبكرة جدًّا من تشكّل الكون”، وفق ما يعلق هذا الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.

وتبيّن أيضًا وفق الباحثين أن هذه المجرات “فقيرة جدًّا في المعادن”، وهو اكتشاف يتوافق مع النموذج القياسي لعلم الكونيات: كلما اقتربنا من أصول الكون، قلّ الوقت المتاح للنجوم لتشكيل هذه الجزيئات المعقدة.

يتميز تلسكوب جيمس ويب بقدرته على رصد الكواكب والمجرات البعيدة جدًا والتي تعود إلى مئات الملايين من السنين الضوئية، وهو أحد أفضل التقنيات المتاحة لاستكشاف الكون.

وتلسكوب “جيمس ويب” الفضائي يُعَد ثمرة تعاون بين ناسا ووكالة الفضاء الأوربية (ESA) ووكالة الفضاء الكندية (CSA)، ويأتي تتويجًا لجهود آلاف المهندسين ومئات العلماء و300 جامعة ومؤسسة وشركة من 29 ولاية أمريكية و14 دولة حول العالم.

وبلغت تكلفة التلسكوب جيمس ويب 10 مليارات دولار أمريكي، وأُطلق على متن صاروخ أوربي عملاق من قاعدة “كورو” الفضائية في غويانا الفرنسية.

المصدر: وكالات