تمكنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” من إعادة التواصل مع مروحية “إنجينويتي” على سطح الكوكب المريخ بعد فترة طويلة من الصمت اللاسلكي. وكانت المروحية قد صمدت لمدة أطول بكثير من المدة المتوقعة لمهمتها الأولية، حيث تم تصميمها لتحقيق فترة قياسية تصل إلى ثلاثين يومًا فقط، لكنها استمرت لفترة أطول من ذلك وأجرت خمس رحلات تجريبية.
استخدمت المروحية في عدة مناسبات كونها وسيلة استكشاف جوية تعاونت مع المسبار الجوال “برسيفرنس” في البحث عن أدلة على وجود حياة ميكروبية قديمة على الكوكب. وتركزت جهود الاستكشاف على البحث عن علامات على وجود مياه وظروف ملائمة للحياة في الماضي البعيد، حيث كان المريخ أكثر رطوبة وحرارة مما هو عليه الآن.
تم إطلاق المروحية في الرحلة الـ52 في نيسان/أبريل الماضي، ولكن المشكلة في الاتصال حدثت عندما هبطت على السطح بعد رحلة استمرت دقيقتين تقريبًا على ارتفاع 363 مترًا. توقع مسؤولو المهمة فقدان الاتصال بسبب التضاريس والتلال التي تحجب الإشارة بين المروحية والمسبار الجوال.
قال جوشوا أندرسون، رئيس فريق إنجينويتي في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، “كانت هذه أطول فترة بدون أخبار عن إنجينويتي خلال المهمة”. وأشار إلى أن المروحية تم تصميمها لتكون قادرة على التصرف بشكل مستقل عند فقدان الاتصال، ولكنهم كانوا مرتاحين عندما استعادوا الاتصال بها.
وتشير البيانات حاليا إلى أن المروحية في حالة جيدة. وإذا تم التحقق من الفحوصات الأخرى بشكل إيجابي، سيتم تجهيز إنجينويتي للرحلة التالية في اتجاه نتوء صخري يستكشفه فريق “برسيفرنس”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها مروحية “إنجينويتي” مشاكل في الاتصال. في شهر نيسان/أبريل، فُقد الاتصال بها لمدة تقارب الستة أيام أثناء استكشافها واديًا قديمًا. وفي تدوينة على المدونة، أشار كبير المهندسين في المهمة، ترافيس براون، إلى أنها كانت فترة طويلة ومؤلمة.