منذ مئة يوم دخل الروس بشكل مباشر في الحرب ضد السوريين إلى جانب بشار الأسد، الحملة الجوية التي طالت معظم المناطق المحررة والخارجة عن سيطرة نظام الأسد تسببت باستشهاد مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء وصحفيون وعاملون في الدفاع المدني، ومع ذلك لم تحقق هذه الغارات شيئا يعتد به لحلفاء روسيا على الأرض.
كان آخر المجازر المرتكبة تلك التي حدثت في معرة النعمان أمس، والتي راح ضحيتها 40 شخصاً على الأقل وجرح المئات وتسببت بدمار كبير في وسط المدينة.
وتتهم منظمات حقوقية وإغاثية روسيا بارتكاب جرائم حرب واستخدام أسلحة محرمة دوليا، بينها قنابل النابالم الحارق والقنابل العنقودية شديدة الفتك، وتركزت معظم الغارات الروسية على المناطق المحررة التي ينتشر فيها الجيش السوري الحر وهي على عكس تصريحات روسية التي قالت إنها دخلت الحرب لقتال داعش.
وبدأت الغارات الروسية في 30 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حيث حلقت أولى الطائرات الحربية الروسية في أجواء سوريا، ووفق ما ورد في تقارير من منظمات حقوقية وإغاثية دولية فإن الآلاف من طلعات سلاح الجوّ الروسي أسفرت عن مجازرَ تعد جرائم حرب اقترفت باستعمال قنابل محرمة دوليا وصواريخ ذاتية الدفع.
وكان نحو مئة طفل ومثلهم من النساء ضحايا هذه الضربات، كما أحصت جهات معنية أكثر من تسعمئة مدني قضوا تحت أنقاض منازلهم، كان أغلبهم في الغوطة الشرقية وحلب وريف إدلب، وقتل جراء هذه الضربات 88 من متطوعي الدفاع المدني.
نالت حلب والشمال السوري الحصة الأكبر من العدوان الروسي على سوريا وتركزت الهجمات الجوية الروسية على ريف حلب الشمالي والجنوبي بشكل خاص والتي تسببت بمقتل المئات من المدنيين، وساعد داعش والميليشيات الكردية في التمدد أو في الحفاظ على مواقعها على الأقل على حساب الثوار.