أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن روسيا وتركيا ربما تكونان قد توصلتا إلى اتفاق بإقامة منطقة آمنة شمالي سوريا، وذلك بعد أسبوع من غارات جوية نفذها الطيران الروسي على مواقع تابعة لتنظيم داعش في سوريا، في إطار دعم موسكو لأنقرة في حربها ضد التنظيم.
وبحسب محللين ومراقبين، فإن الاتفاق التركي–الروسي يقضي بإقامة منطقة آمنة شمالي سوريا مقابل تراجع تركيا عن جهودها للإطاحة بالأسد، وتعزيز قبضته على المدن الرئيسية في جنوبي البلاد.
وبحسب جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في أنقرة، فإن التقارب التركي–الروسي يبدو تقارباً "تكتيكياً" إلى حد كبير، "فروسيا يمكن أن تقبل بجيش تابع لتركيا في شمالي سوريا على ألا يهدد سلطة الأسد، كما أن روسيا تسعى لتكون منافسةً لأمريكا في دعمها لتركيا مقابل دعم أمريكا للأكراد السوريين، وتقدم روسيا حالياً الدعم الجوي للأتراك في حربهم على تنظيم الدولة، في حين لا تفعل أمريكا ذلك، ولا أعرف لماذا لا تفعل".
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، كان قد تحدث بشكل إيجابي رغم بعض العبارات الغامضة، عن التعاون مع روسيا في مجال مكافحة تنظيم الدولة، خاصة أن استراتيجية الرئيس باراك أوباما بالتعاون مع روسيا، انهارت بعد أن أظهرت موسكو دعمها العسكري الكبير للأسد.
وتقول الصحيفة إن تركيا بدأت العملية العسكرية في منطقة الباب شرقي حلب من دون التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى دون الاستفادة من الغطاء الجوي الذي يمكن أن توفره واشنطن، وهو ما يعتبره دون دوريان قراراً تركياً مستقلاً بالعمل بعيداً عن واشنطن.
مسؤولون أمريكيون تحدثوا عن تعطل الضربات الجوية الأمريكية في شمالي سوريا، مؤكدين أن الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى طلب تركيا عدم تحليق أي طائرات خلال مرحلة عملياتها العسكرية في منطقة الباب، فضلاً عن سوء الأحوال الجوية بالمنطقة.
إلا أن تركيا عادت، وفقاً للمصادر الأمريكية، للسماح بطائرات أمريكية من دون طيار بالتحليق في المنطقة والسماح أيضاً لطائرات أمريكية بـ"استعراض القوة" فوق منطقة الباب الأسبوع الماضي، الأمر الذي قد يمهد لمشاركة أمريكية خلال الفترة المقبلة في الضربات الجوية على مواقع تنظيم الدولة بسوريا.
بكل المقاييس، تقول الصحيفة، إن التعاون الناشئ بين أنقرة وموسكو يعتبر تطوراً لافتاً، وهو مغاير تماماً للوضع الذي كانت عليه العلاقات عندما قررت روسيا الدخول عسكرياً لمساندة الأسد في أيلول 2015، وما تبع ذلك من أزمة تفاقمت بين البلدين في أعقاب إسقاط تركيا طائرة روسية، قالت أنقرة إنها خرقت مجالها الجوي، حيث تدهورت العلاقات بين البلدين ووصلت إلى حد القطيعة الاقتصادية.
غير أن حسابات البلدين تغيرت بعد ذلك، خاصة بعد إدراك روسيا أن الأسد ليس لديه قوات كافية على الأرض للسيطرة على البلاد كاملة، وأيضاً ما أدركته تركيا لاحقاً بأن أكراد سوريا قد ينجحون في إنشاء كانتون (تقسيم إداري) لهم على الحدود في حال بقيت أنقرة بعيدة عن التدخل في سوريا.