الرئيسية » داريا ماتزال صامدة عصية على قوات الأسد

داريا ماتزال صامدة عصية على قوات الأسد

تمكن الثوار في مدينة داريا بريف دمشق من التصدي لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها والتي حاولت التقدم داخل المدينة المحررة مستخدمة القصف والتمهيد الناري العنيف من قبل الدبابات والمدفعية الرابضة في محيط المدينة.

هجوم قوات الأسد والميليشيات بدأ في السادسة صباح الثلاثاء الماضي، حيث تلا إمطار المدينة بوابل من الصواريخ وقذائف المدفعية، دخول قوات الأسد لإحدى نقاط الجبهة الغربية تحت تغطية جوية عنيفة من الطيران الحربي، ما مكّنها من السيطرة على نقاط متقدمة غربي المدينة. إلا أن الثوار تمكنوا من الالتفاف على القوة المتقدمة، وإيقاعها في كمين أدى إلى مقتل العشرات وإصابة معظم عناصر القوة المهاجمة، والسيطرة على أسلحتها الخفيفة والمتوسطة.

تزامنت العمليات العسكرية من الجهة الغربية مع محاولة قوات الأسد والميليشيات إشعال الجبهة الشرقية للمدينة، في قطاع الجمعيات، لتشتيت الثوار وتسهيل السيطرة على مواقع في لقب المدينة، لكنها فشلت في مسعاها، وخسرت أكثر من عشرة قتلى، بالإضافة إلى تدمير مدرعة ومقتل طاقمها.

والهدف الأبرز للعمليات العسكرية الأخيرة لقوات الأسد والميليشيات هو قطع الطرقات الواصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام، بغرض إحكام الحصار على داريا، ونشر قوات برية وإقامة نقاط متقدمة جنوبي الساتر الترابي الفاصل بين المدينتين. وقد عملت قوات الأسد والميليشيات الأجنبية طوال الأشهر الأخيرة على تضييق الحصار على مدينة داريا لمنع وصول المواد الغذائية لمن تبقى فيها، ومنع وصول المؤازرات العسكرية اليها من معضمية الشام.

تعتبر داريا من أكبر مدن الريف الدمشقي الغربي، وتمتلك موقعاً استراتيجياً لالتصاقها بدمشق، وتتمركز حولها أهم الوحدات القتالية التابعة لقوات الأسد وميليشياته كـ "الفرقة الرابعة" و"الفرقة الأولى" وعدد من ألوية المشاة والمدفعية التابعة لـ "الفرقة السابعة". كما أن المدينة ملاصقة لمطار المزة العسكري و"إدارة المخابرات الجوية" والطريق الدولي درعا-دمشق، وفروع لـ "الأمن العسكري" وعشرات الحواجز ومساكن الضباط.

يذكر أن قوات الأسد قصفت أحياء متفرقة من المدينة بنحو ست غارات من الطيران الحربي، وبعشرة براميل متفجرة من الطيران المروحي، بالإضافة لعشرات الصواريخ أرض- أرض  القادمة من الفرق والثكنات العسكرية القريبة من المدينة.

 

وتعتبر مدينة داريا مثالاً يحتذى به حيث لا تزال فيها الروح الأولى للثورة ولم تدخلها تيارات فكرية أو أيديولوجيات متنوعة ولم تؤثر على شكل الثورة هناك لتشهد المجالس العسكرية والخدمية وئاماً قل نظيره في سوريا على الرغم من الحصار المطبق الذي تعيشه المدينة وأهليها.