الرئيسية » “مارع” درةُ عاصمة الشهادة ” حلب ” تقتل بصمت

“مارع” درةُ عاصمة الشهادة ” حلب ” تقتل بصمت

لجأت إليها في بدايات الثورة عندما كانت معقلاً شامخاً للثوار وساحة مضيئة للمظاهرات السلمية التي طالبت بالتغيير والحرية , وعايشت خلال تلك الفترة هامات عالية وهمم رجال لا تكل ولا تمل في مطالباتها ودفاعها عن حقوقها المشروعة , ومع تحرير أحياء حلب الشرقية رجعت ومن معي إلى مسقط رأسنا " حلب " التي أسميتها مؤخراً ولاية الموت ولاية البراميل القاتلة .

 

كانت العودة إلى " مارع " بعد تعرض مدينتي حلب لموجة جنونية من التهجير والقتل بالبراميل المتفجرة التي مارستها قوات الأسد على مدى عدة شهور تحولت خلالها الأحياء المحررة لخرائب خاوية على عروشها تحكي ألاف القصص والمآسي لأناس تركوها وكثيرين ممن غطاهم ركام المنازل .

 

" مارع " اليوم تتعرض للقتل الممنهج تستفيق على هدير طائرات الأسد الحربية وصواريخها الفراغية وتنام على البراميل التي تلقيها الطائرات المروحية والتي قتلت العشرات من أطفالها ونسائها , وليس ببعيد ذلك اليوم المشؤم الذي إستهدفت فيه قوات الأسد وسط المدينة مع منتصف الليل بصاروخ أرض أرض والذي أحدث دمار هائل في كتلة سكنية كبيرة وحولها لركام على رؤس أهليها , تم توثيق ما يقارب العشرون شهيداً في تلك الليلة المروعة وعشرات الجرحى .

 

إن قوات الأسد بدأت بتنفيذ سياساتها بشكل واضح والتي تتمثل بقتل كل شيئ و تعتبر كل قاطني المناطق المحررة إرهابيين وخارجين عن سلطة الحاكم الوريث , وما عزز من سياساتها تلك هو الصمت الدولي والعربي عن المجازر المتكررة والتي أصبحت يومية .