كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن تورط سباقات "فورمولا 1" العالمية بتمويل مضمار قريب من سجن "صيدنايا" الرهيب التابع لقوات الأسد، والذي شهد تعذيب وإعدام الآلاف.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن الجهاز المنظم لفورمولا 1، والمعروف باسم الاتحاد الدولي للسيارات، قدم أموالا لـ"نادي السيارات السوري"، بهدف تدريب سائقين للمنافسة في مسابقات محلية.
وأضافت أن النادي السوري يستخدم تلك الأموال لتطوير مضمار يبعد بضع كيلومترات "عن موقع أعدم فيه 13 ألف شخص"، في إشارة إلى صيدنايا، شمال دمشق.
وتابعت الصحيفة أن ذلك يأتي رغم ما تعيشه البلاد من حرب طاحنة، في ظل نظام دكتاتوري، ورغم التقارير الأممية والدولية بحجم جرائم الأسد.
ولفت التقرير إلى أن المشروع يعود إلى عام 2014، وأنه بدأ كدعم لتعزيز إجراءات ووسائل الحماية للسباقات، إلا أن الأموال باتت تخصص اليوم لتطوير المضمار.
ووفقاً للتقرير فإن "النادي السوري للسيارات"، قد مُنح تمويلاً لتدريب سائقي السيارات الذين سيتنافسون لاحقاً في بطولة محلية. وأن الأموال قُدمت من قبل برنامج المنح في الهيئة الإدارية للاتحاد الدولي للسيارات “فيا FIA“ التي تتولى تنظيم المسابقات في 144 دولة، والتي لا تمتلك “فومولا 1“ سلطة عليها في كيفية تمويل هذه المسابقات.
ونقلت الصحيفة عن كريس دويل مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني قوله: ”يجب تحقيق توازن دقيق بين عدم دعم نظام يواصل ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وبين معاقبة الشعب السوري الذي يجب أن يكون قادرًا على الحياة.. لا تزال سوريا عضواً في الاتحاد الأولمبي الدولي والفيفا وغيرها من الهيئات الرياضية“.
وأشار إلى أن قيمة الأموال التي تسلمها النادي السوري، والذي يدعمه الأسد كذلك، ربما تبلغ 250 ألف يورو، من أصل حزمة مجموعها 14.1 مليون يورو.
وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت في العام 2017، إن نظام الأسد أعدم نحو (13) ألف معتقل في سجن صيدنايا، الذي وصفته المنظمة بـ” مكان للقتل والتعذيب والإخفاء القسري والإبادة”.