نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تردي الوضع في محافظة إدلب السورية بعد استئناف نظام الأسد غاراته الجوية على المنطقة، وتأثير ذلك على الاتفاقات الأمنيـ.ـة بين روسيا وتركيا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته صحيفة "عربي21"، إن أنقرة تعمل على تعزيز وجودها العسكري في المنطقة التي كانت هدفًا لضربات جويـ.ـة مكثفة من طائرات نظام الأسد.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان أبرما في آذار/ مارس الماضي اتفاقا لوقف إطلاق النار في إدلب.
وبموجب ذلك الاتفاق، أرسل الجانب التركي أكثر من ستة آلاف وحدة من العربات المدرعة والشاحنات إلى المحافظة التي تقع خارج مناطق سيطرة نظام الأسد.
وبعد أشهر من الهدوء الحذر، أفادت مصادر إعلامية أن طائرات تابعة لنظام الأسد، نفذت يوم 20 أيلول / سبتمبر عشرات الغارات على مواقع في محافظة إدلب، وهي الأعنـ.ـف منذ الاتفاق الروسي التركي.
وأكدت الصحيفة أن تصريحات وزارة الخارجية الروسية تنبئ باحتمال توتـ.ـر العلاقات مجددا بين روسيا وتركيا على خلفية التطورات في إدلب.
وأشار المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف في تصريحات لوسائل الإعلام أن إدلب ما زالت تضم الكثير من "المتطـ.ـرفين".
من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن نشاط ما أسمته بالجماعات المتطـ.ـرفة محدود نسبيا بسبب وجود الجيـ.ـش التركي في إدلب والدوريات الروسية التركية المشتركة على الطريق السريع إم 4.
لكنها أكدت أن "وفاء أنقرة بالتزاماتها بموجب المذكرة الروسية التركية، التي تم توقيعها في الخامس من آذار/مارس من هذا العام، تأخر بعض الشيء".
وتضيف زاخاروفا أنه "على الرغم من النجاحات التي تحققت في مكافحـ.ـة الإرهـ.ـاب الدولي على الأراضي السورية، فإن الوضع في البلاد لا يزال بعيدًا عن الاستقرار".
من الجانب التركي، أكدت وزارة الدفـ.ـاع في بيان لها أن "مجموعة من العناصر الموجهين من قبل نظام الأسد يرتدون ملابس مدنية اقتربوا من نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مستهدفين مركز المراقبة رقم 7 ولاذوا بالفـ.ـرار".
وأوضحت الصحيفة أن موسكو وأنقرة كثّفتا الاتصالات رفيعة المستوى خلال العام الجاري بسبب الخسـ.ـائر التي تكبـ.ـدها الجيـ.ـش التركي جراء الضـ.ـربات الجويـ.ـة التي ينفذها نظام الأسد على إدلب.
وجرت آخر الاتصالات في أنقرة يوم 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، لكن تصريحات عدد من المسؤولين كشفت عن عدم تحقيق تقدم ملموس بين الطرفين حول التطورات في المحافظة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الروسي المختص بقضايا الشرق الأوسط، كيريل سيميونوف، قوله إن أي صفقة محتملة بين روسيا وتركيا تتضمن التنازل عن مناطق في إدلب مقابل الحصول على جزء من الأراضي الشمالية الشرقية.
ويوضح سيميونوف قائلا: "خلال المحادثات الروسية التركية الأخيرة، كان الكلام شبه صريح: طالبت تركيا بالسيطرة على منبج وتل رفعت، مقابل انسحاب قواتها من المناطق الواقعة جنوب الطريق السريع إم 4 في إدلب".
وأكدت الصحيفة أن الخـ.ـلاف الأساسي حول هذه الصفقة هو أن الجانب الروسي يعتبر أن تركيا لم تف بالتزاماتها في ما يتعلق بطريق إم 4، بينما ترى أنقرة أن موسكو لم تنفذ تعهداتها بشأن مدينتي تل رفعت ومنبج اللتين تسيطر عليهما حاليا ميليـ.ـشيات YPG، والتي تصنفها تركيا منظـ.ـمة إرهـ.ـابية.
وفي انتظار الوصول إلى حلول وسط بين الدولتين الضامنتين لوقف إطـ.ـلاق النـ.ـار، تقول الصحيفة إن روسيا وتركيا ستواصلان رفع سقف مطالبهما خلال المحادثات الثنائية بشأن محافظة إدلب، إلى أن تتوفر ظروف أفضل للتفاوض.