قالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لإبراهيم حميدي، اليوم السبت، إن تخفيف أو احتواء دور إيران في سوريا بات مطلب معظم اللاعبين في الشأن السوري بعد عشر سنوات من الصراع في هذا البلد.
ولفتت إلى أن روسيا تريد “ضبط النفوذ الإيراني” لأنه منافس لها، في وقت وضعت أميركا “خروج جميع القوات الأجنبية، عدا الجيش الروسي والعودة إلى ما قبل 2011″، شرطا مسبقا لأي تطبيع أو مساهمة بالإعمار.
ويشير التقرير إلى أن “إسرائيل” وضعت شرط الخروج أيضا على قائمة مطالبها لـ “منع التموضع” الإيراني لدى الحديث معها أو ردا على اقتراحات لاختبار مفاوضات سلام مع تل أبيب.
من جهتها، تشدد الدول العربية على خروج الميليشيات الطائفية كشرط للحل في سوريا وعودتها إلى الجامعة العربية والمساهمة الإعمار.
وترى الصحيفة أنه على عكس إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فإن إدارة الرئيس إدارة الرئيس جو بايدن لا تملك الشهية للانخراط كثيرا في الشرق الأوسط، باستثناء الملفين الإيراني واليمني، وهناك الكثير من الاتصالات المعلنة وغير المعلنة في المنطقة وخارجها، لوضع الوجود الإيراني في سوريا ضمن التفاهمات باعتبارها خيطا يربط بين ملفات عدة.
وأوضحت أنه يجري التفاهم حاليا مع طهران على “تخفيف دورها العسكري” في سوريا مع التمييز بين الجيش النظامي والميليشيات، في إطار التفاهمات في المرحلة الثانية من المقاربة الأميركية للصفقة مع إيران، التي تشمل العودة للاتفاق ورفع العقوبات ثم بحث الصواريخ الباليستية والدور الإقليمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان طهران التفاهم مع نظام الأسد وإجراء تغيير في دورها العسكري وانتشار ميليشيا “حزب الله” في سوريا، سيؤدي إلى فتح ثغرات دبلوماسية عدة، خصوصا إذا أدمج بخطوات جدية تخص إطلاق التسوية وتنفيذ القرار 2254.
ورأت أن هذا يقوي موقف بايدن مقابل المؤسسات الضاغطة عليه في الملفين السوري والإسرائيلي، ويشجع الدول العربية على “التطبيع” مع نظام الأسد واختبارها واختبار طهران، للمساهمة في إعمار سوريا وحل مشكلتها الاقتصادية، وإضعاف مواقف المعارضين لذلك، ويدعم “سوريا الروسية” على حساب “سوريا الإيرانية”.
وذهبت للقول إن ذلك من شأنه أن يضع الضغط على تركيا لسحب قواتها أو تقليص نفوذها في شمال سوريا، ويزيل شرطا لاستمرار الوجود العسكري الأميركي شرق سوريا، وربما استعادة متدرجة للنظام السيادة على كامل الأراضي، ويساهم في تغيير التوازنات الإقليمية ويعزز نمو ترتيبات جديدة في الشرق الأوسط.
واختتمت الصيحفة تقريرها بالتساؤل، هل تقف سوريا على أبواب مقاربة جديدة لدور إيران؟ هل هناك علاقة لذلك مع عدم إصدار واشنطن عقوبات جديدة ضمن «قانون قيصر» ونيتها رفع بعض العقوبات لـ«أسباب إنسانية»؟