في وثيقة موجهة إلى “فرنسا” نشرت على قنوات مراسلة مشفرة على “تيليغرام” يديرها مناصرون لتنظيم داعش في آب/أغسطس 2021، طالبت فرنسيات التحقن بالتنظيم في سوريا بحرمانهن من الجنسية الفرنسية.
ورغم أن الرسالة المكتوبة بلغة فرنسية صحيحة ووقعت باسم “المهاجرات الفرنسيات في سوريا”، فإن من المتعذر التأكد من صحته أو ما إذا كان من كتبه هم النساء الفرنسيات بالفعل أم قيادة التنظيم.
وتساءلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إذا ما كان الأمر برمته “حيلة دعائية أو رسالة مفتوحة حقيقية”، لكن الأكيد بالنسبة إلى الصحيفة هو أن التنظيم “يستغل المشكلة ويأخذ رهائن بحكم الأمر الواقع من النساء الراغبات في العودة” إلى فرنسيا.
وتقدم الرسالة الموجهة إلى “وزارة الداخلية ووزارة الخارجية وإلى فرنسا”، نفسها بمثابة “طلب رسمي للتنازل عن الجنسية من جانب المهاجرات الفرنسيات المقيمات حالياً في سوريا”.
وتتكون الوثيقة من ثلاثين سطراً تعيد تكرار دعاية النظيم حرفياً: أسباب مغادرة فرنسا، الرضا بالعيش في “الأرض المباركة” في سوريا، قرار عدم العودة.
وحول هذه النقطة الأخيرة، يهاجم النص “اللواتي يردن العودة” ويتنصل من “موقفهن” ويؤكد أنهن “أقلية فقط”.
أما بالنسبة إلى أسباب الرحيل، فإن الخطاب يردد خطاباً معروفاً يشدد على الرغبة في ممارسة الشعائر الدينية “بحرية ودون قيود”.
ويقول النص: “كانت رسالة فرنسا واضحة لنا: إما أن نحبها أو نتركها. لذلك تركناها بلا ندم. مثل السجناء، محبوسات في الأحياء، كنا نختبئ من النظرات والهجمات اللفظية.
وبالنسبة لأطفالنا، حلمنا بتغيير مستقبلهم من خلال إحضارهم إلى أرض يمكنهم فيها ممارسة شعائرهم الدينية ونشعر فيها على الفور بأننا في بيتنا، أرض نريد أن نعيش فيها “.
ثم تأتي النتيجة المتوقعة: “لا يرغب الكثير من مواطنيكم الفرنسيين اليوم في عودتنا. نحن أيضاً نعارض هذه الفكرة (…) لم نترك فرنسا للعودة إليها. نحن لا ننخرط في قوانينكم ونظرتكم للحياة”.
وتلتزم فرنسا من جهتها بموقف انعدام القدرة القانونية على نزع الجنسية ممن لا يملكون إلا جنسيتهم الفرنسية وأيضاً بأنه لا عودة جماعية، بل فقط رعاية للأطفال على أساس كل حالة على حدة.
المصدر: مونت كارلو الدولية