أظهر بحث أن تعدين العملة الرقمية بيتكوين ينتج نفايات إلكترونية سنويا يمكن مقارنتها بنفايات معدات تكنولوجيا المعلوماتية الصغيرة لدولة مثل هولندا.
وينتج معدنو العملة المشفرة كل عام 30700 طن من النفايات الإلكترونية، وفقا لتقديرات أليكس دي فريس وكريستيان ستول.
ويبلغ متوسط ذلك 272 غراما لكل معاملة، كما يقولان. بالمقارنة، يزن جهاز آيفون 13. 173 غراما.
كيف يتم انتاج العملات الرقمية؟
وتستخدم وحدات تعدين العملات المشفرة أجهزة كمبيوتر مصممة لهذا الغرض إذ تعمل على حل المعادلات الرياضية المعقدة التي تسمح بشكل فعال بحدوث معاملة تعدين بيتكوين، وتستهلك أجهزة الكمبيوتر كميات ضخمة جدًا من الطاقة الكهربائية. وكلما ارتفع سعر البيتكوين، ارتفعت معها كمية الطاقة المستهلكة أيضاً وبالتالي زيادة التلوث البيئي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ويكسب عمال المناجم المال عن طريق إنشاء عملات بيتكوين جديدة، لكن الحوسبة المستخدمة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
وبحسب تقرير جديد، تستهلك عملية تعدين البيتكوين حوالي 96 تيراواط في ساعة من الكهرباء سنويًا، وهو أكثر مما تستخدمه الفلبين، وهي دولة يبلغ تعداد سكانها حوالي 110 مليون نسمة، ويتم تركيز والتلوث الناتج عن غازات الاحتباس الحراري نتيجة لذلك.
وفقاً لدراسة أجريت من قبل مؤشر استهلاك البيتكوين للكهرباء بجامعة كامبريدج في فبراير، فإن إنتاج عملة بيتكوين يستهلك حالياً ما يقدر بنحو 0.59 في المئة من إنتاج الكهرباء العالمي، أي ما يكفي لتشغيل جميع غلايات الماء في بريطانيا لمدة 33 عاماً.
ويرى النقاد أن هذا يمثل مشكلة كبيرة، فلدى العديد من البلدان شبكات كهرباء غير مستقرة. في يناير، ألقت الحكومة الإيرانية باللوم على تعدين البيتكوين في انقطاع التيار الكهربائي في البلاد.
ولكن نظرا لأن أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في التعدين أصبحت قديمة، فإنها تولد أيضا الكثير من النفايات الإلكترونية.
ويقدر الباحثون أن متوسط عمر أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم في تعدين البيتكوين 1.29 سنة فقط.
ونتيجة لذلك، فإن كمية المخلفات الإلكترونية الناتجة يمكن مقارنتها بنفايات “معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصغيرة” لبلد مثل هولندا، بحسب الباحثين ويشمل ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الشخصية والطابعات والهواتف.
ونشر البحث في صحيفة “ريسورسز، كونسرفيشن أند ريسايكلينغ”.
محرك الكفاءة
ونظرا لأن الكهرباء هي التكلفة الرئيسية لعمال مناجم البيتكوين، فقد سعوا وراء معالجات أكثر كفاءة من أي وقت مضى.
وقد شهد ذلك انتقالا إلى شرائح عالية التخصص تسمى الدارات المتكاملة الخاصة بالتطبيقات.
وكتب الباحثون أن الدارات المتكاملة الخاصة بالتطبيقات متخصصة جدا لدرجة أنها عندما تصبح قديمة، لا يمكن “إعادة توجيهها لمهمة أخرى أو حتى نوع آخر من خوارزمية تعدين العملات المشفرة”.
ولكن بينما لا يمكن إعادة استخدام الرقائق، فإن الكثير من وزن معدات تعدين البيتكوين يتكون من مكونات مثل “الأغلفة المعدنية ومشتتات الألمنيوم الحرارية” التي يمكن إعادة تدويرها.
وعلى الصعيد العالمي، يعاد تدوير ما يزيد قليلا عن 17٪ من جميع النفايات الإلكترونية. ومع ذلك، ربما يكون العدد أقل في بعض البلدان التي يوجد فيها معظم عمال المناجم.. حيث تكون اللوائح الخاصة بالنفايات الإلكترونية في كثير من الحالات ضعيفة أيضا.
نقص في الرقائق
وتعاني العديد من الصناعات من نقص عالمي في الرقائق.
بالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من النفايات الإلكترونية.. يجادل الباحثون بأن “الدوران السريع لملايين أجهزة التعدين قد يعطل سلسلة التوريد العالمية لمختلف الأجهزة الإلكترونية الأخرى”.
وهم يقترحون أن أحد الحلول لمشكلة المخلفات الإلكترونية هو أن تقوم Bitcoin بتغيير طريقة التحقق من المعاملات، والانتقال إلى نظام مختلف أقل كثافة من ناحية الحوسبة.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا الأميركية، إيلون ماسك، قال إن شركته لصناعة السيارات الكهربائية الكبرى ستتوقف عن قبول العملة الرقمية لشراء السيارات التي ينتجها، حتى تتحول 50 في المئة على الأقل من عمليات التعدين لاستخدام الطاقة الخضراء