أعلنت البحرية الأميركية، أنّ غواصة “يو إس إس كونيتيكت” العاملة بالدفع النووي اصطدمت بجسم مجهول أثناء قيامها بدورية في المياه الدولية في بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي، وهي المنطقة التي تطالب بكين بالسيادة على أجزاء واسعة منها.
وقالت البحرية، في بيان: إن “الغواصة لا تزال في حالة آمنة ومستقرة، ولم تقع إصابات مميتة، وهي تتّجه على قاعدة غوام لتقييم الضرر الذي لحق بها”.
ولم تحدد البحرية عدد الإصابات في صفوف طاقم الغواصة، لكن مسؤول في البحرية الأميركية، رفض الكشف عن هويته لصحيفة “نافي تايمز”، قال إن 11 بحارا أصيبوا جراء الحادث، جروح اثنين منهم متوسطة.
وفي حين لم يؤكد بيان البحرية الأميركية طبيعة الجسم الذي اصطدمت به الغوّاصة، كشف المسؤول أن تضاريس المنطقة لم تشر إلى أن الغواصة اصطدمت بكتلة صخرية.
لا أعمال عدائية
كما أضاف أنه “لا توجد مؤشرات على عمل عدائي، أو أن الغواصة اصطدمت بسفينة أخرى”، لكنّه في الوقت نفسه قال إن هذه المعلومات حول الحادث أولية في هذه المرحلة.
من جهته، أفاد مركز “نايفل إنستيتيوت”، وهو مركز أبحاث قريب من البحرية الأميركية، بأن الغواصة كانت تشارك في تدريبات بحرية دولية في بحر الصين الجنوبي عند وقوع الحادث.
وتسيّر الولايات المتحدة وحلفاؤها دوريات منتظمة في المياه الدولية لهذه المنطقة من أجل التأكيد على حرية الملاحة فيها، الأمر الذي يثير غضب الصين.
وفي يوليو/ تموز الماضي، اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن مطالبات بكين الكبيرة في بحر الصين الجنوبي “لا أساس لها في القانون الدولي”، في انتقاد شديد لتزايد تشديد الصين على أحقيتها في المياه المتنازع عليها.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم مساحة بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، والذي يعتبر ممرًا أساسيًا للتجارة البحرية الدولية إذ تمرّ عبره سنويًا بضائع بتريليونات الدولارات. وأقامت بكين مواقع عسكرية على جزر صغيرة وشعب مرجانية في المنطقة.
لكنّ المطالب الصينية تصطدم بمطالب مشابهة من كلّ من بروناي وماليزيا، والفلبين، وتايوان، وفيتنام.
ويأتي الحادث في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين بسبب توغّل الطائرات الصينية في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية (ADIZ).
وحذّر وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينغ، الأربعاء، من أن التوتر العسكري مع الصين بات في أسوأ مستوياته منذ أكثر من 40 عامًا، وذلك عقب تحليق أعداد قياسية من الطائرات الصينية، قبل أيام في منطقة الدفاع الجوي للجزيرة.